أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية اليوم الأحد ما أوردته تقارير صحفية محلية في وقت سابق اليوم بأن الفنيين الإيرانيين تمكنوا للمرة الأولى من إنتاج صفيحة وقود نووي. وفي بيان نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) قالت منظمة الطاقة الذرية إن صفيحة الوقود النووي اجتازت كل الاختبارات الضرورية ومعدة لاستخدامها في مفاعل طهران للأبحاث الطبية. وكان علي أكبر صالحي، وزير الخارجية الإيراني، قال الشهر الماضي إن المفاعل سيبدأ في استخدام صفائح وقود نووي إيرانية الصنع في شهر فبراير. ويقال إن مفاعل طهران - الذي يزيد عمره على 40 عامًا - يستخدم لإنتاج نظائر مشعة لاستخدامها في أغراض طبية، مع التركيز على العلاج من السرطان. ويمنح هذا التطور إيران مزيدًا من المرونة بشكل كبير في سعيها نحو تطوير برامج نووية، فيما سيزيد من تعقيد الجهود الغربية الرامية إلى السيطرة على جهود إيران الرامية إلى إنتاج وقود نووي بنفسها. وطبقًا لخطة تمت في أكتوبر 2009 بوساطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كان من المفترض أن تصدر إيران اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5% إلى روسيا لرفع درجة تخصيبه إلى 20% ثم ينقل إلى فرنسا لتحويله إلى وقود نووي يستخدم في مفاعل طهران. وفي مايو 2010، تفاوضت تركيا والبرازيل مع طهران لايداع 1.2 طن من اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب لدى تركيا حتى يجري مقايضته ب120 كيلوجرامًا من الوقود النووي. ولكن هذه الصفقة لم تتم، وبدأت إيران تخصيب اليورانيوم إلى درجة 20% في فبراير 2010. ولم تكتف إيران بإنتاج 120 كيلوجرامًا من اليورانيوم عالي التخصيب محليا، ولكنها أيضا قررت انتاج صفائح الوقود اللازمة لمفاعل طهران. وأشار صالحي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مرارًا إلى أن إيران مستعدة لوقف تخصيب اليورانيوم إلى درجة 20% في حالة إبرام اتفاق للحصول على الوقود اللازم لمفاعل طهران من الخارج. وكانت إيران أعلنت استعدادها لاستئناف المباحثات مع القوى العالمية بشأن النزاع النووي، غير أنه يبدو أن ثمة أملا ضئيلًا في حدوث أي انفراجة بسبب الموقف المتصلب من جانب كلا الطرفين. ويتمثل النزاع الرئيسي بين الجانبين في مطلب الغرب الرئيسي بأن تتوقف إيران عن تخصيب اليورانيوم في علامة على حسن النية إلى أن يتم إثبات الطبيعة السلمية لبرامجها النووية. لكن طهران ترفض ذلك. وتقول إيران أنها كطرف موقع على معاهدة حظر الانتشار النووي وعضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تتمتع بحق معترف به دوليا بالقيام بمشاريع طاقة نووية مدنية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم. لكن الغرب يخشى إمكانية أن تستخدم إيران ما لديها من تكنولوجيا نووية للعمل على برنامج أسلحة سري، لكن إيران إلى الآن تنفي بشدة تلك الاتهامات.