أكد كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق الدكتور يسرى أبو شادي والملقب ب "صاحب الصندوق الأسود" أن تخوفات البعض من إنشاء هذا المفاعل "ساذجة"، موضحًا أن المفاعل سيكون به دوائر أمنية غير قابلة للتفجير، وفى حالة حدوث أى شىء مهما كان، فأقصى ما يحدث أن المفاعل سيغلق بشكل أوتوماتيكى قائلاً: "إحنا مش هنفضل طول عمرنا خايفين من الإرهاب". وأوضح أبو شادى خلال حواره مع صحيفة "الوطن" اليوم الثلاثاء حتى لو استطاع أى عنصر تخريبى وهذا مستبعد تماما أن يدخل إلى داخل المفاعل نفسه لن يتمكن أبدًا من تحويله إلى قنبلة نووية، لأن تصميم المفاعل يقوم على أنه فى حالة حدوث أى طارئ يطفئ أتوماتيكيا لا يستطيع أى كائن التحكم فيه و"لا الجن نفسه". وأشار أبو شادى إلى أن الرئيسين محمد حسنى مبارك ومحمد أنور السادات كانا يريان أن 99% من أى حاجة ممكن تحصل فى العالم بيد أمريكا وكانت القوى المعارضة لدخول مصر العصر النووى تستند إلى أن العديد من دول العالم دخلت المجال النووى على أساس سلمى ثم تحولت إلى إنتاج القنابل النووية مثل الهند وباكستان وكوريا الشمالية. وكشف أبو شادى عن أن محمد البرادعى كتب تقريرا عن مصر أثناء رئاسته لوكالة الطاقة الذرية الدولية، بعد أن رفضت مصر التوقيع على البروتوكول الإضافى الملحق باتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، عام 2004، وكان به كم رهيب من الأكاذيب والتضليل ضد الدولة المصرية مشيرًا إلى أن البرادعى كان يهدف لتهديد مصر إما بقبول التقرير كما هو أو تحويل الملف إلى مجلس المحافظين فى الوكالة تمهيدًا لتحويله إلى مجلس الأمن وفرض عقوبات دولية. وأضاف أن مبارك "خاف وصمت ولم تعلق مصر على التقرير" مشيرا إلى أن النية كانت مبيتة للزج بمصر فى نفق مظلم أقرب إلى ما حدث ضد العراق، وهذا ما أكده فى تقريره الذى أصدره عام 2009 وكان قمة الخطورة، حيث صنف مصر مع دول "محور الشر" موجها اتهاما لمصر بتخصيب يورانيوم عالٍ، تمهيدًا لإنتاج قنابل نووية. وأشار أبو شادى إلى أن هذه التقارير المضللة كان يقف وراءها نائب رئيس الوكالة وهو عميل للمخابرات الأمريكية cia، وهذا النائب كان المتحكم فى كل تقارير الوكالة وفى البرادعى نفسه. وتابع: "فى أكثر الظروف تشاؤمًا لو تم إطلاق صاروخ على المفاعل النووى أو اقتحام سيارة مفخخة فإنه حسب التصريحات الحكومية الأخيرة سيتم العمل بالمفاعل فى حدود 2022 و2023 مشيرًا إلى أن مصر طلبت عوامل أمان وحماية مضاعفة عن التقليدى المتبع فى أى مكان آخر، ومن بين هذه العوامل تحمل الغلاف الخارجى للمفاعل لأى عوارض، مؤكدًا أنه إذا ضرب صاروخًا قويًا فلن يحدث شىء للمفاعل، مدللاً على أن العراق ظل لمدة 8 سنوات يضرب مفاعل "بوشهر" الإيرانى ولم يحدث به خدش واحد. وعن علاقة البرادعى بالإخوان المسلمين أشار أبو شادى إلى أن البرادعى أخر واحد له علاقة بالأديان والسر يكمن فى أمريكا مشيرًا إلى انه عندما حصل البرادعى على جائزة نوبل اجتمعنا فى مكتبيه وفوجئنا به يهاجم الإخوان بشدة. وعن أسباب استقالته من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكد أنه تقارير البرادعى ضد مصر وسوريا فالبرادعى ادعى أن مصر تمتلك مفاعلاً نوويًا بغرض إنتاج القنابل الذرية وأنه مشابه لمفاعل كويا الشمالية وقد ثبت فيما بعد كذب هذه الادعاءات مشيرًا إلى أن داعش احتلت ذلك الموقع بحثًا عن مفاعل تهدد به العالم ولم تجد شيئًا.