الفريق أحمد شفيق المرشح للرئاسة توجه إلى منطقة إمبابة لعقد مؤتمر انتخابى فى هذا الحى الشعبى الزاخر والحافل بالعديد من المشاكل والأزمات .. وخرج أحد الحاضرين من سكان إمبابة ليوجه للفريق شفيق سؤالا عن إمبابة التى تذكرتموها الآن .. ولماذا كانت منسية ؟ وهو تساؤل رد عليه الفريق شفيق بالتأكيد على أنها لن تكون منسية بعد الآن .. وقد آن الأوان لتذكر هذه المناطق وإصلاح أحوالها .. وقد سمعت ردا مماثلا من السيد عمرو موسى المرشح الآخر للرئاسة عندما سألته عن مشروعه القومى إذا ما أصبح رئيسًا حيث قال إنه سيبدأ مشروع التنمية من أقاصى الصعيد ومن ريف مصر ومن المناطق التى حرمت من مشروعات التنمية لعقود طويلة !! والكلام جميل ، والتوجه طيب، ونأمل ونتمنى أن يكون هناك اهتمام جاد من الرئيس القادم وبرلمان ما بعد الثورة بالعشوائيات والمناطق الشعبية ومحافظات الجنوب وريف مصر المنسى ، لأنه بدون النهوض والتنمية فى كل هذه المناطق فإن مصر ستظل دائمًا منقسمة إلى دولتين دولة تمثل الأقلية من الأغنياء فى مناطق تتوفر بها كل الخدمات والإمكانيات، ودولة تمثل الأغلبية التى اختزلت كل مطالبها وأحلامها فى توفير رغيف خبز صالح للاستهلاك الآدمى وفى أنبوبة غاز بسعر فى مقدور الأسر الكادحة . وتنمية هذه المناطق تعنى أيضًا القضاء على البلطجة والسرقة بالإكراه ، فالبلطجى لم يولد بلطجيًا ولكن المجتمع هو الذى أجبره على أن يستخدم قوته الجسدية للحصول على ما يعتقد أنه حق له فهو لم يجد من يستوعب ويوظف ويستخدم طاقته فى المسار الصحيح . ولقد كان أمرًا مخزيًا طوال العقود الماضية أن تشهد مصر ثورة عمرانية تتمثل فى التجمعات السكنية الفاخرة فى السادس من أكتوبر والتجمع الخامس والرحاب والقطامية والشروق ، بينما لم يكن هناك أى مشروعات تذكر تعالج وتساهم فى حلول جذرية لمشاكل سكان المقابر الذين أصبح وجودهم هناك يمثل وصمة عار على جبين الأمة المصرية كلها ومثار سخرية وتندر العالم من غرائب أحوالنا وتناقضات مجتمعنا . وإذا كانت الثورة قد انطلقت لتطالب بمبدأ العدالة الاجتماعية ، فإن العدالة تقتضى الإسراع فى توجيه كل الطاقات لتطوير المناطق الشعبية والعشوائية وتوفير الخدمات بها وإنشاء الحدائق والمتنزهات فى كل مكان ورصف شوارعها المتهالكة وإزالة المخلفات والقمامة وتعزيز التواجد الأمنى بها حتى يشعر قاطنوها أنهم جزء من المجتمع وأن يد الحضارة قد امتدت إليهم ، فبعض هذه المناطق ما زال يعيش فى جلباب القرون الوسطى بعيدًا عن أى مظاهر للمدنية الحديثة ..!! إن عمرو موسى يقول إنه طاف فى جولته الانتخابية مصر من الجنوب للشمال ، وزار وشاهد ولمس على الطبيعة كل مشاكل المحرومين والفقراء والمهمشين ، وأحمد شفيق بدأ حملته الانتخابية الرسمية من قويسنا وانتقل بعدها إلى إمبابة .. وكلهم يريدون أن يقولوا لنا إنهم من الشعب وقادرون على الحوار والتفاعل معه ، وهى إشارات جيدة ، ودليل آخر فى ذكرى مرور عام على الثورة أن هناك تغييرًا يحدث فى مصر فعلا .. وهذا أهم نجاح للثورة التى هى ثورة شعب يتطلع ويحلم بالحياة الكريمة . [email protected]