لماذا ترى أجهزة المخابرات أن قنبلة زرعت بطائرة سيناء المنكوبة، هي التي تسببت في الكارثة؟ بهذا السؤال بدأت صحيفة "معاريف" العبرية تقريرًا لها اليوم؛ لافتة إلى أن وكالات الاستخبارات في إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وصلت إلى نتائج متشابهة بشأن الطائرة الروسية التي تحطمت قبل أيام في سيناء؛ ألا وهي أن الأخيرة تحطمت بعد إخفاء قنبلة لتنظيم داعش داخلها. وأضافت أن "التسريبات حول زراعة القنبلة بالطائرة قامت بها عناصر استخباراتية في تل أبيب ولندن وواشنطن؛ مساء الأربعاء الماضي، بينما استمرت كل من القاهرة وموسكو على مواقفهما المتعنتة والمصرة على عدم وجود أي دليل أن إسقاط الطائرة جاء بعد استهداف تنظيم داعش لها". وتساءلت الصحيفة "لماذا يرى الغرب أن الطائرة تحطمت بسبب قنبلة؟"، مضيفة "يبدو أن هناك وكالة استخباراتية غربية لديها معلومات تشير بشكل مباشر إلى تورط داعش في إسقاط الطائرة، وهذه المعلومات لم تنشر، إلا أنه حتى وإن كان الحديث يدور عن تقديرات، فإن هناك سببين جيدين يمكن أن يعززا التقديرات؛ أولهما الدافع؛ فداعش لديها مصلحة واضحة في إسقاط طائرة ركاب بسيناء، والانتقام من كل من العدو الروسي الذي يهاجمها على الأرض الروسية، والحكومة المصرية التي تدير حربًا لا هوادة فيها ضد التنظيم في شبه الجزيرة". وأضافت "لكن بعيدًا عن الدافع وراء استهداف الطائرة، هناك سبب آخر يشير إلى إمكانية وقوع انفجار بالطائرة ألا وهو ملابسات وظروف تحطمها؛ نقصد بذلك السقوط بشكل مفاجئ وسريع وعموديًا من ارتفاع 11 ألف قدم فوق الأرض، دون أن يبلغ طاقم الطائرة عن عيب فني أيا كان، وبدون محاولة للهبوط الاضطراري بالطائرة". ونقلت عن مصادر أمنية قولها: "هكذا لا يبقى إلا وجود احتمالين؛ إما أن الطائرة انفجرت بسبب عبوة ناسفة شديدة الانفجار، أو أن أحد الخاطفين سيطر على الطائرة, وقام بتدميرها بشكل متعمد، ولأنه لم تسجل أي علامات أو إشارات لوجود مشكلة داخل الطائرة، فإن الاحتمال الأكثر واقعية هو الأول، أي انفجار العبوة". وقالت "معاريف": "هناك سؤال آخر يحتاج للحل؛ كيف تم زرع القنبلة بالطائرة؟، ووفقًا للتقديرات، فإن داعش لم يكن يصعب عليه أمر مثل هذا، فمطار شرم الشيخ غير مؤمن وفقا للمعايير المقبولة في الموانئ الجوية الرئيسة بالعالم، ولهذا فإن هناك احتمالاً بزرع التنظيم الإرهابي القنبلة تحت أحد المقاعد". وأضافت: "إسقاط طائرة ركاب هو إنجاز لداعش لم يكن له مثيل؛ منذ هاجمت القاعدة بواسطة الطائرات المختطفة، برجي التجارة العالميين في ال11 من سبتمبر 2001، وفي المقابل فيما يتعلق بمصر وروسيا الحديث يدور عن ضربة قاسية لكل منهما، والدولتان ستفضلان الحديث عن عيب فني أو إبقاء مسألة تحطم الطائرة كلغز سري، إلا أن اللغز قد يتم حله بسهولة إذا ما اعترفت سلطات القاهرة وموسكو أنه بين حطام الطائرة كان هناك بقايا مادة ناسفة، وهناك شك أن يحدث اعتراف من هذا النوع، وإذا تم إلقاء المسؤولية على تنظيم داعش في إسقاط الطائرة، فمن المتوقع أن ردًا عسكريًا ضد التنظيم سيحدث سواء على الأراضي السورية أو المصرية".