قَال مسئولون عسكريون في جنوب السودان، اليوم الأحد: إنّ آلاف المسلحين القبليين هاجموا بلدة نائية في منطقة مضطربة كانت قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام قد نشرت فيها كتيبة لتهدئة الأوضاع الأمنيّة المشتعلة. وقال العقيد في جيش جنوب السودان، فيليب أوغار: إن السلطات ما زالت تحاول إحصاء عدد القتلى جراء الهجوم الذي شارك فيه ستة آلاف عنصر قبلي في منطقة تابعة لمدينة بيبور بولاية جونقلي ظلت خارج سيطرة القوات الدوليّة. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت الجمعة أنها قامت بنشر كتيبة من قواتها في بيبور بسبب مخاوف من حصول عمليات قتل واسعة على خلفية مواجهات قبلية في الولاية أدت خلال الأيام الماضية إلى إحراق عدة قرى ونزوح آلاف السكان من منازلهم. وقالت ليز غراندي، منسقة الأممالمتحدة للشئون الإنسانيّة في جنوب السودان، في حوار مع إذاعة الأممالمتحدة: "الوضع في جونقلي مثير للقلق، فهناك ستة آلاف شاب مسلح من قبيلة النوير يوجدون في بلدة بيبور حيث تتركز قبيلة مورلي". وأضافت: "لأننا نعلم أن هناك تهديدًا خطيرًا للمدنيين وفي إطار دعم حكومة جنوب السودان في تنفيذ مسئوليتها الرئيسية لحماية المدنيين قمنا بنشر كتيبة في البلدة بهدف منع وقوع العنف ومساعدة الحكومة في حماية مواطنيها". ووفق تقارير السلطات المحلية وفرق التقييم فإن أعمال العنف العرقية التي وقعت في جونقلي خلال العام الحالي قد أدت إلى مقتل أكثر من 1100 شخص وتشريد نحو 63 ألفاً من ديارهم. وكانت الأممالمتحدة قد أعربت عن خشيتها من وقوع "مأساة كبيرة" بجنوب السودان مع استعداد آلاف الشبان المسلحين من قبيلة النوير يستعدون لمهاجمة أفراد من قبيلة مورلي في جونقلي. وتوعدت مجموعة تسمي نفسها "الجيش الأبيض" لشباب النوير في بيان لها ب "القضاء على قبيلة مورلي برمتها" لأنه الحل الوحيد لضمان سلامة مواشي قبيلة النوير على المدى البعيد، وتتهم المجموعة قبيلة مورلي بقتل أفراد من قبيلتها منذ العام 2005.