قال شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة، إن المجمع العلمى لا يتبع وزارته حتى يلام على حرقه، بل يتبع وزارة الشئون الاجتماعية، ورفض الهجوم الذى تشنه عليه وسائل الإعلام تحمله فيه مسئولية حرق المجمع. وقال عبدالحميد فى مؤتمر صحفى عقد بنقابة الصحفيين، إن ما تقوم به وزارة الثقافة الآن هو محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المجمع العلمى بجهد نابع من الروح الوطنية للوزارة والتكليف المباشر من كمال الجنزورى رئيس الوزراء. وأضاف أن المجمع هو ذاكرة الأمة وأمة بلا ذاكرة أمة لا مستقبل لها واستنكر قيام أبناء الشعب المصرى بحرق كنوزهم والرقص على أنغام هذا الحريق وشبه من قام بذلك ب"نيرون الإمبراطور الرومانى" الذى حرق تاريخ الإمبراطورية واحتفل بذلك، مؤكدًا أن هذا العمل لن يتكرر مرة أخرى فالشعب أدرك خطورة مثل هذه من أفعال. وأشاد بالدور الذى قام به الإعلام من تجريم الاعتداء على المنشآت الحضارية لمصر، وقال إن الإيجابية الوحيدة فى حرق المجمع أنه وحد الجميع بجميع تياراته ضد هذا الفعل الشنيع. من جانبه قال محمد عبدالرحمن الشرنوبى أمين عام المجمع، إن من يقومون بمهاجمته على حرق المجمع أقدامهم لم تطأ المجمع من قبل ولم يكونوا يعلموا عنه شيئًا". وأضاف أن المجمع المصرى هو ثانى أقدم مجمع على مستوى العالم بعد المجمع الفرنسى وأن عضوية المجمع المصرى تتيح الإنضمام للمجمع الفرنسى, مشيرًا إلى أن المجمع المصرى كان يضع مصر على خريطة العالم الحديث. وأوضح أنه حريق المجمع أدى إلى ضياع وفقدان أندر الكتب والخرائط فى هذا الحريق, ونفى ما قيل عن وجود خريطة "طابا" بالمجمع لأنها من الخرائط السياسية التى تخص الحدود السياسية ويوجد نسخ منها فى أماكن سيادية أخرى بالدولة. وأشار إلى أنهم يقومون الآن بمحاولة الحصول على بعض النسخ من الوثائق النادرة التى فقدت من المحافل الدولية بأية ثمن, مضيفاً أنه كان شاهد عيان على حريق المجمع ورأى المتظاهرين يقومون بضرب رجال الإطفاء حتى لا يخمدوا الحريق بينما قام فريق آخر من الشباب بإلقاء نفسه داخل النيران حتى ينقذ ما يمكن إنقاذه من الكتب. زين عبدالهادى الأمين العام لدار الكتب والمخطوطات قال إنهم استطاعوا أن ينقذوا من 40 إلى 50 ألف مجلد وأن المجمع كان يحتوى على 92 ألف مجلد وباقى المجلدات تتراوح تضررها ما بين الاحتراق أو التهرؤ من المياه وأنه تم نقل الكتب بواسطة 20 سيارة بمشاركة اللجان الشعبية وقوات الجيش. وأضاف أن العديد من المؤسسات عرضت منح ومساعدات حتى يعود المجمع العلمى إلى ما كان عليه ومنها مؤسسة الأهرام ودار الشروق ومكتبة الكونجرس والشيخ سلطان حاكم الشارقة وآخرين. وأشار إلى أن ترميم المجمع وإعادته لما كان عليه قد يستغرق 10 سنوات وقد يتكلف مئات من ملايين الدولارات، مؤكدًا أنهم جرموا بيع أى مخطوطات مختفية وتم إبلاغ الإنتربول بذلك.