رفض الكاتب الصحفي محمود خليل، التصريحات التي خرج بها المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، والتي قال فيها "إن الحكومة لا تملك عصا سحرية"، مطالبًا إسماعيل بالعمل بدلًا من تلك الحجج الواهية، حسب قوله. وكان نص مقال "خليل" في صحيفة "الوطن": قال «شريف إسماعيل» رئيس الوزراء: «الحكومة لا تملك عصا سحرية». نورت الشعب يا باشمهندس!. ومن قال لك إننا نبحث عن ساحر أو مشعوذ، ليحل لنا المشكلات التى تجوب البلاد بالطول والعرض؟. نحن ببساطة نبحث عن رئيس وزراء قادر على الفعل، وليس السحر، قادر على الظبط والربط، وليس الربط، قادر على التعامل مع الواقع، وليس الخيال والضلالات، قادر على وضع الخطط العلمية، وليس إغراقنا فى علوم «رُكّة»!.
نحن نحتاج إلى رئيس وزراء قادر على تطبيق القانون بشكل عادل وحازم على الجميع.. فهل تطبيق القانون يحتاج إلى سحر؟. نحن بحاجة إلى رئيس وزراء يفهم أن الثروات فى مصر -وعلى رأسها الأراضى- ملقاة على قارعة الطريق، ومتروكة لكل من هب ودب ليضع عليها يده، لتأتى الدولة بعد ذلك وتصرخ شاكية من نهب الأراضى، رغم أن النهب يتم تحت سمعها وبصرها.. فهل إيقاف هذا السفه يحتاج إلى سحر؟. نحن بحاجة إلى رئيس وزراء قادر على استغلال ثروة البلاد التى لا تنضب من الآثار فى إنعاش السياحة، بدلاً من ترفيقها ضمن قطاع التجارة، ليصبح تاريخ البلاد سلعة يتداولها اللصوص.. فهل يحتاج حماية هذه الثروة والاستفادة منها لصالح المواطن إلى سحر؟. نحن بحاجة إلى رئيس وزراء يمتلك شجاعة محاسبة المخطئ أو المهمل أو المقصر من أعضاء حكومته.. فهل يحتاج ذلك إلى سحر؟. نحن نريد رئيس وزراء يفرض أعلى درجات التقشف على إنفاق الوزارات المختلفة، ويقول لنا كم وفر للدولة من البنزين والسولار الذى يستخدم فى مواكب الحكوميين، وأبناء الحكوميين، وعائلاتهم، وجيرانهم.. فهل يحتاج هذا الأمر إلى سحر؟.
أتصور أن رئيس الحكومة لم يكن موفقاً فى هذا التصريح الذى بدأ به رحلته مع المسئولية، وكل الشعب يفهم أنه لا يملك عصا ساحر أو قدرات مشعوذ، وعندما اختير لهذا المنصب كان ثمة وعى بأنه مهندس بترول، وليس حاوياً بإمكانه أن يصنع الأعاجيب، وأذكر أننى سمعت تصريحه هذا من رؤساء الحكومة الذين سبقوه، فأغلبهم ردد نفس العبارة: «الحكومة لا تملك عصا سحرية»، وتكرار العبارة يعنى أن الله تعالى وعدنا بالحواة المفلسين، وهو أمر لا يستقيم مع حكومة تريد أن تطور أو تصلح، فالإصلاح يقتضى الوعى بالمشاكل، والإيجابية فى التعامل معها، والعقلانية فى التماس الحلول الحاسمة لها، ولو أن رئيس الوزراء فكر بهذه الطريقة، وتخلى عن تلك العبارة التقليدية الموروثة، فإن أموراً كثيرة سوف تختلف فى الأداء العام.
إن أمراً وحيداً أستطيع أن أقول إن رئيس الوزراء يملك عصا سحرية فيما يتعلق به، وهو أن يغير بشكل فورى الوزير الذى تبدو عليه علامات الفشل أو العجز عن التعامل مشكلات وزارته، على الأقل فيما يتعلق بالوزارات الخدمية التى تشتبك بشكل مباشر مع حياة المواطنين، قد يقول قائل: رئيس الحكومة لا يستطيع ذلك بمفرده، فلا بد أن يكون الرئيس هو مصدر القرار، قد يكون!، لكننى لا أظن أن رئيس الدولة يرفض التخلص من وزير لا يقوم بدوره فى خدمة الشعب، فالإنسان بطبيعته مجبول على محبة الإنجاز، وليس النجاح عبر «شمهورش» وإخواته!