"لم أشعر في حياتي مثلما شعرت بالحقارة والنفاق، وكانت لحظة كذب ونفاق، وكانت مرة كالعلقم .. على آخر الزمن بقيت منافق وكذاب، وباقنع نفسي أني كدة باخدم البلد وتذكرت كم كنت أهاجم الإخوان بشراسة أصحاب ميكيافيلية الغاية تبرر الوسيلة.. لم أجد نفسي متوائما نهائيا مع توجه القائمة، وهو الدعم المطلق للرئيس فشعرت بغربة سياسية ولم تصمد نصيحة صديقى بتاع السياسة هي كده وشوف مصلحتك". بهذه الكلمات كشف الدكتور حازم عبد العظيم الناشط السياسي ومسؤول لجنة الشباب السابق بالحملة الرئاسية للرئيس عبدالفتاح السيسي، كاشفًا الكثير من الأسرار والتفاصيل عما يدور داخل الغرف المغلقة لتشكيل البرلمان، وهو ما شكل مفاجئة صادمة لأنصار السلطة، كونه أحد أبرز رموز 30يونيو التي مهدت الطريق للإطاحة بحكم "الإخوان المسلمين"، والذي كان داعمًا ل "خارطة الطريق" التي أعلنت عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي. ولد حازم عبد العظيم عام 1960 وتخرج في قسم هندسة النظم في جامعة القاهرة عام 1982 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وحصل على درجة الماجستير في الرياضيات التطبيقية في 1982، ثم على درجة الدكتوراة في التعرف على الأنماط والذكاء الاصطناعي عام 1989 في جامعة القاهرة ثم حصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة ماستريخت بهولندا عام 2003. يعمل عبد العظيم حاليًا أستاذًا مساعدًا بقسم تكنولوجيا المعلومات بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة، وقد اشتهر في الحياة الأكاديمية بأبحاثه ودراساته في مجالات التعرف على الأنماط والذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغات الطبيعية بالعربية وتطبيقات الحوسبة الإلكترونية في مجال التعامل في الأوراق المالية. كما أنه حاصل على شهادة مهنية في التحليل الفني لأسواق الأسهم والسندات، بالإضافة لعمله مدرسًا مساعدًا بقسم هندسة النظم والهندسة الطبية الحيوية بجامعة القاهرة في الفترة من 1982 حتى 1986 قبل عودته في عام 1993 ليتولى منصبه الحالي في الجامعة. في الفترة بين عامي 1995 و1996، شغل منصب مدير الأبحاث والتطوير بشركة صخر للبرمجيات ، وكان على رأس فريق العلماء والباحثين العاملين في مجال تطوير تكنولوجيا القراءة الآلية بالشركة وحتى نهاية عام 1997، شغل سيادته منصب المنسق الأول لمشروعات تطوير الإنترنت، وقاد مسيرة الشركة نحو دخول عالم برمجيات الإنترنت، ثم تولى بعد ذلك منصب المدير التنفيذي حتى عام 2000. وفي الفترة من 1994 حتى 1995، عمل عبدالعظيم مدرسًا زائرًا بقسم الرياضيات وعلوم الحاسب الآلي بجامعة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كان يتولى التدريس في مجال تخصصه العلمي. بدأ عمله البحثي في الفترة 1986 – 1992 باحثا علمي مع مركز أبحاث شركة أي بي إم في مجال معالجة اللغات الطبيعية بالعربية وفي عام 1991 حصل الدكتور عبد العظيم على "جائزة الإنجاز الإبداعي" من شركة إي بي إم وهي جائزة تمنح تقديرا لجهود من يقدمون إسهامات هامة للمجتمع. شغل عبد العظيم رئيس لجنة الشباب بحملة المرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي، وساند المشير بكل قوة وقتها. كان يرى أن كل الانتخابات الرئاسية السابقة كانت يشوبها شراء بعض الأصوات بالزيت والسكر والرشاوي الانتخابية، وانتخابات 2014 ستكون انتفاضة كرامة للشعب المصري، ولأول مرة أصوات نظيفة بلا رشوة. وجاءت رسالة عبد العظيم الأخيرة للسيسي كالصاعقة حيث شنت عدة جهات حملة شرسة عليه فبعد ساعات من نشر شهادته، انهالت البلاغات للنائب العام ضده. فقد تقدم المحامي سمير صبري ببلاغ للنائب العام المستشار نبيل صادق، يطالب فيه بالتحقيق معه، بدعوى الإساءة للدولة وسمعتها ورئيسها. وهاجم الإعلامي ممتاز القط، عبدالعظيم، قائلاً:" يلعن أبوحرية الراي اللي هتودينا في داهية"، ووجه حديثه للأجهزة الأمنية خلال برنامجه "حصريًا مع ممتاز"، المذاع على قناة "العاصمة" قائلا:" لو ثبت كذب هذا الكلام، تنقطع رقبته"، لافتًا إلى أن مقاله "ممتلىء بالسموم، متسائلاً: "إشمعنا نشره في التوقيت ده؟" . وفي أبريل الماضي، أعلن عبدالعظيم، في قرار مفاجئ الابتعاد عن العمل السياسة لفترة قد تطول، مرجعًا قراره إلى أن المناخ السياسي ليس أقل خطورة من أيام الرئيس الأسبق حسني مبارك، بدعوى عدم تمكنه من التعليق على مجريات الأحداث بحرية، وقد وجه الشكر لكل من عارضه فيما سبق. إعلان عبدالعظيم وقتها انسحابه من السياسية أثار جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي كونه من أبرز الناشطين سواء في فترة حكم "الإخوان " أو أثناء ترأسه للجنة الشباب بحملة الرئيس السيسي، وأغلب تلك التعليقات لم تتناول قرار اعتزال السياسة، ولكنها علقت على الجزء الخاص بخطورة المناخ السياسي. بعد إعلان عبد العظيم انسحابه من الحياة السياسية عقب نزوله من جنة السيسي بدأ يكتب سلسلة تغريدات على صفحته "تويتر" لمعارضة النظام الحالي ب 70 تغريدة أثارت ردود فعل غير مسبوقة لأنه هاجم السيسي. لكنها لم تكون بنفس قوة الرسالة التي نشرها يوم الجمعة، حيث كشفت الستار عن تشكيل قائمة "في حب مصر" و"دعم الدولة" ومن قبلها قائمة الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق والتي كانت تعد من قبل جهاز المخابرات ومستشارين الرئيس من اجل السيطرة على مجلس النواب. وقال عبدالعظيم في مقال نُشر له بعنوان "شهادة حق في برلمان الرئيس"، أن الأجهزة السيادية التي تقع تحت مباشرة الرئيس السيسي تدخلت في العملية الانتخابية بصورة غير محايدة مما ينسف مبدأ تكافؤ الفرص والمنافسة الشريفة ومخالفة الدستور"، وفقًا لقوله.