يربط مصر والمملكة العربية السعودية العديد من المصالح المشتركة بالإضافة إلى الملفات الشائكة بما يمثل الخلافات القائمة بين عدد من القضايا العربية والسياسية. وأكد تقرير صحفى نشرته مجلة فورين أفريز الأمريكية بأنه على الرغم من الملفات والخلافات الشائكة بينهما إلا إن المملكة العربية السعودية ومصر، حجري الزاوية في مخيم العرب المعتدلين الموالين للولايات المتحدة، والثقل الموازي لإيران لا يقومان فقط بمجرد الحفاظ على تحالفهما القديم بل يشرعان في تعزيزه أيضا. وأضافت المجلة الأمريكية بأنه عقب تراجع الولاياتالمتحدة عن دورها التاريخي المكثف في منطقة الشرق الأوسط، فإن مصر والمملكة العربية السعودية يجدان نفسيهما الآن ، للمرة الأولى منذ سنوات، بحاجة إلى تشكيل سياستيهما دون إشراك الولاياتالمتحدة. وأوضحت المجلة بأن على كل من مصر والسعودية أن يقررا السبل المحتملة لمواجهة آثار الاتفاق النووي مع إيران، والأزمات الجارية في سوريا واليمن، والتهديد المتزايد من تنظيم «الدولة الإسلامية» داعش فى منطقة الشرق الأوسط. وتطرقت المجلة أيضا إلى أن هناك أشياء كثيرة مشتركة بين الدولتين فيما يخص التدخل الإيراني المتزايد في ما يعتبرونه "الشؤون الداخلية للدول العربية" وبخاصة الدعم الإيراني للجماعات الشيعية العربية مثل البحرين ولبنان وسوريا، واليمن. وأشارت المجلة أيضا إلى الغضب المصري السعودي المشترك تجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب انسحابها الواضح من المنطقة ، فيما اعتبرت الصحيفة إن القاهرة ربما تعتبر أقل اعتمادا من المملكة العربية السعودية على الولاياتالمتحدة لأمنها الإقليمي، وعلى الرغم من قلقها تجاه إيران، فإنها لا تحمل نحوها مشاعر عدائية. وأكدت التقرير الصحفى بأن صعود «الدولة الإسلامية» داعش فى منطقة الشرق الأوسط بدوره قدم للبلدين عدوا مشتركا وأجبر البلدين على حد سواء إلى إعادة ترتيب أولوياتهما لتعلن القاهرةوالرياض في بداية هذا العام، عن أنهما تسعيان إلى إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة، مع تعهد المملكة العربية السعودية بتقديم معظم التمويل ومصر توفر معظم المقاتلين. كما أوضحت المجلة بأنه في أغسطس الماضي، تم التوقيع على إعلان القاهرة الذي يشمل مجموعة من مجالات التعاون حول التحديات الإقليمية المشتركة، خلال الشهرين الماضيين، عقد الجانبان عددا من المحادثات رفيعة المستوى، بما في ذلك اجتماعات وزراء خارجيتهم يوم 25 أكتوبر في القاهرة واجتماع الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» وخادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان» في 11 نوفمبر في الرياض، والذي تم خلاله الاتفاق على إنشاء مجلس للتنسيق من أجل تنفيذ إعلان القاهرة. واعتبرت المجلة الأمريكية بأن كل المصالح المشتركة إلا إن هناك العديد من الملفات الشائكة مثل الملف السوري ووضع بشار الأسد والصراع اليمنى إلى جانب الرؤية السياسية لجماعة الإخوان المسلمين والتدخل الروسى فى سوريا و الدعم الأمريكي بالمنطقة إلا إن هذه الملفات لم تؤثر بالسلب على العلاقات الثنائية بين البلدين .