أكد الباحث الأمريكى ستيفن كوك على أن محاكمة الصحفى والنشط الحقوقى حسام بهجت بتهمة نشر مواد للقوات المسلحة يشكل تهديدا معلقا بقوله بأن "بهجت ببساطة لن يبتاع ما يريد النظام الحالى أن يبيعه للشعب " على حد تعبيره. وأضاف كوك ،في سياق مقالة له بموقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي تحت عنوان "مصر إلى المجهول"، بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يتعلم من دروس عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك ، لافتا إلى أن الفارق بينهما يتمثل في أن الرئيس المخلوع حسني مبارك كان أكثر حذقا من الرئيس السيسى. وأوضح كوك بأن مصر الجديدة، باعتمادها المفرط على العنف والإكراه والأكاذيب –على حد تعبيره - تبدو مشابهة على نحو لافت للنظر بنظيرتها القديمة لتصبح دولة واهنة وقادتها في حالة ذعر و ارتباك مستمر فيما لا أحد يملك السيطرة مثلما كان الحال في الأيام الأكثر سوادا وجدلا خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، ليبدو الفشل محسوسا من جديد. و أشر الباحث الأمريكى إلى أنه هناك ، ثمة إصرار مزعج وجبان وعنيف على أن كل شيء يسير على ما يرام، وأن الإخواني، الذي بات يعني "إرهابيا"، هو الوحيد الذي يرى الأمور عكس ذلك. ورصد كوك الأحداث الأخيرة خلال الأيام العشرة الماضية والتى كانت سيئة على وجه الخصوص، مستدلا بسقوط السبت قبل الماضي، طائرة متروجيت الروسية في سماء شبه جزيرة سيناء، مما أسفر عن مقتل 224 شخصا كانوا على متنها مشيرا إلى الإصرار ، ضد الأدلة المتصاعدة، على أن الطائرة لم تنفجر في السماء، ونفيهم لفشل المطارات المصرية في الالتزام بالمعايير الدولية، ملمحا إلى عودة الذاكرة للوراء إلى ذلك التدافع المجنون في نفي مسؤولية جمال البطوطي عن حادث سقوط طائرة الرحلة 990 لشركة مصر للطيران في المحيط الأطلسي بالقرب من جزيرة نانتوكيت الأمريكية قبل 16 عاما. كما أستدل كوك بتجديد حبس إسراء الطويل 45 يوما، والتي بكت متوسلة للحصول على عون طبي في أمس الحاجة إليه، حرمت منه والتى تستند على عكازين، بعد معاناتها من إصابة بعمودها الفقري جراء رصاصة أطلقتها عليها القوات الأمنية خلال فض احتجاج في يناير 2014 بالإضافة إلى اتهامها باستخدامها حسابها على تويتر للدعوة إلى العنف ضد الشرطة، و انتماءها لجماعة محظورة، دون وجود دليل حقيقي على تلك الاتهامات. و ألمح كوك أيضا إلى إنه في نفس اليوم الذى اعتقل فيه حسام بهجت، جرى اعتقال صلاح دياب، مؤسس صحيفة المصري اليوم، على خلفية ادعاءات "صفقة عقارية مشبوهة" مشيرا أيضا إلى مغادرة حمزاوي، مؤخرا خشية الاعتقال، حيث لا يقود كل من بهجت وحمزاوي جحافل من الأتباع، لكنهما، من خلال عملهما، ألقيا الضوء على الفجوة بين ما يقوله السيسي وماكينته الإعلامية للمصريين بشأن حياتهم، وبين التجربة الحقيقية التي يعيشها الشعب على حد تعبير الباحث الأمريكى .