"ثورة ثورة حتى النصر.. ثورة في كل شوارع مصر".. كانت تلك الكلمات التي أطلقتها ماهينور المصري، من داخل محبسها بقضية التظاهر، والتي جعلت قاعة المحكمة تضج بالصيحات والهتافات من الحضور، مكررين الهتافات خلفها، في 28يونيو 2014 أثناء جلسة الاستئناف بمرافعتي خالد علي وعبد الرحمن الجوهري. لم تكن هذه المرة الوحيدة التي يلقي القبض فيها على ماهينور المصري، بل ألقي القبض عليها مرارًا في عهد مبارك، ولم تقض ليلة واحدة في زنزانة، حبست لأول مرة في سجن برج العرب، في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، على خلفية قضية "خالد سعيد"، حيث صدر ضدها حكم بالسجن عامين و50 ألف جنيه غرامة، لتظاهرها مع بعض النشطاء أثناء إحدى جلسات محاكمة قتلة خالد سعيد. وتعرضت للحبس مرة أخرى، أثناء تضامنها مع محاميين معتصمين داخل قسم الرمل بالإسكندرية في مارس 2013، وقبض عليها مع آخرين، قالوا إنهم تعرضوا للاعتداء من قبل قوات الأمن المركزي، إضافة إلى الضرب والتحرش بالفتيات، ثم اعتقلوا بعدها وأُحيلوا للنيابة التي أخلت سبيلهم، ليحكم عليها القضاء بالسجن عامًا و3 أشهر. وقررت لجنة تحكيم الجائزة منح الجائزة لماهينور المصري في دورتها ال 19، والتي تُمنح كل عام لمحام واحد على مستوى العالم، لكونها تدافع عن حقوق الإنسان، وسجنت في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، والحالي عبدالفتاح السيسي. وقالت ماهينور تعليقًا على الجائزة: "كنت أكثر حظًا من آلاف غيري لم يلقوا الكثير من الاهتمام، ذهلت حينما أُعلن فوزي بالجائزة الرفيعة، أنا حقا أشعر أنني لا أستحق شرف الحصول على الجائزة في جميع الأوقات، لأنني جزء من مجموعة كبيرة، بداية من كوني ناشطة اشتراكية ثورية وصولاً إلى عملي كمحام متطوع في جبهة الدفاع عن المتظاهرين بالإسكندرية، ثم عضو في مجموعة لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين، وحركات التضامن مع اللاجئين، لكن قبل أي شىء كنت واحدة من ملايين المصريين الحالمين بالعدل، وصانعي ثورة أطاحت ب 2 من الديكتاتوريين، ونحن في طريقنا إلى إسقاط الثالث"، على حد وصفها. وأهدت ماهينور الجائزة إلى المحبوسين معها، ومحمد سلطان وإبراهيم اليماني، وللفلسطينيين الذين علمونا كيفية المقاومة وكيف يكون الأمل في المستقبل، ولشعب كوباني الذي يحارب المتطرفين، وللفتاة الإيرانية ريحانة جباري، المحكوم عليها بالإعدام، لأنها قتلت مغتصبها عندما حاولت الدفاع عن نفسها، قائلة: "لجميع أولئك الشجعان أهدي الجائزة". أرسل عدد من المحامين الموكلين للدفاع عن متهمى القضية المعروفة إعلاميًا ب"الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير" التهنئة للناشطة ماهينور المصري، قبل لحظات من بدء جلسة أمس، احتفالًا بعيد ميلادها، برفع لافتة أشهرها الدفاع، ومكتوب عليها عبارة: "كل سنة وأنت طيبة يا ماهينور"، وتضامنًا معها على خلفية قضائها لفترة حبسها على ذمة قضية "أحداث الرمل بالإسكندرية". ماهينور المصري ذات ال29 ربيعًا مواليد 7 يناير 1986، ناشطة سياسية ومحامية مصرية ولدت في محافظة الإسكندرية، وعضو بحركة الاشتراكيين الثوريين، اشتهرت بمواقفها المؤيدة لحقوق العمال بالإضافة إلى مشاركتها في ثورة 25 يناير ومظاهرات 30 يونيو. تم تأييد الحكم عليها في 20 مايو 2014 بالحبس عامين والغرامة 50 ألف جنيه بحسب قانون التظاهر بتهمة "التظاهر دون تصريح، والتعدي على قوات الأمن"، خلال مشاركتها في وقفة تضامنية بالتزامن مع محاكمة المتهمين بقتل خالد سعيد في 2 ديسمبر 2013، وهي الآن تقضي فترة عقوبتها بمحبسها في سجن الأبعدية بدمنهور. كانت ماهينور من أوائل النشطاء الذين ساهموا بكشف وقائع قتل خالد سعيد، وكانت ضمن أول مجموعة تظاهرت أمام قسم سيدي جابر في الإسكندرية بخصوص الواقعة، التي كانت من ضمن الأسباب أشعلت ثورة 25 يناير. بتاريخ 26 يونيو 2014 وأثناء حبس ماهينور المصري أعلنت لجنة "جائزة لودوفيك تراريو" برئاسة نقيب محامي باريس بيار- اوليفييه سور ومؤسس الجائزة نقيب محامي بوردو برتران فافرو، أنها قررت منح جائزة العام 2014 للمحامية ماهينور المصري.