أعرب عدد من أفراد الجالية العربية في تركيا، اليوم الإثنين، عن سعادتهم بفوز حزب "العدالة والتنمية"، بالانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت أمس الأحد، وحقق فيها الحزب أغلبية كافية تمكنه من تشكيل الحكومة بمفرده. وأجمعت الآراء على أن الشعوب العربية في مختلف الدول، تابعت الانتخابات البرلمانية، لحظة بلحظة إلى حين إعلان النتائج، فيما أكد المغتربون على أهمية النتيجة في "نصرة قضايا الأمة العربية". وقال محمد نزار بيطار (سوري)، وهو مدير سلسلة مطاعم في تركيا، إن "الفرحة كبيرة ليس لفوز حزب العدالة والتنمية فقط، بل لما حققته الديمقراطية التركية". وأضاف للأناضول "تابعتُ الانتخابات على مختلف وسائل الإعلام، تباينت ردود الأفعال، ورغم الضغوط الخارجية فإن العدالة والتنمية يحقق النجاحات ويعمل لمصلحة الشعب، ونتمنى للدول العربية أن تحذو حذو هذا الحزب". ولفت بيطار إلى أن "الشعوب العربية منهكة، وفوز العدالة والتنمية يعد بارقة أمل بالنسبة لها، إذا ما استفادت من هذه التجربة المعتدلة والوسطية، التي تراعي الحقوق، ولاتسعى لتحطيم الشعب وسحقه"، على حد تعبيره. من ناحيته، أعرب رياض الحسين من فلسطين، عن تفاؤله بالحكومة المقبلة في تركيا في ظل الاضطرابات التي تشهدها المنطقة متمنيا أن يكون فوز حزب العدالة والتنمية "خيرا لتركيا وجيرانها" وقال الحسين "نحن عرب وقريبون من المشهد السياسي في تركيا، ونتمنى أن تكون نتائج الانتخابات خيرا للشعب التركي المعروف بمواقفه المساندة للعرب والمسلمين عبر التاريخ". بدورها هنأت السورية كوثر سعيد، الشعب التركي باستقلالية قراره مشيدة بمستوى "الديمقراطية" التي تشهدها تركيا و"النزاهة" التي عمت العملية الانتخابية.
وقالت سعيد "نتمنى للشعوب العربية أن تبلغ هذا المستوى من الديمقراطية، التي تجلى في صناديق الاقتراع،حيث الجميع مسؤولين عن خياراتهم". وتحدث علي محمد البدوي، من السودان، أن نتائج الانتخابات أظهرت أن "الشعب التركي فضل الإبقاء على سلطة تعمل من أجل الوطن والمواطن، ومن أجل شعوب العالم الثالث"، مشيدا بمواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذا الإطار. وعبر البدوي عن أمله في أن "يرتقي كثير من القادة إلى مستوى أردوغان، الذي سئل ذات مرة كيف نهضت بالاقتصاد التركي، فقال ما سرقت، ولا سمحت لأحد بفعل ذلك)"، على حد قوله. وحسب نتائج أولية غير رسمية للانتخابات البرلمانية التركية، فقد حقق حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه أحمد داود أوغلو، فوزًا كبيرًا، بنسبة49.41%، حاصلًا على 317 مقعدًا في البرلمان (يتكون من 550 مقعدًا)، مما يتيح له تشكيل حكومة بمفرده، وهو ما لم يتحقق في انتخابات 7 يونيو الماضي. وحصل حزب الشعب الجمهوري، برئاسة كمال قليجدار أوغلو، على نسبة 25.38%من الأصوات (134 مقعدًا). وحصل حزب الحركة القومية برئاسة دولت بهتشلي على 11.9% من الأصوات (40 مقعدًا). بينما حصل حزب الشعوب الديمقراطي بزعامة صلاح الدين دميرطاش على 10.70% من الأصوات (59 مقعدًا). في حين حصلت الأحزاب الأخرى والمستقلون على 2.58% من الأصوات، وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 85.46% من إجمالي من يحق لهم التصويت من الناخبين الأتراك.