يخطئ كثيرا من يشكك في حرص القائمين بإدارة البلاد على الالتزام بحماية أهداف الثورة؛فطوال عشرة أشهر وهم لايكفون عن الكلام المباح منه؛وغير المباح؛وبعضهم يكاد أن يقسم بأغلظ الأيمان على ذلك! فقط ربما التبس الأمر على البعض منهم – تقديري أنه على الكثيرين منهم – فتوهم أن المقصود بالمحافظة على (الثورة) ورجالها؛هو شارع الثورة في مصر الجديدة(الحي الشهير لا الوطن الكبير)؛وبالتالي فهو يعذر بحسن نيته وإن أخطأ؛فالمهم في النهاية أنها (ثورة والسلام)؛ثم إن مصر الجديدة(الحي)؛يمكن أن تكون وطنا؛فهناك ملايين يسكنونها ويعيشون فيها ويزورونها؛وهم يتمتعون بالجنسية المصرية أيضا؛وعلى ذلك فمطلوب من المشككين في نوايا القائمين على إدارة البلاد؛ألا يتوقفوا كثيرا عند هذه النوعية من المسائل الشكلية؛فالعبرة دائما بالأفعال والنتائج؛وبكل صراحة؛فإن الموضوعية تقتضي الاعتراف للسادة مديري عموم مصر الجديدة؛بأنهم لم يقصروا ولم يدخروا جهدا في تحقيق أهداف الثورة؛بل إنهم لايكتفون بذلك؛إذ يبدعون في تقديم الحلول والبدائل. هدف إسقاط المخلوع واحدمن أهم أهداف الثورة؛فلم يتخلف السادة مديرو عموم البلاد عن دعم ذلك والتأكيد عليه؛بل وتقديم البديل؛فلا ينكر ذي عينين؛أنهم بعد خلع مبارك؛وخلع عيون حفنة من (نبت مصر الطيب)تفضلوا على مصر الكبيرة؛فقبلوا أن يحلوا محله؛وزيادة في الكرم فقد مدوا الفترة التي قطعوها على أنفسهم من ستة أشهر إلى ثلاثة أضعافها؛وشهادة لله؛فقد كانوا شديدي الحرص على مدها لعشرة أضعاف؛لولا أن الشعب (الجاحد)؛رفض هديتهم ؛فخرج في كم مليونية؛ليقدم لهم الشكر على الفترة التي أمضوها؛فاضطروا بحفاوة قنابل الغازإلى الاستجابة للشكر ؛وأعلنوا أن الثلاثين من يونيو موعد نهائي؛ليذهب كل لآداء مهمته الأصيلة. ثم يا أيها المشككون تعالوا نتحاور بهدوء؛ألم يكن القضاء على مشروع التوريث- الأصح في تقديري أنها مؤامرة-هدفا رئيسا ضمن أهداف ثورة مصر الجديدة؟! طبعا لن تستطيعوا إنكار هذا؛ولن تستطيعوا أيضا إنكار مابذله مديرو عموم البلاد من جهود طوال مراحل كثيرة لإيقاف مؤامرة توريث الحكم من المخلوع ؛إلى ابنه الذي في طرة؛أفلم يكن من باب الاعتراف بالفضل ؛أن ترصدوا كيف أن السادة مديري عموم البلاد لم يكتفوا أيضا بذلك؛فهاهم يقدمون لكم البديل الوريث واحدا تلو الآخر؛فإذا كان المخلوع أراد توريث ابنه؛فإنهم نأوا بأنفسهم عن ذلك؛وسعوا ومازالوا يسعون لاقتراح أسماء جديدة؛لقد اعترضتم على صغر سن وريث المخلوع ؛وقلة خبرته ؛وفساد ذمته؛فأتوا إليكم بأكثر من واحد ليس من بينهم من هو ابن لهم؛وكلهم تخطوا سن المعاش؛وكلهم – حتى الآن – ليسوا من سكان طرة؛بل إنهم حين لمحوا اعتراضكم على تلويحهم ولو من ببعيد بأشخاص كانوا ينتمون لنفس المؤسسة المهيبة؛ومن أول مليونية شموا الخبر؛فقالوا لن يكون هناك مرشح عسكري للرئاسة وسيسلمون البلاد لرئيس مدني منتخب. أيها المشككون؛لقد أسقطوا مؤامرة التوريث (لابن) المخلوع؛والهدية القادمة مكافآة لكم وردعا لأمثالكم(بدون شعارالتوريث)سيكون (الأخ البار)!! أرأيت أيها الشعب المفتري؛كيف أن تضحياتك لم تذهب سدى؟إذ ماقيمة ألف شهيد وكم ألف جريح؛وكم ألف معتقل؛قدمتها مقابل أن يأتوا لنا برجل لم يمض في الخدمة مع المخلوع سوى ربع قرن؟ لقد ناضلت أيها الشعب لتسقط اتفاقية الغاز مع العدو الصهيوني؛فجاءوا لك بمن أوصى بها شخصيا؛ربما ليذهبوا غيظ عدوكم!! وناضلت رفضا لمؤامرة التوريث؛فجاء لك من أقسم أنه لن يرشح نفسه للرئاسة؛بل ولن يفكر مجرد التفكير في الأمر؛إذا رشح المخلوع نفسه!!أي أنه في (ذات نفسيته) بلغة المنظر الفكري له شعبان عبدالرحيم كان رافضا للتوريث أيضا؛ولكن بطريقته الخاصة! غنوا معه:(أنا بكره اسرائيل وجايلك عمرو موسى)!!!