عبد الرحمن رشاد: دور الإذاعة فى ذكرى الثورة تهدئة الشارع وزيادة وعيه لا يمكن تسييس الإذاعة ونحن ملتزمون بميثاق الشرف الإعلامى
من مكان هادئ راح يتحدث عن الإذاعة المصرية ودورها فى تنوير وتوعية المواطن المصرى، إلا أن الحوار معه اشتدت سخونته عندما تطرق الحديث إلى الفضائيات ومقدمى التوك شو وحرب الألفاظ الخارجة والصراع الراهن عبر شاشاتها.. إنه الإعلامى عبد الرحمن رشاد رئيس الإذاعة السابق. حدثنا عن شائعات شراء الإخوان لترددات خاصة بالإذاعة ومحاولات تسييسها عقب إذاعتها خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتطرقنا معه إلى العديد من القضايا الساخنة ليفاجئنا بالعديد من الأسرار والحقائق. إلى نص الحوار: **عقود من العمل الناجح والمتميز فى حياتك المهنية.. فما أهم تلك المحطات؟ * عينت فى وزارة التعليم العالى فى 1976، ثم نُدبت للعمل بالإذاعة المصرية عام 1980، ثم انتقلت إلى الإذاعة فى 1981، وكانت أول فترة مفتوحة قمت بتقديمها كانت عن ثورة يوليو، ثم تدرجت فى العمل بالإذاعة المصرية ابتداء من مذيع ثالث بالإدارة العامة للتدريب الإذاعي، ومذيع ثالث بالبرنامج العام، ومذيع ثان بالبرنامج العام، ومذيع أول بالبرنامج العام، كبير مذيعين بدرجة مدير عام. كما شرُفت بإدارة التنفيذ بشبكة البرنامج العام بجانب عملى وأخيرا رئيسًا للإذاعة حتى خروجى على المعاش.
** برامج "التوك شو" تدور حول أداء مقدميها علامات الاستفهام.. ما رأيك في مستواهم، وهل ترى أنهم يصلحون للعمل بالإذاعة المصرية؟ *لا يصلح أى إعلامى ممن يقدمون برامج التوك شو للعمل بالإذاعة، لأنهم لا يجيدون قواعد اللغة العربية، وإن أجرى لهم اختبار للغة لن ينجح أحد منهم، فبعضهم يتحول بالليل إلى مهرج، فهم غير ملتزمين بميثاق الشرف الإعلامى وغير مؤهلين أخلاقيا ومهنيا للعمل بالإذاعة. ** ما تقيمك لمستوى البرامج التي تقدم على شاشات الفضائيات؟ *ما تعرضه الفضائيات اليوم هو فقط محاولة للربح وكسب تلك البرامج، لأنها بهذه الطريقة مشوهة أخلاقيًا، فهم يحتاجون لمدونة شرف ومدونة أخلاق، فهذه البرامج لا تحكمها مدونة ولا قانون، فهى تسعى فقط للإعلانات وخدمة أهداف المال السياسى ولا تخدم أى هدف قومى. **ما رأيك في قرار وقف عزة الحناوى عن العمل إثر توجيهها انتقادات لأداء الرئيس عبدالفتاح السيسي؟ * ما فعلته عزة الحناوى خروج عن المهنية ومن حق رئيسها أن يحاسبها، فالخروج عن المهنية له قواعد ونقدها الرئيس عبد الفتاح السيسى ليس حرية رأى، ولكنه خروج عن النص والمهنية ولابد أن تحاسب على ذلك، وهذا ليس تقييدًا لحرية الرأى والتعبير، فالإذاعى المتمكن يستطيع أن يقول ما يريد فى حدود المهنية. **عقب إذاعة خطاب الرئيس السيسى على شبكة الإذاعة، هناك أقاويل تتردد عن محاولات لتسييس الإذاعة.. ما تعليقك؟ *لا يمكن تسييس الإذاعة وخاصة إذاعة القرءان الكريم، وما تردد عن تسييسها عقب إذاعتها خطاب الرئيس عار تمامًا عن الصحة، حيث إن إذاعتنا للأخبار السياسية ما هو فقط إلا خبر ومادة نريد بإذاعتها توصيل الرسالة للمواطنين، ونحن من حقنا أن نتحدث ونتحاور عن الأداء الحكومى وعن العدالة الاجتماعية، فالإذاعة تحاول تقديم السياسة فى صورة خبر فقط، فالإذاعة ما زالت محافظة على رونقها وعدم الخروج عن المضمون، فنحن نعمل جاهدين للحفاظ على قومية الإذاعة المصرية. **نحن على مشارف ذكرى 25 يناير، ودعوات التظاهر بالميادين.. ما الدور الذي تقوم به الإذاعة المصرية؟ *دور الإذاعة خلال الفترة القادمة والمتزامنة مع دعوات التظاهر لذكرى 25 يناير هو تنوير وتوعية المواطنين والعمل على هدوء الشارع المصرى وتوعية المواطن المصرى بأهمية استقرار الوطن وعدم الانسياق وراء دعوات جماعة الإخوان المسلمين، وأعتقد أن المصريين لا يلبون تلك الدعوات وندعوهم للحوار والتعبير عن مطالبهم بأشكال أخرى بعيدا عن التظاهر، وأن يعطى المواطن فرصة لمجلس النواب ليقوم بدوره، ودور الإذاعة المصرية هنا أيضًا أن تستضيف الخبراء والمحللين لتوضيح الأوضاع الراهنة. **مع التطور التكنولوجى لوسائل الإعلام.. ماذا ينقص الإذاعة المصرية لتساير غيرها من تلك الوسائل؟ *الإذاعة رغم ما تواجهه من منافسات من قبل الميديا الحديثة غير أنها ما زالت متماشية مع هذه التكنولوجيا وغير متعثرة ولم تصل إلى مرحلة الشيخوخة، فالإذاعة غير مكلفة ولكنها تحتاج من القائمين عليها المزيد من الجهد والمتابعة والإخلاص فى تقديم العمل الإذاعى، كما أننا فى حاجة إلى إعادة هيكلة الإذاعة المصرية والتطور التكنولوجى وإلى تدريب لغوى جاد للأجيال الشابة والاهتمام بالاستديوهات والعمل أكثر من البحث عن المكاتب والمال، حتى تحافظ على وضعها بين وسائل الإعلام.