«لا أدري ما وجده الرئيس المصري لتمضية وقته خلال فترة غياب كاميرون عنه.. ربما كان معه كتاب وقضى وقته في القراءة» بهذه الكلمات سخر الكاتب البريطاني «مايكل دياكون» في مقال نشرته صحيفة «جارديان» البريطانية من الطريقة التي تعامل بها رئيس الوزراء البريطاني، «ديفيد كاميرون»، مع ضيفه الرئيس المصري، «عبد الفتاح السيسي»، أمس الخميس، أثناء استقباله في مقر مجلس الوزراء البريطاني. وقال «دياكون» إن «كاميرون» ترك «السيسي» بعد أن عقدا مباحثات على الغداء قاربت الساعة؛ حيث توجه إلى فندق سافوي في لندن؛ لتسلم جائزة أفضل برلماني في بريطانيا خلال عام 2015.
وعقب وصوله إلى فندق سافوي حيث حفل توزيع الجوائز، قال «كاميرون» ممازحًا عمدة لندن، «بوريس جونسون»: «آسف لتأخري، لكن بسبب العمل في مشروع مسارات الدراجات، الذي أطلقه السيد بوريس، كان الوصول إلى هنا سريعًا أمرًا مستحيلاً».
وبعد تسلمه الجائزة وإلقاء خطاب في الحضور، عاد «كاميرون» إلى المبنى رقم 10 (مقر مجلس الوزراء البريطاني) حيث يتواجد ضيفه المصري.
وعلق الكاتب البريطاني على تصرف «كاميرون» هذا ساخرًا: «بالتأكيد شعر السيسي بالفخر بعد حشره بين مواعيد كاميرون المزدحمة».
أيضًا سخر الكاتب من قيام بريطانيا بتعليق الملاحة الجوية إلى مطار شرم الشيخ في مصر؛ بينما كان «السيسي» في طريقه إلى بريطانيا؛ وهي خطوة عدها مراقبون إحراجًا للرئيس المصري.
وجاء القرار البريطاني عقب حادث تحطم طائرة ركاب روسية في سيناء المصرية، بعد دقائق من إقلاعها من مطار شرم الشيخ يوم السبت الماضي؛ ما أسفر عن مقتل 224 شخصًا. وتدور شكوك في كون تحطم الطائرة حدث جراء انفجار قنبلة كانت على متنها.
وبدأ «السيسي» زيارة إلى بريطانيا، أمس الأول الأربعاء، تلبية لدعوة من «كاميرون»، وسط ردود فعل غاضبة من أنصار الديمقراطية وحقوق الإنسان في البلاد، على خلفية مقتل المئات من المعارضين على يد قوات الأمن بعد الانقلاب العسكري، في يوليو/تموز 2013 على «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب في مصر.
وتظاهر المئات من المصريين والبريطانيين، أمس، أمام مقر الحكومة البريطانية وأمام مقر إقامة «السيسي» في لندن، مرددين هتافات بالعربية والإنجليزية مثل: «لا نريد دولة عسكر»، و«السيسي قتل الديمقراطية»، و«كاميرون أخجل من نفسك، ماذا عن القيم البريطانية؟».