سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زارع يقول ساويرس والبدوى وظفا قنواتهما لصالح حزبيهما انتخابيًا وعبد المجيد يشير إلى أن حالة الفوضى انعكست على اتجاهات المصريين ..خبراء: 2011 عام "الفوضى الإعلامية"!!
بين ارتفاع سقف الحريات وتكميم الأفواه، وبين المحايدة والتطرف يتحفظ جملة المثقفين والإعلاميين على أداء وسائل الإعلام كافة فى عام 2011، فما أسبابهم؟! فى البداية أعرب الدكتور حسن عماد مكاوى عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة عن بالغ أسفه لما تشهده الساحة الإعلامية الحالية والتى تتسم بالفوضى الهدامة واختلاط المعايير وتغليب المصالح الشخصية على المادية والحرية فى إبداء الرأى. وأضاف: فى 2011 طغت القنوات الموجهة على الأداء الإعلامى خاصة بعد الثورة وارتفاع سقف الحريات التى تمت ممارستها بشكل سلبى، من قبل العديد من التيارات السياسية التى طوعت الإعلام المرئى والمطبوع لخدمة أهداف خاصة يحقق مصالحها دون النظر إلى القيم الإعلامية الأصلية التى تشكل وجدان وأحلام الجماهير العريضة من الشعب الذى يتوق إلى الحرية الإعلامية. وتمنى الدكتور حسن مكاوى أن يكون للإسلاميين دور ملموس فى تغيير الخطاب الإعلامى الموجه والممنهج لخدمة أجندات خاصة فى حال توليهم السلطة فى المرحلة المقبلة ولم يغفل عن قتامة الصورة الإعلامية الحالية. فى السياق نفسه، أشار الدكتور أحمد زارع أستاذ الرأى العام بكلية الإعلام جامعة الأزهر، عميد كلية الإعلام جامعة الأقصى سابقاً، إلى حالة الارتباك الشديدة التى تسود الأوساط الإعلامية نظرًا لارتباك الحالة العامة فى مصر، خاصة الإعلام المسموع والمرئى مع عدم وضوح الرؤية داخل المجتمع وهو ما انعكس بشكل سلبى على العمل الإعلامى بوجه عام. وذهب زارع إلى أنه بعد الثورة اتجهت بعض القنوات إلى خدمة الأهداف الخاصة دون النظر إلى الحيادية والموضوعية وانتهجت منهجًا أحادى الجانب فى تنازلاتها الإعلامية ومنها على سبيل المثال قناة «on tv» التى ساندت رجل الأعمال نجيب ساويرس فى حملته الانتخابية والترويج لبرامج حزب الكتلة المصرية، وقناة الحياة التى روجت لبرامج حزب الوفد وغيرها من القنوات التى عمدت إلى إغفال الحيادية والشفافية الإعلامية. وأفاد بأن هناك بعض الصحف الموضوعية مثل الأهرام التى تناولت بعد الثورة الكثير من القضايا دون تحيِّز، ولم ترجح طرفًا على حساب آخر كما فعلت المصرى اليوم أو الصحف الحزبية الأخرى. واعتبر الدكتور زارع، أن عام 2011 هو الأسوأ إعلاميًا على الإطلاق قبل الثورة وبعد الثورة، متوقعاً أن يكون 2012 ذا رؤية إعلامية محايدة وخالية من الفوضى، مع صعود نجم الإسلاميين بما لديهم من مخزون ثقافى وخبرة سياسية. بينما رأت الدكتورة ليلى عبد المجيد عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقاً أن 2011 كان مليئًا بالتغيرات الإعلامية الغريبة والمتناقضة، مشيرة إلى حالة عدم الوضوح والضبابية التى سادت الواقع الإعلامى فى العام الحالى. وأكدت أن الفوضى الإعلامية هذه انعكست على المواطن الذى تخبطت قراراته واتجاهاته السياسية وميوله ولم يعد يدرك الغث من الثمين. وألقت باللوم على تدفقات رؤوس الأموال التى تحكمت فى إدارة المشهد الإعلامى المصرى، والتى ساهمت فى زيادة حالات الاحتقان والالتباس لدى المواطن. وعلى الرغم من تأييدها لإطلاق القنوات والمنابر الإعلامية المسموعة والمرئية والمطبوعة بعد الثورة لكنها أبدت تخوفها من العام الجديد الذى رأته بلا ملامح إعلامية واضحة على الإطلاق بعدما زاد الإعلام الحالى المواطن جهلاً على جهل. واتفق معها فى الرأى المهندس على عبد الفتاح عضو مكتب الإرشاد والقيادى البارز بجماعة الإخوان المسلمين، مؤكداً استخدام الإعلام كأداة لإثارة الوقيعة بين فئات الشعب المختلفة. وأشار عبد الفتاح إلى الدور السلبى الذى تلعبه برامج التوك شو فى ذلك، معرباً عن أمله في أن يحظى 2012 بساحة إعلامية خالية من المفاهيم الخاطئة التى تروجها وسائل الإعلام الآن، وذلك خلال سعى الجماعة لإطلاق قنوات خاصة للسينما والدراما الدينية فقط مع حلول العام الجديد، فى محاولة منها لمحاربة الخلاعة التى تعرضها بعد القنوات الخاصة. وأكد أيضًا أن محاربة السفه الإعلامى كما سماه فى العام الجديد، سيكون حال توليهم السلطة بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وبنشر الدعوة بالنصح واللين عبر وسائل الإعلام ليختار المشاهد وقتها الأصلح له وليس التغيير للواقع الإعلامى بالجبر أو القوة. ومن جانب المواطن العادى، أكد تامر مسيح، باحث بالشركة العربية لنظم المعلومات، ضبابية المشهد الإعلامى فى العام الحالى فى ظل الإعلام الموجه الذى سطى على الحريات الممنوحة له ولم يقدرها. وأعرب عن أمله فى عام جديد أفضل من الناحية الإعلامية وأن تتعاطى الوسائل الإعلامية مع المرحلة المقبلة بشكل جديد. وهو ما اتفق معه فيه حسام محمد السيد محاسب بمديرية الشباب والرياضة بالفيوم، مفيداً بأن القنوات الموجهة كانت أسوأ المشاهد الإعلامية فى العام الحالى، والتى أخذت على عاتقها الدعاية لأجنداتها الخاصة دون تحقيق الشفافية الإعلامية مما زاد شعوره بالإحباط فى التغيير. أما هدى عبد الفتاح محررة صحفية ببوابة الوفد الإلكترونية، فقد رأت أن الإعلام شهد سقفًا أعلى من الحريات فى العام الحالى ظهر فى برامج التوك شو ولم ترى أى طغيان لرأس المال على التوجه الإعلامى مع ارتفاع سقف الثقافة والوعى لدى الجماهير، متوقعة فى العام الجديد سعى الإسلاميين لإيجاد مناخ إعلامى جيد.