شهدت الليرة التركية، أمس الاثنين، ارتفاعا كبيرا مقابل الدولار واليورو، وبعد ارتفاع بلغ 5 ٪ عند بدء التداول، كان يجري التبادل بالعملة التركية ظهرا بنحو 2.81 للدولار و3.09 لليورو بارتفاع فاق 3.5٪ فيما واكبت بورصة اسطنبول هذه الحركة مع ارتفاعها أكثر من 5 ٪ عند الافتتاح وبلغت قيمة مؤشرها الأبرز عند الظهر نحو 83.800 نقطة ولا يزال يسجل ارتفاعا بنسبة 5.6٪. ومن جانبهم، أكد محللون اقتصاديون بأن حصول حزب العدالة والتنمية التركى على 49.2 ٪ من أصوات الناخبين أنعش قيمة الليرة التركية بشكل كبير وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان نتائج الانتخابات التركية، بالتوازي مع انتعاش مماثل للبورصة التي عانت من الاضطراب والتراجع طوال الأشهر الماضية التي عاشت فيها البلاد فراغاً سياسياً ومشاكل أمنية وسياسية كبيرة. و أضاف المحللون بأن حصول حزب العدالة والتنمية الحاكم على قرابة 49 ٪ من أصوات الناخبين، أدى إلى طمأنة الأسواق وبث حالة من الاستقرار فيها، كون هذه النسبة ستمكنه من تشكيل حكومة بمفرده تعيد الاستقرار للبلاد وتعيد ثقة المستثمرين بالسوق التركي الصاعد. ويقول الخبير بالشؤون الاقتصادية محمد أبو ريا في تصريحات خاصة ل"القدس العربي": أن السوق التركي تنفس الصعداء بعد أشهر من التراجع نتيجة التوتر السياسي الذي مرت به تركيا بسبب «الفراغ السياسي» الناتج عن عدم تشكيل حكومة عقب انتخابات يونيو الماضي، وتصاعد الحرب بين الجيش التركي والمسلحين الأكراد، بالإضافة إلى بعض التفجيرات التي استهدفت البلاد وكان آخرها تفجير أنقرة الذي راح ضحيته قرابة 100 شخص. وقال أبو ريا :"الليرة هبطت في الأشهر الماضية لمستويات قياسية تاريخية والآن جاء الوقت لتعود إلى طبيعتها". وتوقع أبو ريا أن تشهد أسعار العقارات ارتفاعاً تدريجياً خلال الفترة المقبلة، قائلاً: "تركيا سوق مفضل للمستثمرين العرب الذين كانوا يتجهون سابقاً إلى القاهرة وبيروت، وتوجهوا إلى تركيا لاحقاً، لكنهم توقفوا بسبب الأوضاع التي مرت بها البلاد، وفي حال استمر الاستقرار سيعودون للاستثمار هنا من جديد الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع في أسعار العقارات".