قال خبراء سياسيون، إن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا اللاتينية تعد البواب لتصحيح مسار العلاقة مع السعودية وتدعيم علاقات الصداقة بدول أمريكا اللاتينية، للاستفادة من كتلتها التصويتية في الأممالمتحدة. وانطلقت فعاليات أعمال القمة العربية اللاتينية الرابعة مساء اليوم بقاعة الملك عبد العزيز للمؤتمرات بالرياض، بمشاركة رؤساء وقادة 34 دولة وممثليها. قال مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن المعروف عن دول أمريكا اللاتينية الوقوف بجوار الدول العربية في قضاياها، واعتبار إسرائيل جماعة إرهابية، وطرد بعض الدول منها للسفراء الإسرائيليين. وأضاف غباشي، أنه يجب على الدولة المصرية الاستفادة من التجارب اللاتينية، في كثير من المشاريع والتجارب العلمية والاقتصادية، وخاصة التجربة البرازيلية التي حولت القمامة إلى جزء من الدخل القومي للدولة. وتابع: "دخول مصر هذه القمة، هي ضرب لعصفورين بحجر واحد، منها التعرف على دول أمريكا اللاتينية، ومنها التقاء القادة السعوديين والعرب لتصحيح بعض الخلافات بينهم، وفتح بعض الملفات والقضايا ومن أهمها "القضية السورية". من جانبه، قال الدكتور يسرى العزباوى، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، إن القمة يوجد بها أكبر تجمع من دول أمريكا اللاتينية، تمثل كتلة تصويتية كبيرة في الأممالمتحدة، ويجب استغلال القمة المنعقدة حاليًا في السعودية لكسب هذه الكتلة لصالح مصر في المصالح المشتركة. وأضاف العزباوي، أن انعقاد القمة في الرياض شيء جيد لمصر والسعودية، لإجراء المشاورات المطلوبة بين البلدين، والتباحث في الملفات والقضايا المشتركة مثل ملف الإرهاب، والشأن الجاري في اليمن وسوريا. وأوضح أن زيارة السيسي للمملكة تؤكد أن الاختلاف في وجهات النظر لا يؤثر على العلاقة بين البلدين، وأن الخلافات بينهما شيء طبيعي، وليس هناك توتر في العلاقات كما يزعم البعض. وأشار إلى أن الاقتصاد ينمو بقوة في الدول اللاتينية وخاصة البرازيل، فيجب استغلال الفرصة لجذب رأس المال اللاتيني إلى مصر والاستثمار بها لإنعاش الاقتصاد. وفي نفس السياق، قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن السيسي يسعى لعمل جبهة عالمية ضد الإرهاب، ولذلك فهو يحرص على حضور المناسبات الدولية للتنسيق مع دول العالم لمواجهة الإرهاب الذي تعاني منه مصر وعدد من الدول. وأضاف خبير العلاقات الدولية، أن القمة التي تشهدها السعودية لها أهمية كبيرة لسببين، أولهما أنها تساعد في تدعيم العلاقات مع المملكة التي وصفها ب"القاطرة" التي تأتي في مقدمة الدول العربية، والثاني أنها تتيح للرئيس السيسي، مناقشة ملف الإرهاب، والتنسيق مع دول العالم لعمل جبهة عالمية ضد الإرهاب. وتابع: "القمة أيضًا فرصة للقاء قادة دول أمريكا اللاتينية التي حققت خلال الفترة السابقة طفرة اقتصادية كبيرة، ويسعى الرئيس لجذبها للاستثمار في مصر.