تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي قصة رواها الدكتور "حاتم البنا" على صفحته الشخصية كاشفاً عن إحتمالية تعرض أحد الطلاب المحبوسين في الاسكندرية لبتر قدمه . ولفت "البنا" إلى أن حالة الطالب حرجة ولابد من التدخل الجراحي السريع وإلا تعرضت قدمه للبتر لافتاً إلى أنه ذهب للقسم وحاول مساعدته لكن الاطباء المسوؤلين طالبوه بالتدخل الجراحي داخل القسم . وقال البنا في تدوينة : واحد ست فى اواخر الاربعينات منتقبة ومعاها راجل حاجة وخمسين وملتحى ولابس جلباب ... الست بدأت تتكلم مع موظف الحسابات اللى بيكتب التذاكر . كان صوتها واطى و مسمعتش بس سمعته بيقولها لا يا ماما معندناش ... الدكتور استحالة يرضى .. وبعدين انتى مش جيتى امبارح واول امبارح وقلنالك مينفعش ... الست مرديتش و راحت واخدة بعضها و كانت هتمشى ... ناديتها .. ومن لبسى عرفت ان انا الدكتور ... قلتلها عاوزة ايه .. قالتلى انها لفت على كل المستشفيات عشان دكتور يجى يكشف على ابنها ومحدش راضى .. وعرفت منها ان ابنها طالب فى كلية نظرية وعنده سكر و مقبوض عليه ومحطوط فى قسم المنتزه تانى بقاله شهوور ... والولد حالته الصحية زى الزفت وعنده حمى وان الناس اللى جوه قالولها هاتيله دكتور عشان شكله هيموت. وانها بتلف بقالها تلات ايام ومحدش راضى يجى معاها القسم... مضيفاً: المهم قررت انى اروح معاها وطلبت من الممرضة تحضر شنطة و تحطلى جهاز قياس السكر .. ورغم ان موظف الاستقبال كان مدايق اوى انى هطلع معاها بعد ماهو قالها لا و قعد يقولى دكتور فلان مرضاش و دكتور فلان مرضاش الا انى فعلا اخدت شنطتى و طلعت معاها ع القسم "بحسب قوله" وأضاف: ركبنا عربية شيك و من كلامهم و شكلهم باين انهم ناس ميسورين الحال والراجل اللى كان معاها اللى هو تقريبا جوزها مبطلش تسبيح و استغفار و حتى لما كلمنى كان بيكلمنى بايات قرانية على غرار ان الله مع الصابرين لما يحس ان الموضوع طول .. او من احياها فكانما احى الناس جميعا ودى بيقولها كشكرا ان انا جيت معاه يعنى .. المهم قربنا من القسم وطبعا الراجل ركن على بعد حوالى 300 متر عشان طبعا كل الطرق المؤدية للقسم مقفولة و محطوطة حواجز حديد ... المهم نزلت واخدت شنطتى ومشينا ناحية القسم وكان فى تلات حواجز حديدية قاعد على كل واحد منهم اتنين او تلاتة عساكر. انا ماشى و معايا شنطة سودة منفوخة من المحاليل والحقن والادوية وعاوز اقلكم عديت على التلات حواجز و محدش قالى انتا رايح فين مع انى كنت لابس عادى يعنى مش لابس ظابط يعنى"بحسب وصفه" وأردف: المهم قربنا ع القسم وكان فى ناس كتير قدام القسم تقريبا ليهم قرايب محبوسين جوه . المهم الاهل طلبوا منى استنى هنا على ما يستأذنولى عشان ادخل القسم .. كان مستنيهم محامى قدام القسم و طلب منهم 200 جنيه عشان يظبط الناس اللى هيدخلونى و اخد الفلوس خمسينات و مشى ناحية القسم . شوية وطلع واحد شحط كده لابس مدنى تقريبا مخبر و قعد يزعق للعساكر عشان ترجع الناس دى ورا الحاجز الحديدى عشان الباشا فلان شوية وطالع مروح و مينفعش يشوف المنظر ده. وفعلا بدأت العساكر بدورها تزعق للناس عشان ترجعهم و جه عسكرى بيزقنى عشان يرجعنى قلتله انا دكتور وجاى اكشف على حالة و الصراحة الراجل سابنى ورجع بقيت الناس . بعد حوالى تلت ساعة طلع المحامى وقالى تعالى و اخيرا دخلت القسم... طبعا وقفت جوه القسم حوالى نص ساعة على ما المحامى يعرف يدخل للظابط يستاذنه . فى النص ساعة دى سمعت جميع انواع الشتايم وسب الدين اللى تم اختراعها منذ نشأة اللغة العربية وده طبعا غير الشاب المسكين اللى دخل بيه امين شرطة ماسكة من قفاه واتلم عليه كل امناء الشرطة وقعدوا يلطشوا فيه من كل الاتجاهات بطريقة وحشية وغير ادميه بدون حتى مايكلموه كلمه غير الشتايم طبعا و سب الدين . والحمد لله اخيرا جه المحامى و قالى معلش يا دكتور تعالى استأذن الباشا .. قلتله امال انت كنت بتعمل ايه قالى كنت بستأذنه بس هو عاوزك انت تستأذنه "بحسب روايته" وأستدرك : دخلت للباشا طبعا فى اوضه بتكييف وحاجة ساقعة وسجارة .. وبعد ما استنيته يخلص التليفون و الحاجة الساقعة قالى من غير مايبصلى خير يا دكتور .. قلتله خير ايه ؟ قالى الولا ماله ؟ قلتله معرفش انا لسه مكشفتش عليه !! راح باصص للامين اللى جنبه و قاله معاهم اذن نيابة ؟ قاله لا ياباشا .. قاله يعنى دى خدمة من عندنا .. قاله اه ياباشا .. قاله واحنا من امتى بنعمل خدمات يا ابن ال#@$% واخد كام يا ##$ يا ابن ال%$#@ . قاله والله ماخدت حاجة ياباشا وراح باصص للمحامى و قاله اديك جبتلنا الكلام ياروح امك يلا اطلعوا روحو ... رحت انا قايل للظايط ده شاب عنده سكر و بيعتمد ع الانسولين و مشاكل السكر فى السن ده كتير وانا بقالى اكتر من ساعة هنا مستنى .. راح قايلى عشان خاطرك يادكتور ماشى خده يابنى دخله يشوفه . .. المهم طلعنا من عند الظابط و الامين قالنا استنوا هنا شوية و لطعنا نص ساعة كمان و وقف يتكلم مع زمايله ويشرب سجاير .. لما زهقت من الانتظار رحتله وقلتله عاوز اخش للظابط .. قالى ليه قلتله عشان اشوف ايه اللى ماخرنا كده ... قالى لا خلاص انا بس كنت بشرب سجارة .. تعالى .. طبعا رحت معاه راح مطلع مفتاح من جيبه وفاتحلى الزنزانة وقالى ادخل اكشف عليه . اول مافتح الزنزانة .. شميت ريحة اول مرة اشمها .. حاجة كده الموت اهون منها . طبعا مقدرتش ادخل و قلتله ممكن يطلع هو ابص عليه . قالى روح للظابط . وبعد تلات اربع مشاوير من الظابط للامين نادو ع الولد و طلعوه ابص عليه .. شاب 20 سنة سكره ساعتها كان 550 حرارته 40 ضغطه 150/90 رجله وارمة جدا وعنده خراج فى صوباع رجله الكبير محتاج تدخل جراحى فورا.. وعرفت من اهله انهم بيدفعوا يوميا 50 جنيه عشان ابنهم يدخل زنزانة يقدر يقعد فيها تلات ساعات يوميا بالتناوب مع زمايله فى الزنزانة وان باقى الزنزانات محدش بيقعد فيها عشان مفيش مكان وكله واقف !! وأستدرك: المهم كتبتله مضاد حيوى وحاجات تقلل الورم و قلتله لازم يعالج الخراج ده فطلبوا منى انى افتحه هنا فقلتلهم مينفعش لازم مستشفى و اخدوا الولد دخلوه تانى الجحيم وانا رحت ع المستشفى و مش شايف قدامى من احساس الظلم و القهر اللى شوفته على ملامح الشاب المسكين اللى كان ماسك فى جلابية ابوه و هما بيشدوه ع الحبس و بيقوله انا هموت يابا .. رجلى هتبوظ و هيقطعوهالى يابا .. ماتسيبنيش يابا والاب دموعة مغرقة هدومة فى مشهد زى السكينة بيعور الروح من جوه "بحسب روايته"