هل تتلاقى أرواح الأحياء وأرواح الأموات؟ ذكر أهل العلم ومنهم ابن القيم رحمه الله أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي منامًا فقط أي في الرؤى واستدلوا بقوله تعالى (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ). وقال ابن عباس في هذه الآية بلغني أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام فيتساءلون بينهم فيمسك الله أرواح الموتى ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها. وقال بعض العلماء في قوله تعالى (والتي لم تمت فى منامها) قالوا يتوفاها في منامها فيلتقي روح الحي وروح الميت فيتذاكران ويتعارفان فترجع روح الحي إلى جسده في الدنيا إلى بقية أجلها وتريد روح الميت أن ترجع إلى جسده فتحبس. هذا هو أحد القولين في الآية وهو أن الممسكة من توفيت وفاة الموت أولا والمرسلة من توفيت وفاة النوم والمعنى على هذا القول إنه يتوفى نفس الميت فيمسكها ولا يرسلها إلى جسدها قبل يوم القيامة. ويتوفى نفس النائم ثم يرسلها إلى جسدها إلى بقية أجلها فيتوفاها الوفاة الأخرى. والقول الثاني في الآية أن الممسكة والمرسلة في الآية كلاهما توفى وفاة النوم فمن استكملت أجلها أمسكها عنده فلا يردها إلى جسدها ومن لم تستكمل أجلها ردها إلى جسدها لتستكمله واختار شيخ الإسلام هذا القول وقال عليه يدل القرآن والسنة قال فإنه سبحانه ذكر إمساك التي قضى عليها الموت من هذه الأنفس التي توفاها وفاة النوم وأما التي توفاها حين موتها فتلك لم يصفها بإمساك ولا بإرسال بل هى قسم ثالث. والقول الأول رجحه بعض العلماء لأنه سبحانه وتعالى أخبر بوفاتين وفاة كبرى وهى وفاة الموت ووفاة صغرى وهى وفاة النوم. وهذه الأقوال في الممسكة والمرسلة ولكن يدل أن تلاقى أرواح الأحياء وأرواح الأموات لا يكون إلا منامًا والحي يرى الميت في منامه فيستخبره ويخبره الميت بما لا يعلم الحي فيصادف خبره كما أخبر فى الماضى والمستقبل. وقد يحدث أن يخبره بمال دفنه الميت فى مكان ولم يعلم به سواه وربما أخبره بدين عليه وقد يخبره عن أشياء كثيرة تصدق إن كانت الرؤيا صادقة. وذكر ابن القيم رحمه الله قصصًا كثيرة فى ذلك نذكر منها أن عبدالله بن عمر بن عبدالعزيز قال رأيت أبى فى النوم بعد موته كأنه في حديقة فدفع إلى تفاحات فأولتهن الولد فقلت أي الأعمال وجدت أفضل فقال الاستغفار أي بني. ومما سبق يتضح لنا أن التقاء روح الميت والحي لا يكون إلا منامًا فقط. والله أعلم.
أرسل رؤياك.. نفسرها فى الحال للتواصل مع الشيخ عبدالحى العسكري، على صفحة "المصريون" على "فيس بوك"