رحب محللون وخبراء سياسيون بالمبادرات التى أطلقتها القوى السياسية المختلفة، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، للمصالحة بين الإسلاميين والليبراليين ومختلف القوى الأخرى فى المجتمع بما فيها "الكتلة المصرية" لإنهاء حالة النزاع والسجالات التى تدور رحاها بين هذه القوى المختلفة.. وشددوا على أن توحد هذه القوى ونبذ الخلافات والصراعات خلال الفترة الحالية أمر ضرورى لتفويت الفرصة على بعض القوى الخارجية والداخلية التى تريد زعزعة أمن البلاد. فمن جهته، قال الدكتور صفوت عبد الغنى، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، "يمكن أن يتم التصالح بين القوى الإسلامية والليبرالية خاصة (تحالف الكتلة المصرية)، وذلك عن طريق التحاور والاتفاق مع كل من يحمل مشروعًا وطنيًا من أجل مصلحة الوطن، لكنه أشار إلى أن القوى الإسلامية تراعى الضوابط الدينية فى كل المشاريع الوطنية، حيث لا مساس بالثوابت الدينية". وأضاف "إن السياسة ومحاورها يختلف المجتمع حولها لأنها أمر نسبى، ولكن ثوابت الإسلام لابد ألا نختلف حولها فلا يصح أن يتحدث أحد حول إلغاء المادة الثانية من الدستور". وحول الأزمة الراهنة ما بين الإسلاميين والليبراليين قال، إنها أزمة مفتعلة، مؤكدًا أن هناك فصائل من الخارج ومن الداخل تزيد الفجوة ما بين القوتين ومنهم الشيوعيون واليساريون، خاصة أنهم يسيطرون على معظم وسائل الإعلام المصرية. أما الدكتور محمد حبيب، وكيل مؤسسى حزب النهضة، فقال إن القوى الوطنية كلها (الإسلامية منها والليبرالية) لابد أن تجتمع على المشروع الوطنى الواحد وأن ينبذوا الخلافات ويتركوها جانبًا لأن أمامهم تحديات كثيرة خاصة أن قطاعات الدولة فى حاجة إلى إعادة هيكلة وأن هناك تضخمًا كبيرًا جدًا فى الاقتصاد فضلا عن الوضع المزرى لقطاع السياحة وغيرها من المشكلات الوطنية التى تحتاج إلى تضافر الجهود ونبذ الخلافات جانبًا والتوحد لإيجاد الحلول". وأرجع حبيب الخلاف القائم بين الفريقين إلى أن كل طرف له مرجعيته المغايرة لمرجعيات الآخر وطرقه ومنطلقاته المختلفة، مطالبًا بعدم إثارة المشاكل وتوسيعها بين الطرفين لأنها بالفعل محدودة وما بينهما من نقاط الاتفاق أكبر، وكذلك ما عليهم من تبعات ومسئوليات يحتم عليهم الاتفاق. وفى تعليقه على من يهاجمون المادة الثانية من الدستور اعتبر حبيب "المادة الثانية خطاً أحمر لا نسمح لأحد أن يتعداه أو أن يهاجمها ومن يتعدى عليها يتعدى على شعب مصر بل يتعدى على الأمة كلها، بالإضافة إلى أنها تعبر عن هوية المصريين وهوية كل مسلم ولا نسمح لأحد بأن يهاجمها". وأكد الدكتور محمد سعد الكتاتنى، أمين عام حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، أن الحزب يمد يد العون لكل مصرى لديه فكرة تساعد على بناء الوطن والارتقاء به، وذلك بصرف النظر عن توجهاته أو انتماءاته السياسية والفكرية. وأوضح أن التحالف الديمقراطى يضم أحزابًا ذات توجهات متنوعة أتى انطلاقًا من إيمان حزب الحرية والعدالة بضرورة العمل الجماعى، مشددًا على صعوبة قيادة فصيل بمفرده لسفينة الوطن خلال المرحلة المقبلة. وقال باسل عادل، عضو المكتب الرئاسى لحزب المصريين الأحرار،"إن الحزب يرحب بجميع القوى السياسية وأنه لن يمانع فى قبول أى مبادرة للتصالح مع الإخوان المسلمين والجلوس على طاولة واحدة وأنه يجب فى البداية على الإخوان الاعتذار عن ما وصفه بالاستقطاب الدينى ووصفهم للكتلة المصرية بالكتلة الصليبية، وأضاف بأنه مستاء من قيام الإخوان باستهداف وانتقاد نجيب ساويرس ورموز الكتلة المصرية". من جانبه، نفى أحمد خيرى، عضو المكتب الرئاسى لحزب المصريين الأحرار، وجود أى خلافات بين الكتلة المصرية والجبهات الإسلامية قائلا "إن الخلاف القائم بيننا هو اختلاف فى وجهات النظر، مؤكدا ترحيبهم بأى مبادرة للحوار والنقاش لصالح مصر".