رصد تقرير ل "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات" - وهي منظمة غير حكومية – استخدام إدارة سجني "العقرب" و"وادي النطرون" خلال النصف الأول من العام الحالي 16وسيلة تعذيب ضد المعتقلين السياسيين داخل السجون. يأتي ذلك بعد أيام من نفي "المجلس القومي لحقوق الإنسان" (حكومي) وجود تعذيب داخل السجون، قائلاً في أعقاب زيارته إلى سجن "العقرب" إنه لاصحة لما ورد في شكاوى تلقاها من أسر معتقلين حول عمليات تعذيب ممنهجة داخل السجون. وقالت التنسيقية في تقرير لها عن الانتهاكات داخل سجن العقرب ووادي النطرون حصلت "المصريون" على نسخه منه: "تتنوع الانتهاكات خلال الست أشهر الماضية من بداية عام 2015 وحتى الآن داخل السجون المصرية وخاصة في سجني العقرب شديد الحراسة ومجمع سجن وادي النطرون. وعد التقرير 16 نوعًا من التعذيب تستخدم ضد المعتقلين وهي: "التعذيب البدني العنيف، التعذيب النفسي، منع الزيارات والمراسلة ،منع الطعام والمياه، قطع الكهرباء عن المعتقلين، عدم توفير أية رعاية طبية، منع المسجون من استكمال دراسته ورفض حضوره الامتحانات، عدم وجود دورات مياه، إلغاء أوقات التريض والخروج من الزنازين، عدم وجود أي تهوية في الزنازين، الاستيلاء على أدوات النظافة، وجود حاجز زجاجي أثناء الزيارة، التكدس في الزنازين، الحبس الانفرادي، التغريب، الاستيلاء على المتعلقات الشخصية". ورصدت التنسيقية الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون داخل سجن العقرب، قائلة إنه يتكون كل عنبر على شكل حرف "h" " مقسم إلى أجنحة يحتوى كل جناح على 21 زنزانة مساحة الواحدة 2 x 3 متر وبها حمام افر نجي بدون توصيلة مياه وبه حوض بدون باب أو ساتر للحمام تفصله عن باقي الزنزانة. وأضاف التقرير أن عنبر h1" هو عنبر به 50 مسجونا جنائيًا ويعملون خدم لمرافق السجن وعنبر h2 يوجد به حوالي 120 معتقل من الإسلاميين واغلبهم تعددت أعمارهم 50 عامًا وبعضهم تجاوز السبعين عامًا ولا يوجد لهم أية رعايا صحية بالرغم من السن الكبير. أما عنبر h3 وبه حوالي 200 معتقل وغالبيتهم متهم في القضايا السياسية ومتوسط أعمارهم من 30 إلى 40 سنة واغلبهم تعرضوا إلى تعذيب بشع كما إن اغلبهم يعاني من أثار كسور وتهتكات في الأربطة والأوتار ومتوسط عددهم 3 أفراد في الزنزانة الواحدة وبدون ستارة للحمام. في حين أن عنبر h4 عنبر مخصص للتأديب وليس للمعتقل إذا دخل به إي حق في الإضاءة أو الأغطية فقط زجاجتي ماء كل يوم. وقال التقرير إن أبرز الانتهاكات التي تتم للمعتقلين وذويهم داخل سجني العقرب ووادي النطرون هي أنه تم قطع الزيارة عنهم أكثر من مرة خلال الستة أشهر الأخيرة. وفي خلال الفترة من 30 مايو إلى 15 يونيه كانت شكل الزيارة تتم لمدة 7 دقائق داخل كبينة الزيارة وهي عبارة عن غرفتين غرفة للأهل وغرفة للمعتقل مع وجود حاجز زجاجي وعدد الزائرين لا يزيد عن 3 أفراد والكلام مع المعتقل من خلال سماعة التليفون يتكلم من خلالها فرد فرد. وعن الانتهاكات في سجن وادي النطرون، قال التقرير إن "نصيب المعتقل في النوم داخل الزنزانة هو 33 سم ومساحة الزنزانة هو 20مترًا يقطنها في أحسن الحالات 22 سجينًا ويصل العدد إلى 66نزيلاً وفي الشتاء يمنع البطاطين ويعطي كل فرد بطانية واحدة لينام عليها ويتغطى بها ولا تهوية أو تريض والزيارات تبدأ من خلال التحرش بزوجات المعتقلين وتنتهي إلى 5دقائق فقط في قاعة بها أكثر من 20معتقلاً ويتم منع أي شي سواء كتب أو مشروبات أو ما يتم شرائه بعيدا عن كانتين السجن". وأضاف التقرير: "يتعرض المسجونين داخل السجن إلى التعذيب الممنهج بشكل يومي صعق بالكهرباء وفلكة وأرجل مسلسلة وإياد مكبلة ورعاية صحية معدومة وصور مأساوية للتعذيب تصل إلى الموت أو إحداث عاهة مستديمة". وعن أخطر العنابر وجود في السجن، ذكر التقرير أن عنبر "العمبوكة" هو أخطرها على الإطلاق، فبمجرد دخول العنبر يتم تجريد النزلاء من ملابسهم ويطلب منهم عمل حمام جماعي أو تبرز جماعي ومن يعترض يتم سبه وتعذيبه بالكهرباء والقتل وطوال مدة المكوث في العمبوكة لا يوجد أكل أو شرب، لأنه حمام جماعي، كما يتم حلق لحاهم وشعرهم إجباريًا. وأوضح أن "العنبر عبارة عن 5 زنازين لا يوجد بها اي سبل للإعاشة لا أغطية ولا حمام وبه أكثر من 45 سجينًا بالرغم من أنه يكفي 20فردًا وتنتشر بها الأمراض الصدرية والجلدية وسرعة العدوى قوية نظرا لعدم وجود تهوية تصل فترة الاحتجاز إلى 11 يومًا دون استحمام".