بدأ محافظ البنك المركزي الجديد، طارق عامر، مخطط الإطاحة برجال سلفه السابق هشام رامز، إذ أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، قرارًا نُشر في الجريدة الرسمية، والخاص بإعادة هيكلة تنسيقية البنك المركزي ليشمل كلاً من المحافظ الأسبق فاروق العقدة وجمال عبدالعزيز نجم، ولبني محمد هلال، والدكتور محمد العريان، والدكتورة عبلة عبداللطيف. وعلمت "المصريون"، أن لبني هلال كانت قد دخلت مؤخرًا في خلافات شديدة مع المحافظ السابق هشام رامز، وصلت إلي أن تقدمت باستقالتها عدة مرات، غير أنه لم يوافق علي الاستقالة لأسباب تتعلق بطبيعة عملها. وقبل يوم واحد من تعيينه رسميًا محافظًا للبنك المركزي، لم يرد طارق عامر أن يجلس علي مكتبه داخل البنك بغير رجاله، إذ أنه معروف أنه من تلاميذ العقدة، كما أن لبني هلال، وجمال نجم، هما من أشد المؤيدين لسياسات محافظ البنك الجديد، وقد تتلمذوا علي يد العقدة. وقوبلت إجراءات عامر نحو حل أزمة الدولار، برضا كبير بين المستوردين والصناع، والتي أدت إلي تخفيف حدت أزمة الدولار والجنيه، عن طريق وعود بتوفير العملة الصعبة أمامهم وإعلانه عن ضخ نحو 4مليارات دولار وضخه منها نحو مليار دولار حتى الآن. واعتبر المستوردون أن إجراءات عامر هي بمثابة خطوة أولى على الطريق الصحيح لحل أزمة الدولار التي تفاقمت حدتها في الفترة الأخيرة، مشيدين بإجراءاته التي دفعت مكتنزي الدولار عن التخلي عنه وتفضيل التوجه إلى شراء الشهادات الجديدة مرتفعة العائد التي طرحتها بنوك القطاع العام مؤخرا بالعملة المحلية واقتربت حصيلتها من ال40 مليار جنيه بنهاية الأسبوع الماضي. وأكد أحمد شيحة، رئيس شعبة المستوردين باتحاد الغرف التجارية، أن "القرارات التي اتخذها عامر حتى الآن جميعها إيجابية"، مشيدًا بالإجراءات التي تمت بشأن أزمة المستوردين مع توافر السيولة الدولارية أمام طلباتهم، والتي شملت ضخ مليار دولار داخل البنوك، بجانب ما طرحته البنوك من شهادات بالعملة المحلية بأسعار تنافسية من شأنها أن تخفيف حدة التضخم وتحفيز حائزو الدولار عن التخلي عنه مقابل شراء الشهادات الجديدة. وأوضح في تصريح إلى «المصريون»، أن "رامز لديه كل الصلاحيات في الاستعانة بمن يراهم كفء للمنصب بشكل يضمن سياسة البنك المركزي"، مضيفًا: "الطلبات الاستيرادية التي عاني أصحابها من تكدسها بالموانئ ومن أعبائها المادية نتيجة للرسوم المتراكمة بسبب طول فترات تواجدها بالموانئ شهدت انفراجه حقيقية خلال الأيام الأخيرة بفعل إجراءات المركزي بضخه الدولار مما مكن البنوك من تلبية الطلبات المعطلة لهؤلاء المستوردين". من جانبه، قال خالد حمزة، رئيس لجنة الاستيراد والتجارة الداخلية بجمعية رجال الأعمال، إن أزمة المصنعين مع صعوبة استيراد احتياجاتهم من المواد الخام والمعدات اللازمة للصناعة نتيجة لعدم توفر العملة الصعبة بدأت تشهد تحسنًا واضحا مع الإجراءات الايجابية لمحافظ البنك المركزي طارق عامر. وتوقع حمزة في تصريح إلى "المصريون"، أن تستمر السياسة النقدية للمركزي في إصدارها للقرارات التي تؤثر إيجابيا على السوق، وخاصة مع وجود فاروق العقدة ومجموعة كبيرة من المتكيفين مع سياسته. ورأى أن تلك القرارات ستمثل ضربة قوية للمضاربين خاصة مع طرح شهادات بالجنيه هي الأعلى في العائد من مثيلتها أدت إلى تخلي الكثيرين عن الاحتفاظ بالدولار وساهمت في تحرك السوق، بجانب ما بدأ البنك المركزي من ضخه من موارد دولاريه في شكل عطاءات تستهدف ضخ نحو 4 مليارات دولار خلال الأيام المقبلة.