أسعار الذهب «الجمعة» تعاود الارتفاع في بداية تعاملات البورصة العالمية    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم 14 نوفمبر    45 دقيقة متوسط التأخير على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 14 نوفمبر 2025    القنوات الناقلة مباشر ل مباراة منتخب مصر الثاني ضد الجزائر.. والموعد    مصرع محمد صبري لاعب نادي الزمالك السابق في حادث مروع بالتجمع الخامس    حكام مباراتي مصر أمام الجزائر وديا ضمن استعدادات كأس العرب    «مفيش إدارة بتدير ولا تخطيط».. نجم الزمالك السابق يفتح النار على مجلس لبيب    وليد صلاح الدين يكشف سبب غضبه قبل السوبر (فيديو)    داخل مقبرة، الأمن الفيدرالي الروسي يحبط محاولة اغتيال أحد كبار المسؤولين الروس    بإطلالة جريئة.. مي القاضي تثير الجدل في أحدث ظهور    أوكرانيا.. إصابة 11 في قصف روسي مكثف على كييف    المالية: هدفنا الالتزام الطوعي بالضرائب وأوقفنا مؤقتًا حملات التهرب مع علمنا بالمخالفين    قطع الكهرباء لمدة 5 ساعات غدًا السبت عن عدة مناطق في 3 محافظات    نانسي عجرم عن أغنية أنا مصري وأبويا مصري: استقبلوني كنجمة كبيرة ورصيدي أغنيتان فقررت رد التحية    رئيس مؤتمر «تبرع حياة مصر»: نُنظم حملات توعية لتثقيف المواطنين بالتبرع بالأعضاء    كمال الدين رضا يكتب: حق مصر    الدبلوماسي والسياسي مروان طوباس: «قوة الاستقرار الدولية» وصاية جديدة على فلسطين    حماية المستهلك: ضبط 11.5 طن لحوم فاسدة يُعاد تصنيعها قبل وصولها للمواطن منذ بداية نوفمبر    محافظ الإسكندرية: رفع حالة الاستعداد القصوى لمواجهة عدم استقرار الطقس    الجزائر.. اندلاع 17 حريقا في عدة ولايات    برشلونة ينهي آخر تدريباته بغياب 17 لاعبًا!    تامر عبدالحميد: الأهلي كان الأفضل في السوبر.. وبيزيرا وإسماعيل وربيع أفضل صفقات الزمالك    حجر رشيد.. رمز الهوية المصرية المسلوب في المتحف البريطاني    ميسي يحمل قميص "إلتشي".. ما علاقته بمالك النادي؟    خبر حقيقي.. مؤلف «كارثة طبيعية» يكشف سبب فكرة العمل    بعد حلقة أمنية حجازي .. ياسمين الخطيب تعتذر ل عبدالله رشدي    السيطرة على حريق شب داخل سيارة ملاكي أعلى كورنيش المعادي    طوارئ بالبحيرة لمواجهة سوء حالة الطقس وسقوط الأمطار الغزيرة.. فيديو وصور    كلماتها مؤثرة، محمد رمضان يحول نصائح والده إلى أغنية بمشاركة المطرب إليا (فيديو)    وداع موجع في شبين القناطر.. جنازة فني كهرباء رحل في لحظة مأساوية أمام ابنته    جامعة المنيا تنظم ورشة عمل لأعضاء هيئة التدريس حول طرق التدريس الدامجة    شاب ينهي حياته غرقاً بمياه ترعة العلمين الجديدة بكفر الدوار بالبحيرة    سنن التطيب وأثرها على تطهير النفس    سرّ الصلاة على النبي يوم الجمعة    هل ثواب الصدقة يصل للمتوفى؟.. دار الإفتاء توضح    المجلس الأعلى للتعليم التكنولوجي يوافق على إنشاء جامعة دمياط التكنولوجية    ابتلاع طفل لخاتم معدنى بالبحيرة يثير الجدل على مواقع التواصل.. اعرف التفاصيل    أمراض بكتيرية حولت مسار التاريخ الأوروبي: تحليل الحمض النووي يكشف أسباب كارثة جيش نابليون في روسيا    المركز الأفريقى لخدمات صحة المرأة يحتفل باليوم العالمي ل«مرض السكر»    الإمارات تعلن نتائج تحقيقات تهريب العتاد العسكري إلى السودان    اليوم.. أوقاف الفيوم تفتتح مسجد"الرحمة"بمركز سنورس    القانون يحدد شروطا للتدريس بالمدارس الفنية.. تعرف عليها    محافظ بورسعيد يبحث استعدادات إجراء انتخابات مجلس النواب 2025    نتنياهو يربط التعامل مع أحمد الشرع بهذا الشرط    إيران تطالب الأمم المتحدة بمحاسبة واشنطن وتل أبيب على ضرباتها النووية في يونيو    كيف بدأت النجمة نانسي عجرم حياتها الفنية؟    نانسي عجرم ل منى الشاذلي: اتعلمت استمتع بكل لحظة في شغلي ومع عيلتي    جيش الاحتلال يستهدف جنوب شرقي دير البلح بإطلاق نيران كثيف وسط غزة    العثور على حطام طائرة إطفاء تركية ووفاة قائدها    أول تعليق من «الأطباء» على واقعة إصابة طبيب بطلق ناري خلال مشاركته في قافلة طبية بقنا    أذكار المساء يوم الجمعة – حصنك من الشر والهم والضيق    تفاصيل محاكمة المتهمين بالتنمر على الطفل جان رامز على مواقع التواصل    التفاصيل الكاملة لمشروع جنة مصر وسكن مصر.. فيديو    مصرع 3 أشخاص وإصابة 4 في حادث تصادم سيارتين بالكيلو 17 غرب العريش    «اقفلوا الشبابيك» .. تحذير شديد بشأن حالة الطقس اليوم : أمطار رعدية ورياح هابطة    4 أبراج «بيجيلهم اكتئاب الشتاء».. حسّاسون يتأثرون بشدة من البرد ويحتاجون للدفء العاطفي    "الصحة" تنظم جلسة لمناقشة تطبيق التحول الأخضر في المستشفيات وإدارة المخلفات الطبية    الشيخ خالد الجندي: كل لحظة انتظار للصلاة تُكتب في ميزانك وتجعلك من القانتين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبير سدود عالمي: لابد من ضربة عسكرية للسد الإثيوبي
نشر في المصريون يوم 25 - 11 - 2015


الدكتور أحمد الشناوى ل «المصريون»:
** «سد النهضة» مُشّيد على فالق جيولوجى خطير سينهار فور ملء الخزان
** **بعد اكتمال بناء سد النهضة.. يُمكن لإسرائيل أن تُخفى مصر من خريطة العالم نهائيًا
** 11 دولة إفريقية مهددة بالزوال فى حال بناء سد النهضة
** أرفض منصب وزير الري لأن النظام الإداري «فاسد»
** السيسى أعطانا الضوء الأخضر لدراسة «نهر الكونغو» وحكومته رفضت المشروع
** مُنعت من الظهور الإعلامى بعد أن فضحت تواطؤ المسئولين لصالح إثيوبيا
** انهيار سد إثيوبيا سيكون سياسيًا بسبب إسرائيل أو فنيًا لضعف التشييد
** إثيوبيا لا تتهرب.. والفريق المفاوض المصرى «متواطئ»
** السيسى خُدع فى «أكذوبة المليون فدان» ويستحيل تطبيقها

يجهل المصريون حقيقة، أن هناك كارثة فى انتظارهم.. آن أوانها.. ربما شغلتهم عنها أمور السياسة والاقتصاد، غير أن الخطر الأعظم يأتى دائمًا من خلف الأحداث.. لم يكن يتوقعه أحد.. يُقلل البعض من خطورته، يُحاول آخرون علاجه بمسكنات، ولكنه حين يتألم يسمع الجميع صرخاته وآهاته، وحين يتفتت لا يصمد أمامه أحد.
على مدار ساعتين كاملتين، مليئتين بالمعلومات العلمية الدقيقة، تحدث خبير السدود بالأمم المتحدة، أحمد الشناوي، شارحًا بالخرائط التوضيحية، حجم الكارثة التى يُسببها «سد النهضة الإثيوبي» فى حالة اكتمال بنائه، وملء خزانه فى يوليو القادم.
قال الشناوى: السد الإثيوبى بنى على فالق أرضى وفى حالة ملء خزان السد سيكون ارتفاع منسوب المياه 150 مترًا، ويعنى ذلك أن ضغط المياه الشديد ربما يحرك دولاً إفريقية بكاملها عن مكانها، ويزيحها إلى مكان آخر مختلف تماما أو يخفيها، الشيء الأخطر، هو أن سد النهضة "ترابي" وإذا تخطته المياه فإنه سينهار بالكامل ويأخذ فى طريقه السد العالي، ويُخفى ملامح مصر بشكلٍ تام.
حاولت – قدر استطاعتى – تبسيط المعلومات و مضمون الخرائط التوضيحية، فتوصلت إلى أن سد النهضة، مقام بالفعل، على فالق جيولوجى خطير، تسبب سابقًا فى وجود البحر الأحمر عندما أنفلق، كما أن هناك 11 دولة إفريقية، مقامة على توابع للفالق الجيولوجي، ويمُكن أن تختفى فى لمح البصر.. و"الشناوي" من مواليد عام 1945، وفى 1976 كان ضمن فريق الأمم المتحدة لدراسة وإنشاء السدود حول العالم، وشغل منصب مدير مشروع السوق الأوروبية المشتركة للبحث عن الموارد المائية، قام مؤخراً بتصميم مشروع قناة «مشار» لتجميع مياه مستنقعات نهر «السوباط»، وصمم 8 سدود وأنشئ 500 بئر للمياه فى سيناء.
مُنع "الشناوي" مؤخراً من الظهور الإعلامى بقرار من رئيس الوزراء السابق، المهندس إبراهيم محلب، وذلك بعد أن أربك حسابات المسئولين عن ملف سد النهضة، وأظهر حقيقة وجود "تواطؤ حكومي" مصرى مع الإثيوبيين، حينما أكد أن مستشار وزير الرى الحالي، علاء ياسين، كان يعمل فى إثيوبيا وتلقى آلاف الدولارات من الجانب الإثيوبى نظير عمله.
لا يُمكننا أن ننسي، أن الدكتور "الشناوي"هو الذى وضع الخطة العامة لإعادة إعمار الكويت بعد الحرب مع العراق، كما وضع مشروع تنمية جزر القمر وتحويلها إلى منطقة حرة، كما صمم 30 مشروعاً مصرياً يتعلق بالمياه والسدود.
حوار مثير، ربما يأخذنا بعيداً عن السياسة قليلاً، ولكنه يحتك بها فى بعض الأمور التى فاجئنا بها الدكتور الشناوي، وخصوصاً فى الجزء المتعلق ب«أكذوبة المليون فدان»، التى يستحيل جيولوجيًا تنفيذها، غير أن الرئيس السيسى متمسك بها ومستمعًا بشكلٍ جيد لمستشاريه، الذين ربما يغرقون القارب بمن فيه.
** قضية سد النهضة.. أحد أكثر الملفات الساخنة، التى يتم التعتيم الإعلامى عليها.. لماذا؟
لأنه أخطر ملف موجود، يُهدد المصريين جميعًا مؤيداً ومعارضًا، والتواطؤ السياسى من المسئولين عن الملف سواء كان وزير الرى حسام مغازى أو مستشاره علاء ياسين.. أهدافهم معروفة.."يلحسوا الأيادى عشان يوفقوا بين المكتبين الفرنسى والهولندي، وسايبين إثيوبيا تكمل بناء السد!!."
"مياه النيل" بتجرى فى دمي، ومش هسيب النيل يُسرق ويُهان، وهتكلم ومش هخاف.. «إبراهيم محلب» منعنى من الظهور الإعلامى والقنوات رفضت دخولى بعدما كانت تتهافت عليّ، والآن لدى 6 مجلدات تشرح تفصيلياً كيفية استغلال مشروع نهر الكونغو، انتهيت منها جميعًا وتنتظر أن تخرج للنور.. بيحاولوا يسرقوا مجهودى وعلمي، ولن استسلم لهم.

** لماذا تستشعر دائمًا أن هناك تواطؤًا من جانب الحكومة مع إثيوبيا؟
لا استشعر، بل متيقن من وجود تواطؤ، فمستشار وزير الري، علاء ياسين، كان يعمل فى إثيوبيا لسنوات، فهل يمُكن له أن يعض يداً ساعدته؟!.. هو الآن يتفاوض على حق المصريين فى المياه ويقود المحادثات مع إثيوبيا !! .. صورة من أوضح صور التواطؤ، المفاوضات الحالية بيننا وبين إثيوبيا، هل سألت نفسك يومًا، ما ثمرتها؟ .. وهل أتت بنتيجة؟.. تسويف القضية هدفه إكمال بناء السد ووضع المصريين أمام الأمر الواقع، لو مصر جادة فى قضيتها يُمكنها أن تلجأ إلى المحكمة الدولية، لا أن ترهن نفسها برأى خبير دولى ملزم.

** لا أعتقد أن ملف سد النهضة مسئولية الحكومة وحدها.. الرئاسة أيضًا مسئولة؟
أيام عبد الناصر والسادات ومبارك، لم تكن إثيوبيا تجرؤ على بناء "طوبة" واحدة فى السد.. منذ عام 70 19 وأنا شغال فى السدود، أساتذتنا كانوا عارفين.. أيه إللى ممكن يحصل من بناء السد؟، وعندما جاء مبارك قال "سوف أنشئ قاعدة عسكرية فى السودان عشان لو طوبة اتبنت فى إثيوبيا هضربها"، كانت هناك إدارة قوية للملف، أما الآن فأنت ترى بنفسك الوضع.
** هل هناك مؤشرات أو أسباب علمية على انهيار السد بعد بنائه؟
الكرة الأرضية كانت عبارة عن يابسة أو ماء، وحدثت فوالق أرضية عظيمة، قطعت اليابسة إلى قارات، ونشأ عن ذلك فوالق فرعية نتج عنها فوالق أخرى فرعية، وهذا ما يُسمى بجيولوجيا الفوالق الأرضية.
مثلاً، عندما تنشئ مبنى ثقيل جداً على أحد الفوالق الجيولوجية، فإنه بالتأكيد سينهار، لأنه يكون قد حدث خلل فى الاتزان الإستاتيكي، و«البحر الأحمر» هو الفالق الإفريقى الأعظم (كما يسميه الجيولوجيون)، وهو الفالق الذى فصل إفريقيا عن أسيا، ونتج عنه فالقين آخرين أحدهما كان سببًا فى تكوين 11 دولة إفريقية، والآخر فصل "مدغشقر" عن إفريقيا وحولها إلى جزيرة، وهو الفالق الانشطارى.
وعندما يتطلب الأمر إنشاء سدود، المتخصصون يختارون المكان الجبلي، وفى الغالب بيكون النتوء أو الانتفاخ الجبلى نتيجة نشاط أرضى بركاني، وبالتالى لا بد من دارسة منطقة إقامة السد بشكل تفصيلى قبل البدء فى البناء، و «سد النهضة» مبنى على فالق نشط ومن المفترض ألا يقترب منه أحد، لأن الضغط على هذا الفالق يُحدث خللا كبيرا بالاتزان الإستاتيكي.

** معنى ذلك أن هناك 11 دولة إفريقية معرضة للخطر.. أليس كذلك؟
بالتأكيد، هناك 11 دولة إفريقية معرضة للاختفاء فى حال نشاط الفالق الأرضى المقام عليه سد النهضة، والدول الإحدى عشرة جميعها تأخذ مياه من بحيرة فيكتوريا، التى هى فى حقيقة الأمر عبارة عن خسوف أرضى امتلأ بمياه الأمطار، وكذلك الأمر فى بحيرة تاناوالموجودة فى إثيوبيا، وهى منبع النيل الأزرق، وهى التى تمد النيل الأزرق بما يقرب من 86 % من إجمالى مياه النيل، وجميعها مياه أمطار نسبة الملوحة بها 80 جزءًا فى المليون.

** ولماذا التخوف الشديد من انهيار السد.. الآن هناك تكنولوجيا لتشييد السدود بشكل آمن تماماً؟
انهيار السد قد يكون "سياسى أو فنى"، أما عن كيفية انهياره سياسيًا فسنأتى إليها لاحقًا، الشيء الآخر وهو انهيار السد فنيًا، وذلك لأن الشركة التى تقوم بتنفيذ وتشييد السد هى «شركة سيلينى»الإيطالية، ولمن لا يعرف هذه الشركة، فهى من قامت بتنفيذ سد على نهر "أومو" يمّد كينيا بالمياه.. المفاجأة أن السد انهار بعد 15 يوما فقط من ملء خزانه!!.

** إذا كانت الشركة المصممة للسّد سيئة إلى هذا الحد.. فلماذا وافقت الحكومة الإثيوبية على إعطائها حق البناء؟
من أعطى لهم حق بناء السد !!.. فى الدول الإفريقية، الحكومات لا تحكم سوى العاصمة، والقبائل هى من تتحكم فى باقى أجزاء البلاد، وبعض الدول الإفريقية موجود على مكتب رئيسها علم "إسرائيل".. «المخابرات المصرية» لديها علم بأن إسرائيل متغلغلة بقوة داخل الدول الإفريقية، والقروض الإيطالية والصينية المقدمة لإثيوبيا، جاءت بتوصية من إسرائيل، كما أن الشركة التى ستدير السد لتوليد الكهرباء هى شركة "إسرائيلية".

** حديثك السابق يعنى أن السبب السياسى فى انهيار السد.. سيكون لإسرائيل دخل كبير فيه؟
نعم، بعد اكتمال بناء السد، ستطلب إسرائيل من مصر، بأن تفتح لها ترعة من نهر النيل تمدها بالمياه، إذا رفضت مصر، فإن إسرائيل ستُعطى الضوء الأخضر للشركة الإسرائيلية التى تُدير السد، بأن تُغلق منافذ تسريب المياه والبوابات، وبالتالى فإن منسوب المياه سيرتفع إلى أكثر من 150 مترا وستتخطى المياه السد وتهدمه، وتأخذ فى طريقها الأخضر واليابس وكل شيء، وتُزيل المياه بالطمى الذى تحمله "مصر والسودان" من الخريطة ولن يكون لهما أثر، وتحدث الكارثة الكبرى التى نُحذر منها.
** معنى ذلك أن «سد النهضة» يضع مصر تحت أضراس إسرائيل؟
بالتأكيد، وهذا هو الواقع بكل أسف.

** ما لذى يُمكن أن يحدث فى حالة اكتمال بناء السد الإثيوبى؟
فى حالة بناء «سد النهضة» سيحدث أحد أمرين، إما أن يحدث خسوف أرضى فى المنطقة المقام عليها السد وبالتالى يتغير مسار نهر النيل بالكامل، كما حدث مع نهر نيبال عندما حدث الزلزال الشهير .. النهر دخل الهند، والهند قامت بتحويله فوراً على المحيط.
إما أن تحدث «الكارثة العظمي»، عند تشيد السدود فإنها تأخذ أحد أمرين إما سد خرسانى أو ترابي.. «سد النهضة» مثله مثل السد العالى "ترابي"، ممنوع منعًا باتاً أن يوضع به ماسورة أو أن تمر المياه من فوق السد، لأن السد الترابى يُهدم فقط بفعل المياه، لا تستطيع قنابل أو صواريخ هدمه، ولو حصل ومرت المياه من فوقه "سواء بسبب سياسى أو غير ذلك"، فإن السد سيُهدم بالكامل وتنحدر المياه بقوة وسرعة عظيمة تحمل معها الطمى المترسب وتُحطم السد العالى بالكامل وتُخفى مصر من الخريطة وتختفى حينها المحاصيل الزراعية.
** وما الحلول المتاحة أمام «مصر» الآن؟
يمكن اللجوء إلى اتفاقية المبادئ، التى وقعها الرئيس السيسى مع رئيس الوزراء الإثيوبي، هناك بندان مهمان فى الاتفاقية يُمكن استغلالهما، أحدهما ينص على وجوب الالتزام بالقانون الدولى بين الدولتين "مصر و إثيوبيا".. ومعنى نصوصه أن من حق دولتى المصب مصر والسودان أن توقف بناء أى سد يقام على نهر النيل..
كما أن الاتفاقيات الدولية فى صالحنا، هناك مبدأ عام بين الدول، لو حد تعدى على حقوقك المائية، من حقك إنك تضربه، بالضبط كالمتعدى على أرضك.

** يُفهم من حديثك أنك تدعم الحل العسكرى؟
بالتأكيد أدعم الحل العسكري، "كفاية مفاوضات وتضييع وقت لمدة 4 سنوات".. بعدما فشلت كل المحاولات، وإذا أرادت مصر توجيه ضربة عسكرية للسد، فيجب أن يكون ذلك قبل فترة التخزين فى يونيو القادم، أنا بقول للشعب المصري.. "دى مش قنبلة هتموت كام واحد وخلاص.. ده مستقبل كل المصريين.. ده معناه اختفاء مصر بالكامل.. تصوروا شوية أمطار عملت سيول، كام واحد مات وفقد منزله.. ما بالكم بفيضان يأتى يُزيل مصر كلها من على الوجود !!".
** وماذا يحدث لنا حينها؟
أضاف ضاحكًا، "إللى هيفضل عايش يدور له على "معزتين" ويسرح بيهم فى الصحراء.. أذكركم بأن الحضارة الفرعونية منذ أيام النبى شيس أبن آدم، ها تتردم فى ثواني، لأن موجة تسونامى خطيرة هتدخل على البلد تردمها بالكامل، وأبسط المصائب أن يتحول مجرى نهر النيل إلى بلد آخر..".

** ولماذا لا تستخدم مصر الاتفاقيات الدولية؟
يُضيف ساخراً.. أسألهم.. أسأل صاحب القرار (الرئيس)..
** وسط كل هذه الفوضى.. أين السودان مما يحدث؟
السودان.."صعبان على جداً".. حينما انفصل الشمال عن الجنوب.. اتمنع البترول عن الشمال، وعرفوا يحصلوا على عرض من الشركة الإسرائيلية المولدة للكهرباء بأن يأخذوا الكهرباء بثمن بسيط، فباعوا القضية.. ومن الممكن أن تكون أخذت الأحداث فى صالحها، بحيث أنها تُفكر فى التفاوض مع مصر على حلايب وشلاتين، مستغلة فى ذلك علاقتها القوية مع إثيوبيا.

** الحكومة منشغلة بحل الخلافات بين المكتبين الاستشاريين "الفرنسى والهولندى" .. هذا هو دورها كما تراه؟
لا تفعل أكثر من ذلك، تتفاوض على حقوقها فى المياه.. هل بعد ذلك هوان وذل .. المكتب الهولندى "قوى جداً"، أما المكتب الفرنسى فهو تابع لإثيوبيا، وعندما أصّر المكتب الفرنسى على أن يأخذ 70 % من الدراسات، رفض المكتب الهولندي، وبالتالى انشغلت الحكومة المصرية بمحاولة التوفيق بين المكتبين بدلاً من البحث عن حلول عاجلة لمستقبل الأجيال القادمة.. كل ذلك بدهاء إثيوبى إسرائيل وتواطؤ مصرى منقطع النظير.
أما الرئيس السيسى، فأنا أعلم أنه يتطلع بشكل دائم، ويسمع كلام الخبراء والمتخصصين ولا ينفذه، واضح أنه غير راض تماماً عن أداء وزير الري.
** ولماذا تتهرب إثيوبيا من الاجتماعات بشكل متكرر؟
إثيوبيا لا تتهرب ولكن الفريق المفاوض المصرى عليه علامات استفهام كثيرة، إما جهل أو تواطؤ، ولا أعتقد أنهم يجهلون خطورة القضية.

** نذهب بعيداً قليلاً عن التوتر.. هل يوجد تماسيح بالفعل فى نهر النيل، استطاعت تجاوز السدود؟
بحيرة السد العالى مليئة بالتماسيح، وهى تضر الثروة السمكية، وكانت الشلالات فى السابق تمنع وجود التماسيح، وبعدما أنشئت بحيرة ناصر، امتلأت بالتماسيح، وإذا اقترب منها أحد، جمعيات حقوق الحيوان تنتقد مصر.

** ماذا لو عرض عليك منصب وزير الرى فى الحكومة القادمة.. هل تقبل؟
لو عرض على أن أكون وزيرًا للموارد المائية والرى هقول "لا"بأعلى الصوت.. هقولهم شكراً على مجهودكم.. ولكنى لا أعمل فى شيء لا أفهمه.. ولا يمكننى أن أكون جزءاً من نظام إدارى فاسد.
** تقضى معظم وقتك حاليًا فى المنزل.. هل ستفاجئنا بمشروع جديد؟
هو أتنفذ القديم عشان نفكر فى الجديد، عملت دراسات تفصيلية لمشروع نهر الكونغو، والسيسى كان بيداعمنا وقت أن كان وزيراً للدفاع، ثم بعد أن انتهيت من المشروع، وزير الرى حسام مغازى قال هناك "22 سببًا لرفض المشروع !!".. مستنداً إلى آراء مجموعة من المستشارين الجهلاء.
وعمومًا أن لا استطيع الجلوس فى المنزل دون عمل، أعّد مشروعا حاليًا، لزراعة 10 ملايين فدان شعير من المطر، وستتم زراعتها فى الساحل الشمالى بعد 30 كيلو من البحر، فى مساحة 75 كيلو تقريبا، والبنك الدولى عنده تمويل المشروع، وأعمل على دراسة المشروع حاليا.. ولكن "أهالى الخير،عاوزين يسرقوا مذكراتى ومشاريعى !!.
** مشروع المليون فدان.. وعد بها الرئيس السيسى فى برنامجه الانتخابى.. هل يفى بوعده؟
يستحيل تنفيذ المشروع، هناك أسباب كثيرة تحول دون تنفيذ هذا المشروع، أحدها يتعلق بالموارد المائية، والآخر يتعلق بالتكلفة الاقتصادية، فالمياه الجوفية محدودة للغاية بمنطقة الفرافرة وهى أحد مناطق الاستصلاح، وذلك لأن مصدر المياه "غير متجدد"، حيث إن الطبقة الناقلة للمياه تسمى ب"الحجر الرملى النوبي"، وهى طبقة قادمة من بحيرة تشاد، وهذه البحيرة علميًا بدأت أن تجف ولذلك فإن مصدر المياه فى هذه المنطقة مهدد بالزوال.
ولابد من إجراء دراسات سريعة على "الطبقة الناقلة للمياه الجوفية بالمنطقة"، وكان لابد من إجراء مسوحات ضوئية للمنطقة قبل البدء فعليًا فى المشروع بعد أن استنزفت مصر الملايين فى حفر الآبار الجوفية التى سيأتى عليها يوم وتجف، وهذا اليوم قريب جدًا.

** لابد أن الحكومة درست المنطقة بالتأكيد ولا يُمكن لها أن تُخطئ هذا الخطأ؟
"لأ.. الحكومة مخطئة، والمستشارين الجيولوجيون يريدون توريط السيسى فى الاستمرار بأكذوبة المليون فدان، "فالق كلابش" وهو الناقل للطبقة الجوفية حدث به انكسار كبير يسرب المياه ولا يحفظها، والموارد المائية لهذا المشروع "غير مضمونة"، وبنظرة جيولوجية بسيطة فإن المياه لن تستمر طويلاً فى منطقة الفرافرة الجديدة.
** وماذا عن الجانب الاقتصادى.. هل يُمكنه إعاقة تنفيذ المشروع؟
بالتأكيد.. فإن تكلفة المشروع باهظة للغاية وبشكل "غير مبرر"، حيث إن تكلفة استصلاح الفدان لا تزيد على 12 ألف جنيه فى الوضع العادي، فى حين أن الفرافرة تكلفة استصلاح الفدان بها يصل إلى 250 ألف جنيه، ولكى يتم استصلاح مليون فدان نحتاج إلى 250 مليار جنيه، وهى تكلفة من الصعب على مصر تحملها بمفردها.
أما الحديث عن إقامة منتجعات سكنية فى منطقة الفرافرة "مثير للضحك مثل الفانكوش"، لسنا فى إنجلترا لكى يتم استصلاح فدان ب250 ألف جنيه، ولسنا فى حاجة إلى إقامة منتجعات 5 نجوم، يمُكن للمواطن المستفيد من المشروع أن يعيش فى بيت صغير ولا تتكلف الدولة سوى 12 ألف جنيه على كل فدان شاملة إقامة المواطن المستفيد من المشروع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.