بعد مقتل سبعة انتحاريين والعقل المدبر المفترض والبحث عن أحد المنفذين وربما شركاء آخرين تنكشف الحقيقة تدريجيًا حول المسئولين عن اعتداءات باريس التي أوقعت 129 قتيلا و352 جريحًا في 13 نوفمبر. عبد الحميد اباعود ولد عبد الحميد أباعود البلجيكي المغربي الأصل والبالغ 28 عامًا من العمر ولقبه أبو عمر البلجيكي في حي مولنبيك في العاصمة بروكسل. وقتل الأربعاء في هجوم على شقة في حي سان دوني بالضاحية الباريسية. وانضم أباعود الى تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا في العام 2014 حيث عمل في الدعاية باللغة الفرنسية قبل أن يتولى مهامًا أكبر. وتقول الحكومة إنه متورط في أربعة من الاعتداءات الستة التي أحبطت منذ الربيع في فرنسا خصوصا ضد كنيسة في إبريل وربما ضد قطار لشركة تاليس في اواخر أغسطس. حكم عليه غيابيًا في بلجيكا بالسجن 20 عامًا إلا أنه تمكن من مغافلة أجهزة الاستخبارات والقيام برحلة ذهاب وإياب إلى أوروبا في آواخر 2014 . كما نجح في القدوم إلى باريس دون أن ترصده قوات الأمن أن معلومات استخباراتية من المغرب وتركيا ساعدت المحققين الفرنسيين على تعقبه والعثور عليه. في 13 نوفمبر، ترجل فريق من ثلاثة رجال يحملون أسلحة رشاشة من سيارة بولو سوداء واقتحموا مسرح باتاكلان الباريسي حيث نفذوا مجزرة قتلوا خلالها 89 شخصًا. وفجر اثنان حزاميهما الناسفين أثناء الهجوم فيما أصيب ثالث برصاص شرطي وانفجر حزامه الناسف. - عمر إسماعيل مصطفاوى - هذا الانتحاري البالغ 29 عامًا تم التعرف إلى هويته من بصمات إصبعه المبتور الذي عثر عليه بعد التفجير. وهو فرنسي صاحب سوابق ولد في 21 نوفمبر 1985 في كوركورون بالضاحية الباريسية وأدين ثماني مرات بين 2004 و2010 لكنه لم يسجن مطلقا. ولمصطفاوي سجل عدلي لتطرفه الاسلامي منذ 2010. وهو رب عائلة كان يتردد على مسجد لوسيه قرب شارتر (وسط) وأقام في سوريا. وصرح مسئول تركي بأن أنقرة "ابلغت الشرطة الفرنسية بخصوص هذا الرجل مرتين فيديسمبر 2014 ويونيو 2015 دون أن تتلقى أي رد من فرنسا. - سامي عميمور - يتحدر من درانسي الضاحية الشعبية في شمال شرق باريس ويبلغ 28 عاما من العمر. وكان سائق باص سابقا يعمل على الخطوط الباريسية، وتتعقبه الأجهزة الفرنسية منذ سنوات عدة. وجهت إليه تهمة في 2012 لعزمه الذهاب الى اليمن. وصل الى سوريا في 2013 وصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية. وفي ربيع 2014 تمكن والده من لقائه في سوريا لكنه فشل في اقناعه بالعودة بحسب ما قال لوكالة فرانس برس. وفقدت أسرته الأمل في عودته عندما علمت أنه تزوج وينتظر مولودا هناك. - انتحاري ثالث لم تحدد هويته بعد - فتح ثلاثة مهاجمين استخدموا سيارة سيات سوداء النار على أشخاص كانوا جالسين في مقاه ومطاعم على الأرصفة في شرق باريس مما اوقع 39 قتيلا. إبراهيمعبد السلام - قام هذا الفرنسي المقيم في بلجيكا والبالغ 31 عاما من العمر بتفجير نفسه في مطعم ما أدى إلى إصابة شخص بجروح بالغة. وهو من مواليد 30 يوليو 1984 وقد استأجر سيارة سيات المسجلة في بلجيكا وعثر عليها في مونتروي قرب باريس غداة الهجمات. وهو بحسب وسائل الإعلام البلجيكية صاحب حانة في مولنبيك ببروكسل تم اقفالها بسبب استهلاك المخدرات. - صلاح عبد السلام - فضلا عن مشاركته في مجموعة الانتحاريين اضطلع صلاح عبد السلام وهو شقيق إبراهيم، بدور لوجيستي فهو الذي استأجر سيارة البولو السوداء التي عثر عليها أمام مسرح باتاكلان، وسيارة كليو عثر عليها في شمال باريس وغرفا في فنادق بالضاحية الباريسية قبل بضعة أيام من الهجوم. ولا يزال البحث جاريًا عن هذا الفرنسي الفار البالغ 26 عاما مولود في بلجيكا، وهو معروف لأعمال سرقة وتهريب مخدرات ورد اسمه في قضية سطو مسلح مع أباعود. وبحسب الشرطة الهولندية الأربعاء أعتقل صلاح عبد السلام في فبراير في هولندا اثناء عملية تفتيش روتينية بتهمة حيازة مخدرات. وورد اسمه أيضا عند حاجز تفتيش في غرب النمسا في سبتمبر بعد أن عبر الحدود قادمًا من ألمانيا. وهناك شقيق آخر يدعى محمد استجوبته الشرطة البلجيكية ثم أخلت سبيله، يوصف بأنه "صبي عادي" لا شيء يدل على تأثره بافكار متطرفة. والشخص الثالث في المجموعة لم تعرف هويته وقد يكون هو أيضا هرب من الشرطة. فجر ثلاثة انتحاريين انفسهم على مشارف ستاد دو فرانس بشمال باريس مما اوقع قتيلا. - بلال حدفي - فرنسي مقيم في بلجيكا ويناهز العشرين من العمر. ذهب إلى سوريا إلى مناطق القتال. وقد نشر على حسابه على موقع فيسبوك صور كلاشنيكوف وذخيرة. وعلى آخرى يظهر عاري الصدر يحمل بندقية على كتفه ويصوب على هدف. - الرجل صاحب جواز السفر السوري - عثر على جواز سفر سوري قرب جثة هذا الانتحاري باسم أحمد المحمد. لكن هذه الهوية مزورة على الأرجح لأنها مطابقة لهوية جندي من الجيش السوري النظامي قتل قبل أشهر عدة. وإذا كان هذا الانتحاري سجل مطلع أكتوبر في اليونان بحسب بصماته وسط تدفق المهاجرين الهاربين من سوريا، فإن الغموض ما زال يحيط بجنسيته وهويته. ونشرت الشرطة الفرنسية مساء الثلاثاء صورته واطلقت نداء لمن لديه معلومات تساعد على التعرف عليه. - انتحاري ثالث لم تحدد هويته. - بلجيكا - تركز التحقيق على حي مولنبيك في العاصمة بروكسل حيث مر خصوصا مهدي نموش المشتبه به الرئيسي في الهجوم على المتحف اليهودي في بروكسل في مايو 2014 وأيوب الخزاني منفذ الهجوم في أغسطس على قطار تاليس بين امسترداموباريس. - حمزة عطو ومحمد عمري أعمارهما 20 و27 عامًا تباعًا. أوقفا الاثنين في مولنبيك ووجه الاتهام إليهما الاثنين بتهمة التورط في "اعتداء إرهابي" وتشتبه السلطات في انهما ساعدا صلاح عبد السلام في التسلل السبت إلى بلجيكا على متن سيارة. - سان دوني - أوقف ثمانية أشخاص ووضعوا قيد التوقيف الاحترازي كان ثلاثة منهم سلموا أنفسهم عند بدء العملية لتوقيفهم، لكن السلطات لم تكشف هوياتهم. وأشار مدعي باريس الأربعاء إلى "مقتل شخصين على الأقل " في الشقة أحدهما شخص فجر نفسه عند وصول الشرطة ويمكن أن تكون قريبة لأباعود اسمها حسنا آيت بولحسين وهي شابة عمرها 26 سنة تعاني من اضطرابات وانتقلت الى التطرف مؤخرا. - فابيان كلان تم التعرف على صوت فابيان كلان (37 عاما) الجهادي الفرنسي على تسجيل صوتي تلا فيه تبني تنظيم الدولة الإسلامية لاعتداءات باريس. وعبر عن ابتهاجه بمقتل "مشركين" في باتاكلان وهدد بقوله "إن هذه الغزوة أول الغيث وأنذار لمن أراد أن يعتبر". أعتنق الإسلام في تسعينيات القرن الماضي وانتقل إلى التطرف في بداية الألفية الثانية. وكان مقربًا من محمد مراح الذي قتل سبعة أشخاص في تولوز ومونتوبان بجنوب غرب فرنسا. أدين فابيان كلان في 2009 لتنظيمه شبكة جهادية لإرسالها إلى العراق. وعند الإفراج عنه ذهب إلى سوريا حيث يقوم بدور المرشد وسط حوالى 850 فرنسيًا وبلجيكيا موجودين على الأرجح حاليا في هذا البلد.