قالت مصادر مصرية وفلسطينية متطابقة، إن قوات الجيش المصري بدأت اليوم الجمعة، بضخ كميات كبيرة من مياه البحر المتوسط في قناة مائية على طول الحدود بين قطاع غزة والأراضي المصرية، بهدف إغراق الأنفاق الأرضية أسفل الحدود. وكان "مجلس الدفاع الوطني" في مصر قد قرّر في أكتوبر الماضي 2014، حفر قناة مائية بعرض 20 مترا وعمق 50 مترا على طول الشريط الحدودي بين مصر وغزة، ضمن خطة منع التهريب عبر الحدود، وإخلاء الشريط الحدودي بين الجانبين، كما قام بإنشاء منطقة عازلة وهدم منازل مدينة رفح المصرية، وذلك بعد مجزرة "كرم القواديس" بالعريش والتي راح ضحيتها 30 مجندا من أفراد القوات المسلحة، حيث وجّهت السلطات المصرية اتهامات لفصائل المقاومة الفلسطينية بالمسؤولية عنها. وكانت أنباء قد تردّدت الأسبوع الماضي، حول قيام الجيش المصري بحفر أحواض عميقة للاستزراع السمكي على طول الحدود مع قطاع غزة، وذلك بهدف خلخلة التربة وغمر أعماقها بمياه تضخ من البحر الأبيض المتوسط لمكافحة حفر الأنفاق وتدميرها، كبديل عن فكرة القناة المائية. وبحسب الأنباء ذاتها، فإن "عملية حفر الأحواض السمكية بدأت بالفعل داخل المنطقة العازلة، حيث تم حفر مسافة ألف متر حتى الآن وعلى أعماق كبيرة تصل إلى عشرين مترا، وبدأ الجيش بضخ مياه البحر في الأحواض السمكية من خلال خراطيم ومضخات كبيرة بهدف زيادة ترشيح المياه في عمق التربة، لتزيد من غمر الأنفاق وتساهم في انهيارها". وكانت سلطة المياه الفلسطينية في قطاع غزة، قد حذرت من أن حفر السلطات المصرية لقناة مائية على الحدود مع القطاع، من شأنه أن يشكل "تهديدا خطيرا على الأمن القومي المائي للمصريين والفلسطينيين على حد سواء، لاشتراكهم في الخزان الجوفي ذاته".