قالت حركة "طالبان باكستان"، إنها ترفض ادعاء زعيم تنظيم الدولة (داعش) أبوبكر البغدادي بأنه خليفة لعموم المسلمين. ويأتي ذلك إثر رفض مماثل من "طالبان أفغانستان" بعد إعلان قيادات صغيرة في الحركتين الإسلاميتين مبايعتهم للتنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة من أراضي العراق وسوريا. وفي العام الماضي أعلن "داعش"، الذي انشق عن تنظيم القاعدة، تنصيب زعيمه أبوبكر البغدادي خليفة للمسلمين، ويتطلع البغدادي لإقامة خلافة عالمية بقيادته. ويأتي بيان "طالبان باكستان" وسط تكهنات بأن قيادة الحركة، التي تهدف لإسقاط حكومة رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف وإقامة دولة تحكمها الشريعة، قلقة بالفعل من “داعش” التي لديها تطلعات مختلفة ليس لها شأن بجنوب آسيا. وقالت الحركة في بيان: “البغدادي ليس خليفة؛ لأن الخليفة في الإسلام يعني قيادته للعالم الإسلامي بأسره، وهي قيادة لا تتوافر للبغدادي، لديه سلطة على مجموعة معينة من الأشخاص والأراضي”. وفي أواخر العام الماضي أعلنت فصائل قليلة منشقة عن "طالبان باكستان" البيعة ل "داعش"، وأمرت المقاتلين في عموم المنطقة بالانضمام للحملة الساعية لإقامة خلافة إسلامية عالمية. وتقول السلطات الباكستانية إن "داعش" لا تربطها أي صلات مالية بأي جماعة باكستانية. واهتزت طالبان باكستان في الفترة الأخيرة بسبب صراعات داخلية رفض خلالها الفصيل الممثل لقبيلة محسود بما له من نفوذ القبول بسلطة الملا فضل الله الذي تولى القيادة في أواخر 2013. وقد تستغل "داعش" في سعيها لتوسيع نطاق وجودها في العالم هذه الصراعات لصالحها للدخول إلى منطقة تسيطر عليها عقيدة معادية للغرب ومليئة بشبان مستعدين لحمل السلاح والقتال باسم الإسلام. وفي البيان أدانت "طالبان باكستان" حكم داعش، وهو شيء سبقتها إليه طالبان أفغانستان. وقال البيان: “خلافة البغدادي ليست إسلامية لأنك في الخلافة الحقيقية توفر عدلاً حقيقياً، بينما يقتل رجال البغدادي مجاهدين أبرياء من جماعات أخرى”. وفي وقت سابق هذا العام بعثت طالبان أفغانستان رسالة للبغدادي تطالبه بوقف عمليات التجنيد في أفغانستان، قائلة إن المجال لا يسع سوى “لراية واحدة وقيادة واحدة” في قتالها لإعادة الحكم الإسلامي الصارم.