الجماعة الاسلامية تسعى للحاق بركب الكيانات الجديدة التى تتشكل على أنقاض " تحالف دعم الشرعية " ، وفى حين يمعن الاخوان فى الاستغاء عنهم والتخلى عن التزاماتها تجاههم ، بالنظر الى الاخلاص الشديد طوال الشهود الماضية الذى خدموا به قضية " عودة مرسى " ، تركض زعامات الجماعة الاسلامية فى الخارج من طريقين للتخلص من عار تلك اللحظة المهدرة لما تبقى من كرامة : الأول يسكله طارق الزمر بمغازلة التيار المدنى والليبرالى – وعلى رأسه المرزوقى ووائل قنديل وبلال فضل وعلاء الأسوانى وسيف عبد الفتاح وأيمن نور وتوكل كرمان .. الخ - ومزاحمة الاخوان فى التودد اليه . وفى الوقت الذى يحاول فيه الاخوان اقناع هذا التيار – وأيضاً أمريكا - بمسار مختلف بدون فصائل " التشدد الاسلامى " وعلى رأسها الجماعة الاسلامية ، بزعم أن عنف الفترة الماضية انما حدث بفضل التحالف مع تلك الفصائل وليس بسبب قابلية منهجية وتاريخية من داخل الاخوان أنفسهم .. يسابق قادة الجماعة الاسلامية الزمن فى اقناع نفس التيار بالتخفف من اقامة علاقات وطيدة وشاملة مع الاخوان ، والبدء فى تقليب الملفات القديمة ولعب دور المنتقد لأخطاء وسلبيات الحكم الاخوانى ، ومدى انعكاس ما ارتكبوه من أخطاء على مسار الثورة . ويطرح طارق الزمر نفسه – وبالتبعية تياره وجماعته – كشريك ثورى ، ويجمل نفسه كحليف اسلامى قادر على تحقيق انجازات ثورية باستدعاء حالة ثورة 25 يناير الدائم ، على حساب التلميح باعاقة الاخوان لهذا المسار والاضرار به . الثانى يسلكه القيادى الآخر بالجماعة الاسلامية عاصم عبد الماجد بالهجوم المباشر على الاخوان ، فى اثر التخلى الاخوانى المباشر عنهم ، لكن هجوم عبد الماجد هنا يأتى فى سياق مختلف ولمغازلة قوى وفصائل أخرى داخل الجماعة الاسلامية وداخل التيار الاسلامى ، فهو عمد – على غير عادته – لاظهار الفجوة بين الاخوان وفصائل التيار الاسلامى وكونها تفضل التحالفات مع قوى ورموز مدنية على التحالف مع الطيف الاسلامى ، وأن ما يحول بينها وبين التلبس بالحالة الثورية هو قناعتها بأنها أقرب للتيار المدنى من التيار " الدينى " . هنا يبرز صراع بين شركاء وحلفاء الأمس ؛ فالجماعة الاسلامية تشعر بالخيانة الاخوانية وبمأزق اللحظة الراهنة ؛ فلا الشعارات الدينية والطائفية ولا التكتلات الدينية والعقائدية ولا التمسك العنيد برئيس " اسلامى " وتضحيات المرحلة الماضية وخسائرها الكبيرة خلف الاخوان لها معنى ومسوغ اليوم ، عندما تتخلى الاخوان عن حلفائها " الاسلاميين " وتبحث عن مسار مختلف يوصلها لمصالحة وتسوية مع الدولة ، وربما يسوق الاخوان أنفسهم من جديد – كعادة ريما القديمة – كفصيل سياسى اسلامى معتدل على حساب جماعات متشددة عنيفة - . تلعب الجماعة الاسلامية بورقة الثورية وزعم كونها الحليف الأقرب لهذا الخط ، فى الوقت الذى تبحث فيه الاخوان عن مسار جديد تتخفف وتتنصل فيه من المسئولية عن الأحداث سواء نتيجة اسناد القيادة لشبابها " لجان ادارة الأزمة " أو نتيجة تحالفاتها مع فصائل اسلامية ذات ماضى جهادى وعنيف . الجماعة الاسلامية فى موقف هزيل جداً يرثى له ؛ فهى تسوق لملف انقضت مرحلته ، وتغازل تيار يعلم الاخوان أنه منزوع الثورية لكن لا يخلو من نفعية درس الاخوان خطط اشباعها وجارى التنفيذ .. بينما يبحث الجميع عن كبش فداء يغسلون به أيديهم من استهداف الجيش وشهداء مؤسسات الدولة ، وغالباً ما سيدور حديث الكيانات الجديدة عن التطرف والتشدد والعنف الدينى الذى تسبب فى الاضرار بمسار ومكتسبات " الثورة السلمية البيضاء " !
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.