تسدل الستار على العملية الانتخابية التي أجرها نظام 3 يوليو، يومي 1-2 ديسمبر، بعد أن ظل الإخوان متابعين جيدين لهذه العملية من بعيد، فيما خرجت أصوات تدعو للاستفادة من هذه العملية بشكل عكسي، مستغلة مقاطعة فئات عديدة من الشعب لهذه الانتخابات، ولتكن بمثابة سلاح لها فى الحشد ليناير المقبل. ورغم النسب الرسمية التي أعلنتها الجهات الحكومية بنحو 27% شاركوا فى الانتخابات، إلا أن مركز "تكامل مصر" قدر نسبة المشاركة فى الجولة الأولى بنحو 3.6% وفى المرحلة الثانية و3٪ تتقاسمهم قائمة "فى حب مصر" التابعة لسامح سيف اليزل، المحسوب على العسكريين، ورجل الأعمال نجيب ساويرس. البداية كانت مع الناشط السياسي سامر إسماعيل، عضو جماعة الإخوان، عندما تساءل هل يستفيد الإخوان من نتائج الانتخابات أم يهدرونها كالفرص السابقة؟، وهل يحاولون الاستفادة من المقاطعة والغضب الشعبي أم يظلون متمسكين بمطالب شخصية كعودة مرسي؟، وهل يتقربون إلى الأغلبية المقاطعة أم سيظلون على وضعهم الحالي؟. قال إسماعيل ل"المصريون": "ليس شرطًا إجراء مصالحة مع تيارات بعينها؛ لكن يمكن التنازل عن مطلب عودة مرسي، وعرض اقتراحات أخرى تفصل بين شخص السيسي وبين باقي النظام واستمالة النظام من خلال عرض العفو عنه، أما بالنسبة للشعب يحاولون إعلاميًا كسبه بالابتعاد عن نبرة الصدام الدائمة مع النظام والجيش والشرطة وإظهار أنهم لا يمثلون بديلاً بل شريكًا وذلك قبل يناير المقبل. وأوضح العضو الإخواني، أن أغلبية الشعب لا علاقة لهم بالصراع بين الطرفين، وهم يريدون عملاً مشتركًا يضمن الاستقرار، مؤكدًا أن الشباب الصاعد الجديد انقطعت صلته بالإخوان منذ 3 سنين تقريبًا وهو ما يمثل خطرًا على الإخوان وفى الوقت نفسه لم يروا من السيسي ما تطلعوا إليه وهو خطر على النظام أيضًا وبالتالي فإن هذا الجيل وغيره يتطلع لعمل مشترك يضمن استقرار الدولة وتلبية طموحاتهم.
وعن توقعاته لمدى استغلال الإخوان لذلك قال إنه يعتقد أنهم يفوتون الفرصة، لأن التنظيم حتى الآن غير قادر على التفكير البناء وتقوده شهوة الانتقام قائلاً: "النظام الآن فى أضعف حالاته".
من جهته اعتبر أيمن صادق، القيادي الإخواني أن الحديث عن مصالحة مع أي من فصائل المعارضة الوطنية أمر جيد ومقبول ومرحب به حتى من قبل انكشاف النظام بعدم الإقبال على الانتخابات والتي وصفها ب"العار".
لكن شدد على ضرورة عدم وضع شروط مسبقة تشبه عقود "الإذعان" -حسب وصفه- مطالبًا بالتحاور والتعاون بلا مساومة على الشرعية قائلاً: "الشرعية ليست الدكتور مرسى بل هى إرادة شعب ندافع عنها ونزود عنها"، موضحًا أن "الدكتور مرسى رمز لهذه الإرادة وتعود إرادة الشعب إلى ما قبل 3/7 ومن ثم نتحدث عن أي شيء يريدون".
وأضاف صادق، أن المشاركة فى العملية الانتخابية هي نوع من الإقرار غير المباشر بشرعية نظامه، والمقاطعة هى تأكيد على عدم استمراره، ورفضهم لهذا النظام الذى وصفه بالغاشم. وأكد أن المقاطعة يمكن استغلالها فى فضح النظام أمام العالم، قائلاً: "فضح النظام لعدم مقدرته على حشد أنصاره المزعومين".
ولفت صادق إلى أن المقاطعة من الإخوان وأنصارهم كانت سببًا ولو غير مباشر فى فضحهم وتعريتهم أمام العالم، وكذا فضيحة أحزاب الإسلام السياسي التي شاركت فى هذه الانتخابات بعد فشلها فى تحقيق ما أعلنت عنه.
واعتبر ذلك أن هذه الإجراءات تعد فى مجملها استفادة لمصر كلها وليس للإخوان كما تعد استفادة للثورة المستمرة فى الشوارع، وكما حدث قبل ثورة يناير وكانت انتخابات 2010 قاصمة للنظام ستكون انتخابات 2015 المسمار الأخير الذي سيدق فى نعش هذا النظام وسيكون البرلمان والخراب الناتج عنها هدم نظامهم الفاشل الفاشي.
وفى السياق ذاته قال أكرم كساب، القيادي بالإخوان، إن نتيجة الانتخابات أظهرت عدة أمور كان الساسة والأحزاب يكابرون فيها أهمها "تدنى الحياة السياسية، وتجريفها، والاكتفاء بفلول النظام السابق والعسكر ومن رضي بفسادهم". وثانيها انتهاء مرحلة الاحتياج إلى حزب النور، بعدما أدى دور المحلل، وقام بأفضل دور لطعن التيار الإسلامي فأضحى معلمًا فيما يسمى ب"الدياثة" فى عالم السياسة، وثالثها كفر الشباب بالعملية الديمقراطية خصوصًا بعد الاعتداء على كل من شارك فى العملية الديمقراطية وأضحى الشباب جميعًا بين قتيل ومعتقل ومطارد.
وأشار القيادي الإخواني إلى أن ما سلف ذكره يعطى الفرصة للجماعة للاستفادة من العملية الانتخابية التي وصفها ب"الشكلية" من خلال إظهار "عفن" الحياة السياسية والعودة بها إلى ما قبل 25 يناير، ما يستوجب توحيد الصفوف لمواجهة استبداد "العسكر" والمستفيدين من فسادهم واستبدادهم.
وأكد كساب أنه يمكن أيضًا أن يستفيد الإخوان من تردى الحياة الاقتصادية التي جعلت الناس يأكلون "طوب الأرض" إن جدوه -حسب قوله- مؤكدًا أن الاستبداد السياسي والتردي الاقتصادي والقبضة الأمنية والعزوف الانتخابي الواضح سيحقق للخوان مكاسب يمكن الاستفادة منها فى يناير المقبل.
وفيما يتعلق بالتخلي عن الرئيس مرسي، قال كساب إن هذا الأمر يفرق ولا يجمع، لأنه إن كسب دعاته شيئًا مما يسمى ثوار أو التائبين من معسكر "النظام" سيخسرون أكثر منه من معسكر الشرعية. وقال القيادي الإخواني، إن من الناحية الأخلاقية لا يصح التخلي عن رجل ضحى بكل شيء من أجل الحرية واستقرار البلاد ثم نقول له مع السلامة.