احتشد آلاف العراقيين، اليوم الجمعة، في 10 محافظات وسطى وجنوبية، للتنديد بما أسموه "بطء" الإصلاحات التي تبناها رئيس الحكومة حيدر العبادي، منذ نحو 3 أشهر، متهمين المسؤولين ب "التلكؤ" في محاسبة المتهمين بملفات فساد. وتجمع المئات من المحتجين مساء اليوم، في "ساحة التحرير" وسط العاصمة بغداد، وسط إجراءات مشددة فرضتها قوات الأمن، التي أغلقت الطريق المؤدي إلى المنطقة الخضراء (مقر الحكومة والبرلمان) تحسبًا لأي طارئ. وقال "عبد اللطيف ياسر" أحد المحتجين في بغداد ل"الأناضول"، إن "الجميع تحمل صعوبات كبيرة للوصول إلى ساحة التحرير، بسبب إغلاق الشوارع، ومنعنا من مواصلة التظاهر، والاحتجاج على الإجراءات التي تعتمدها الحكومة، في اجراء الإصلاح ومحاسبة الفاسدين". وأضاف ياسر أن "الإصلاحات التي أجرها رئيس الحكومة لاتزال سطحية، وهناك بطء متعمد في تنفيذها، لكسب المزيد من الوقت، نحن نعرف أن بعض الإجراءات لاتحتاج سوى لقرار جرئ ولاتتطلب وقتًا، وهذا ما لم نلمسه من الحكومة لغاية الآن"، مضيفًا أن "كبار الفاسدين السابقين والحاليين لم يتم محاسبتهم"، وفق تعبيره. وشهدت محافظاتالبصرة، والنجف، والديوانية، والمثنى، وذي قار، وواسط، وبابل، وكربلاء، وميسان، خروج الآلاف من المواطنين في الساحات العامة عصر اليوم، مطالبين بتنفيذ الإصلاحات ومحاسبة الفاسدين وإلغاء القرارات التي صدرت من الحكومة بخفض رواتب الموظفين. وتعم أغلب المحافظات العراقية، منذ أشهر، تظاهرات متواصلة تطالب بتوفير الخدمات وتحسين الواقع المعاشي وإجراء إصلاحات واقعية ومحاربة الفساد المالي والاداري في المؤسسات الحكومية.
وأعلن اتحاد القوى (الممثل الرئيس للسُنة في البرلمان العراقي)، في بيان له أمس، عدم "قناعة" جميع نوابه بالإصلاحات التي أجراها "حيدر العبادي"، رئيس الحكومة، على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، فيما كان ائتلاف دولة القانون بزعامة نائب رئيس الجمهورية المقال "نوري المالكي"، سحب التفويض الذي منحه لرئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في البرلمان، لإجراء إصلاحات في البلاد"، متهمًا العبادي ب "خرق الدستور".