أكد عضو "مجمع الفقه الإسلامي الدولي" التابع لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة، الدكتور محمد بن يحيى النجيمي، أن جثامين الحجاج الإيرانيين الذين قضوا في حادثة التدافع بمشعر منى في أول أيام عيد الاضحى المبارك (24 سبتمبر) قد عادت إلى إيران، وأن هناك جثثا مجهولة سوف يتم التأكد منها في المخابر الصحية ثم يتم تسليمها لبلدانها. واعتبر النجيمي في حديث ل "قدس برس" اليوم الاربعاء (30|9) مطالبة الإيرانيين بالشراكة في إدارة الحج واتهام السعودية بالمسؤولية عن حادثة التدافع، بأنها مواقف غير مقبولة ومن شأنها إرباك الأوضاع أكثر .. أما موضوع التدافع وخباياه، فهذا أمر موكول للجنة تحقيق أمنية وشرعية وقانونية، وسيتم الإعلان عن نتائج التحقيق فور استكماله". وأضاف النجيمي، الذي يدرس الفقه والأنظمة بالجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، قائلا "أما الدعوة لمشاركة السعودية في إدارة الحرمين الشريفين والحج فهذا أمر مخالف للشريعة الإسلامية، لأن الدولة التي تسيطر على منطقة الحجاز والحاكم الشرعي لها هو من يتولى إدارة الأمر، وقد كلف العاهل السعودي أميرا للحج يشرف على كافة القضايا المتصة بمناسك الحج، ولا يجوز أن يكون هناك اثنان في السلطة" وفق ما يرى. وأشار النجيمي إلى أن دعوة من هذا القبيل غير واقعية، وقال: "إذا كانت الأمة لم تستطع أن تدافع عن القدس والأقصى ولا أن تعقد قمة بشأن الانتهاكات التي تتعرض لها مقدساتنا هناك، فكيف بها في إدارة الحج؟"، معتبرا أن "حكومة السعودية حكومة لها من الكفاءة ما يؤهلها لإدارة الحج وقد أثبتت ذلك في العقود الماضية". وتساءل النجيمي "ومن باب المشاكلة، هل المطالبة بالشراكة في إدارة المقدسات ينسحب أيضا على الأماكن المقدسة في النجف وقم وكربلاء، لا سيما وأن هذه الأماكن قد شهدت حوادث كثيرة راح ضحيتها مئات الضحايا ومنهم سعوديون". ودعا النجيمي، إلى التريث في إصدار الأحكام واستخلاص النتالئج قبل صدور التقرير النهائي للجنة التحقيق المشكلة في أمر حادثة منى، وقال: "إلى حد الآن السعودية لم تصدر أي اتهام لأية جهة، على الرغم من أنني شخصيا لا أستبعد وجود أياد خفية وراء الحادث، لا سيما في ظل وجود جماعات متطرفة مثل الحوثيين وعصائب أهل الحق وتنظيم الدولة وغيرها من العناصر المتطرفة، لذلك لا بد من الانتظار حتى اكتمال التحقيق". ووصف النجيمي التحاليل التي تتحدث عن وجود صراع خفي بين ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان، وأن حادثة الرافعة ثم تدافع منى هما من تجلياته، بأنه "ترويج للأوهام"، وقال: "لقد سبق أن تحدثوا عن خلافات بين الأمير عبد الله والملك فهد، ولم يحصل شيئا، وتحدثوا عن صراع بين الأمير سلطان والملك عبد الله ولم يحصل أي شيء، هذه الأحاديث هي عبارة عن ترويج للأوهام وهي غير صحيحة وليس حولها أي دليل، فخادم الحرمين هو من رشح ولي العهد وكان بامكانه أن يرشح غيره .. ثم حتى لو كان أمر الصراع صحيحا، وهو وهم كما قلت، فهل سيكون على حساب حجاج بيت الله! هذا مستحيل وغير واقعي ولا يمكن أن يحدث على الإطلاق، لأنها أمر محسوم من خلال الأسرة وهيئة كبار العلماء، وهي عموما تحليلات لا نسمع بها إلا في وسائل الإعلام أما على أرض الواقع فلا أثر لها". لكن النجيمي أشار إلى أن ذلك لا يعني أن السعودية لن تعيد النظر في سبل إدارة الحج، وقال: "لا شك أن هذه حادثة التدافع الأليمة تجعلنا نعيد النظر في أساليب إدارة الحشود، وهذا ما قاله الملك سلمان نفسه، فلا ضير من الاستفادة من كل الخبرات في إدارة الحشود"، على حد تعبيره.