عدد من التداعيات ترتبت علي الهجمات الإرهابية الشرسة المتتالية التي وقعت على أرضها أمس الجمعة في مناطق مختلفة بفرنسا، أسفرت عن مقتل 154 شخصًا على الأقل، من بينها تفجيرات بالقرب من ملعب فرنسا الدولي، الذي تواجد فيه الرئيس الفرنسي، فرانسو هولاند حيث جرت تحركات سريعة مواكبة للحدث في ساعات قليلة من خلال الحكومة والرئيس الفرنسي. انتقل على الفور الرئيس الفرنسي إلى مقر وزارة الداخلية لمتابعة ما يجري في بلاده، وتشكيل "خلية أزمة" لسرعة اتخاذ التدابير اللازمة لتأمين المواطنين. ناشدت بلدية باريس المواطنين بعدم الخروج من المنازل لأي سبب ولزومها لحين السيطرة على الأوضاع الأمنية. وهاجمت الشرطة الفرنسية، مسرح "باتاكلان" الذي يشهد احتجاز العشرات من الرهائن، وقع تبادل لإطلاق النيران مع المتورطين في الحادث. وأعلنت الشرطة الفرنسية نجاح عملية الاقتحام وإنهاء احتجاز الرهائن ومقتل 3 أشخاص من الإرهابيين. وتوجه الرئيس الفرنسي إلى "باتاكلان" لمتابعة عملية إخلاء الرهائن والتواجد في مكان الحادث الذي شهد مقتل نحو 100 شخص. ومن جانبه أعلن مجلس الدفاع الوطني الفرنسي، انعقاده غدًا السبت، في اجتماع طارئ، بعد الهجمات التي وقعت في فرنسا. فيما أعلن تنظيم "داعش" الإرهابى مسئوليته عن العمليات الإرهابية التى ضربت العاصمة الفرنسية باريس مساء أمس الجمعة، وفقا لموقع "سايت" الأمريكى المتخصص فى متابعة ورصد الحركات الإرهابية على شبكة "الإنترنت". وقال مصدر أمنى أمريكى، إن تنظيم داعش أعلن مسئوليته عن اعتداءات باريس، مشيرًا إلى أن التنظيم أعلن عن ذلك من خلال إحدى صفحاته على شبكة الإنترنت، موضحًا أن الهجمات جاءت ردا على إرسال فرنسا طائراتها إلى سوريا فى مهمة قصف الأطفال والمسنين. ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن تقرير الموقع الأمريكى قوله، إن التنظيم الإرهابى هدد بقية العواصم الأوروبية قائلا: "حان دورها بعد باريس". وأشاد الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، بقوات الأمن والجيش ودورهم فى مواجهة التفجيرات الإرهابية التى تعرضت لها باريس أمس الجمعة، مشيراً إلى أنه سيعمل على دعمهما بأقصى القدرات، متعهداً بتعزيز كافة الإجراءات والآليات إلى أقصى قدرة. وحمل هولاند، تنظيم داعش مسئولية الهجمات التى تعرضت لها باريس، قائلاً: إن العسكريين سيرابطون داخل باريس فى الأيام القادمة، ففرنسا تعرضت لهجوم جبان وبشع وعنيف ولن ترأف مع الهمجيين المنتمين لداعش، فى إطار احترام القانون داخليا وخارجيا وبالتنسيق مع حلفائنا الذين تم استهدافهم سابقا. كما دعا الرئيس الفرنسى شعبه للتوحد والاجتماع والتحلى بالصبر، فى مواجهة الفترة الخطيرة التى تمر بها بلاده. وأضاف أن بلاده قوية، وإن جرحت وتعثرت ستقف دائما، ولن تيأس ولن تستسلم أبدا فهى قوية ونشيطة وحريصة وشجاعة وستتغلب على الهمجية، والتاريخ خير دليل على ذلك، مضيفاً: "ندافع عن قيم الإنسانية وسنتحمل مسئولياتنا وتحيا فرنسا".