العديد من الرسائل وصلتني أمس من "طيور" الأزهر المهاجرة للعمل خارج البلاد بحثا عن قوت أولادها ، بعد أن اضطربت الأحوال في مصر ، تتعلق جميعها بالهلع من قرار مفاجئ أصدره الأزهر ينذر من قضوا ثماني سنوات خارج مصر بالعودة خلال عام أو تقديم استقالاتهم ، تقول إحدى تلك الرسائل : الاستاذ ..... باسم 8 الاف معلم ازهري في الخارج بالله ثم بك نناشدكم في مساعدتنا على الغاء قرار وكيل الازهر فضيلة الدكتور عباس شومان بعودة من مضى عليه 8 سنوات فاكثر مع اننا تعاقد شخصي ولما في هذا القرار من اثار سلبية علينا وعلى عوائلنا حيث ان الكثير منا عليه ديون طويلة الاجل ومنا من يعول اسرا كامله ومرضى يحتاجون للمساعدة ومنا من لديه ابناء في التعليم وبعودتنا دمار لهم ولمستقبلهم ناهيكم عن الاثار الاقتصادية الخطيرة حيث اننا نقوم بتحويل ملايبن الدولارات سوف يتم حرمان الوطن من كل هذا ولا يخفى عليكم الظروف الاقتصاديه التي تمر بها بلادنا . فلمصلحة من هذا القرار .جعلكم الله سببا في تفريج كربتنا نحن وعوائلنا وجزاكم الله خيرا . رسالة أخرى تقول : الأستاذ ... بعد التحية .. بآسم 8000 الاف معلم ازهري وذويهم نناشدكم في مساعدتنا في الغاء قرار وكيل الازهر الشيخ عباس شومان بعودة جميع المتعاقدين من مدرسي الازهر لمن مضى عليه عشر سنوات فاكثر مما سيكون عليه اثار اقتصاديه واجتماعية على اقتصاد مصر رغم ان مصر تحتاج الى دعم ابنائها وخاصة في الخارج لما يقدمونه من دعم لبلادهم وتحويلهم ملايين الدولارات تصب ف خدمة الاقتصاد المصري ولا يخفى عليكم الوضع الاقتصادي لبلادنا . فلمصلحة من هذا القرار البالغ السوء .. نأمل مساعدتنا في الغاء هذا القرار الجائر . شاكرين ومقدرين لكم وقوفكم مع ما من شأنه رفعة مصر وعزها . رسالة أخرى طلب صاحبها أن تصل إلى رئيس الجمهورية ، تقول : صرخة مغترب السيد رئيس جمهورية مصر العربية .. تحية طيبة وبعد ، لم نشأ أن نقحم فخامتكم في مشكلة تعيشها 8000 أسرة مصرية دفعتها الظروف للبحث عن لقمة العيش خارج حدود الوطن الحبيب ، مواطنون شرفاء بكدهم وعرقهم اصبحوا مصدرا مهما من مصادر الدخل وباتوا نهرا يصب العملة الصعبة في وديان مصر ، فخامة الرئيس... المشكلة بكل تفاصيلها تعلمها وزيرة الهجرة السيدة نبيلة مكرم عبد الشهيد والمشكلة تتمثل في رفض الأزهر السماح لنا بتجديد الاجازات والسفر خارج مصر ويطالبنا بالعودة بحجة العجز في المعاهد الأزهرية رغم قيام فخامتكم بتوفير 12 الف درجة لتعيين معلمين جدد بالأزهر الشريف الصيف الماضي ، فخامة الرئيس...طرقنا كل الأبواب في مصر . تحدثنا مع كل المسئولين .. ولكن لا مجيب ، ناشدنا الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر وطالبنا وزيرة الهجرة بحل المشكلة ومساوتنا بمعلمي التربية والتعليم التي تعاني مما تعانيه المؤسسة التعليمية في الأزهر ولكنها لم تتخذ قرارا بعودة معلميها مثلما فعل الأزهر ، فخامة الرئيس .. نناشدكم التدخل والغاء القرار ومساوتنا بأبناء وزارة التربية والتعليم ، نناشدكم رفع الظلم عن 8000 اسرة مصرية ، التوقيع :ابناؤك ابناء الأزهر العاملين في الخارج . أعتقد أن الرسائل توضح المشكلة بشكل واف ، وأنا على ثقة في أن فضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر ، بخبرته الإدارية المشهود بها ، ووعيه الكامل بظروف البلد ، ورفقه المعهود بأبناء الأزهر ، سيجد مخرجا لهم ، قد تكون هناك حاجة نسبية للأزهر بهؤلاء ، ولكن ظروف البلد لا تخفى على أحد ، فمصر واقتصادها أولى بملايين الدولارات التي يحولها هؤلاء إلى وطنهم سنويا ، كما أن ثمانية آلاف مدرس يخففون كثيرا عن الأزهر في رواتب ومخصصات في تلك الظروف ، كما أنهم ملتزمون بسداد التأمينات للدولة وكل الاستحقاقات . أضم صوتي لصوت هذه "الطيور المهاجرة" وأناشد فضيلة الدكتور شومان أن ينظر بعين الأبوة لمشكلتهم ، وأن يمد لهم المهلة أو يؤجل تطبيق هذا القرار .