بينما أصدرت وزارة الأوقاف بيانًا شديد اللهجة، الخميس، قالت فيه، إنها لن تسمح بالعبث الذي مارسه الشيعة، العام الماضي، وقت أن كانوا يحتفلون بيوم "عاشوراء"، كانت قيادات شيعية تُعد عدتها للتسلل داخل مسجد الحسين، على الرغم من أن السلطات المصرية أغلقته يوم الخميس الماضي وحتى اليوم. ويَعتبر الشيعة الأمام الحسين بن علي رضي الله عنهما، جدًا لهما، ويأتي المصريون الشيعة – رغم ندرتهم- إلي مسجد الحسين من كل المحافظات، ويبيتون ليلتهم أمام المسجد، فيما يسعى آخرون منهم إلي التسلل داخل المسجد سرًا والطواف حول قبر الأمام الحسين المتواجد بالداخل. وخلال السنوات الماضية، فرضت السلطات المصرية قيودًا مشددة على مسجد الحسين وقت الاحتفال وأغلقته في أوقاتٍ كثيرة، إلا أن الشيعة كانوا يجدون دائمًا طريقة لدخول المسجد، إما برشوة أو بتواطؤ. واعتبرت تكتلات شيعية، أن منعهم من ممارسة شعائرهم "لن يمر" دون أن تعترف الدولة بحقوقهم الكاملة في ممارسة شعائرهم الدينية وأن يتم إعمال القانون وتنفيذ بنوده التي تكفل لهم الحرية التامة في ممارسة الشعائر، مستشهدين بحديث لرئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور، عمرو موسي، الذي أكد لهم – وقت كتابة الدستور- أن من حق الشيعة ممارسة طقوسهم وشعائرهم وأن تكفل لهم الدولة الحماية اللازمة. وهدد شباب الشيعة، في وقتٍ سابق، بعدم الالتزام بقرار "وزارة الأوقاف" وزيارة مسجد الحسن في ذكرى عاشوراء. وقال منسق عام رابطة شباب الشيعيين في مصر، حيدر قنديل، إن "الحظر المفروض علي مسجد الحسين "غير دستوري"، وذلك لأن الدستور المصري ينص علي حرية الاعتقاد والاحتفال بالشعائر والطقوس الدينية". وأضاف ل "المصريون"، أن قرار وزير الأوقاف لا يُنفذ، والسنوات الماضية تشهد علي ذلك، لأن الشيعة يمارسون طقوسهم رغمًا عن المعترضين، وذلك لأنهم يلتزمون بالسلمية ولا يؤذون أحد، يذهبون لقراءة القرءان ثم الصلاة والسلم على "جدهم" الحسين، ثم يذهبون إلى سبيلهم، دون أن يعترضهم أحد من الأمن أو الشرطة. وكان الشيعة تعرضوا في السنوات الماضية إلى هجمات من قبل السلفيين.. ففي يونيو2013، قتل 4 أشخاص بعد أن هاجمت مجموعة من السلفيين منزلا يملكه شيعي بإحدى قرى محافظة الجيزة، كان يُقام فيه احتفال بمناسبة ذكرى ميلاد الأمام المهدي.. وقتل في ذلك الهجوم، حسن شحاتة، الذي كان يوصف بأنه من زعماء الشيعة في مصر. والعام الماضي لجأ الشيعة إلي التحايل على قرار منعهم من الاحتفال بمسجد الحسين، بأن قاموا برشوة عمال المسجد، وهو الأمر ذاته الذي توقع مؤسس "ائتلاف آل البيت والصحابة"، ناصر رضوان، أن يفعله الشيعة العام الحالي. وأضاف أن "الشيعة هدفهم الأول والأخير هو التقاط أكبر عدد من الصور وتصدير ذلك لإيران، على أنهم تغلبوا على الأمن المصري واحتفلوا بطقوسهم رغمًا عن الجميع، ما يعنى استمرار دعم إيران لهم بالمال بل وزيادة التمويل". وقال رضوان في تصريح إلى "المصريون"، إن "ائتلاف آل البيت والصحابة، دشن حملة لرصد انتهاكات الشيعة أمام مسجد الحسين، وقام بتخصيص مجموعة من الشباب لمتابعة نشاط الشيعة ومحاولتهم المستمرة لاختراق مسجد الحسين لليوم الثالث، حيث تنتهي اليوم أيام الحظر الثلاثة"، لافتًا إلى أن الائتلاف يضع في اعتباره إبلاغ جهات الأمن أول بأول عن انتهاكات الشيعة. وتابع: "محاولات إيران داخل مصر في مرمى نيران ائتلاف آل البيت والصحابة، ويراقب الائتلاف أحلام إيران التوسعية في السيطرة على مصر، كما فعلت في العراق ولبنان وسوريا و اليمن مؤخرًا، مضيفًا: "لكن هيهات فنحن لهم و لكل العملاء من الشيعة المرتزقة بالمرصاد". وتنكر قيادات شيعية، وجود أي انتهاكات من جانبها بحق أهل السنة أو مسجد الحسين، فيقول، أحمد راسم النفيس، القيادي الشيعي، إن قرار الحكومة بغلق مسجد الحسين في ذكرى عاشوراء "غير منطقي" واصفًا إياه بالقرار العشوائي الذي لا يستند إلي نص دستوري، قائلاً في الوقت نفسه، إنهم "سيحترمون القرار على الرغم مما يمثله هذا الاحتفال من عقيدة فكرية ومنهج ديني مقدس لدى الشيعة". وحول النفيس دفة الحديث نحو السلفيين، قائلاً إنهم "يسعون لشق الصف المصري"، مطالبًا الأزهر بالتدخل لوقف ما سماه ب"المهزلة" التي يتعرض لها الفكر الشيعي، معتبًرً في الوقت نفسه، أن الأزهر مخترق من جانب السلفيين والإخوان، وهما فصيلين يعملان على هدم الدولة والدخول في صدام مباشر مع الشيعة وغيرهم من طوائف الشعب.