فجأة وبدون سابق إنذار، زف الإعلام نبأ اكتشاف بئر غاز كبيرة في المياه المصرية أمس الأحد، وفي لمح البصر بات هذا الأمر حديث الجميع "صفوة وعامة"، وسريعًا انطلقت النغمات الوطنية فرحًا وابتهالا بهذا الاكتشاف الذى لم تظهر ملامحه بعد. المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، خرج بنفسه ليقول إن اكتشاف شركة "إينى" الإيطالية أكبر حقل للغاز الطبيعى فى المياه العميقة بالبحر المتوسط، ويعد من أهم الاكتشافات التى ستنقذ مصر من اللجوء لاستيراده من الخارج، مضيفاً: "الحمد لله دى رسالة من ربنا، وربنا واقف مع شعب مصر ونقطة كبيرة لهذا الاكتشاف وهتشوف البلد بأذن الله وهيبهر العالم أجمع" . مراقبون للأحداث قللوا من قيمة هذا الاكتشاف، وبعضهم شككوا في صحته ووجوده من الأساس، وزعموا أن الأنظمة هي من تقوم بذلك وقت الأزمات الاقتصادية في محاولة منها لتقليل حدت الغضب الجماهرى واستبشار الفرج القريب، وأنّه حسب وصفهم "فنكوش جديد" ضمن كفتة اللواء إبراهيم عبد العاطي، والمليون فدان وشقة.
في هذا الإطار يقول نائل الشافعي مدير موسوعة "المعرفة" والمحاضر في معهد "ماساتشوستس" للتقنية، إن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف حقل غاز بالبحر المتوسط، مضيفًا أن شركة شيل للبترول أعلنت عن اكتشافها للحقل عام 2003، وتصدر الخبر الصحف المصرية مؤكدين انتقال مصر لمرحلة جديدة". ورصدت "المصريون" أنباء عدة تؤكد ما ذكره المعارضون وهو أن هذه الاكتشاف مجرد نغمات للتهدئة لا تلبث أن تختفى مع مرور الأيام.
فبتاريخ 18 ذو الحجة 1431 ه 25 نوفمبر 2010، ذكرت ال «بي بي» البريطانية نبأ وجود بئر ضخم للغاز قبالة السواحل المصرية الشمالية.. وجاء نص الخبر "أعلنت شركة «بي بي» البريطانية عن كشف كبير للغاز في قاع البحر المتوسط، بمنطقة تقع على بعد ثمانين كيلومترا شمال غربي محافظة الإسكندرية، حصلت الشركة البريطانية على امتياز التنقيب بها. وقالت الشركة إن عمق البئر المكتشفة بلغ 6350 مترا، وتعد الأولى من نوعها التي يتم اكتشافها بهذا العمق في منطقة غرب الدلتا، موضحة أن شركة «بي بي» تمتلك امتياز وحق التنقيب لنحو 80 في المائة للمياه العميقة غرب البحر الأبيض المتوسط مع شركة «آر دبليو اي دي» التي تمتلك ال20 في المائة المتبقية. وبتاريخ 20 أغسطس 2012، أوردت العربية نبأ اكتشاف بئر هائل للغاز قبالة السواحل المصري.. وجاء نص الخبر تمكنت شركة "بريتيش غاز" البريطانية من اكتشاف بئر للغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط، قبالة سواحل مدينة رأس البر، حيث يقدر حجم الاحتياطي المبدئي بحوالي 123 مليار قدم مكعب، الأمر الذي يعتبر دفعة قوية للاقتصاد المصري، الذي يعاني من تباطؤ مستمر، وتحديات متصاعدة منذ الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق، حسني مبارك. وجاء في تقرير أن وزير البترول والثروة المعدنية، عبد الله غراب تلقى تقريرًا من وكيل أول وزارة البترول للاستكشاف والاتفاقيات، محفوظ البونى، جاء فيه تحقيق شركة بريتش غاس اكتشافاً جديداً للغاز الطبيعي بمنطقة امتياز البرج البحرية بالبحر المتوسط بمعدل إنتاج يصل إلى نحو 39 مليون قدم مكعب غاز يومياً، بالإضافة إلى 1039 برميل من المكثفات يوميًا. وأشار التقرير، إلى أن الاكتشاف الجديد أطلق عليه اسم "هارماتان العميق - 1" حيث يبعد حوالي 2.5 كيلو متر شمال شرق مدينة رأس البر بمياه عمقها 11 مترا، حيث وصل العمق النهائي للبئر 2775 مترًا. وفي يوم الاثنين 12 مايو 2014، كشفت شركة بريتش جاز البريطانية، العاملة فى مجال البترول واستخراج الغاز الطبيعى، عن نجاحها فى اكتشاف حقل غاز كبير فى مياه البحر المتوسط، وكانت الشركة قد تسلمت منطقة الامتياز بالمياه العميقة بالبحر المتوسط فى ديسمبر 2012، وبدأت عمليات الحفر فى يوليو الماضى. ورصدت الشركة نحو مليار دولار لحفر 3 آبار استكشافية فى البحر المتوسط بأعماق تصل إلى 6700 متر تحت سطح البحر لإنتاج الغاز، وعرضت على الحكومة المصرية زيادة إنتاج الغاز خلال النصف الثانى من 2014 باستثمارات تصل إلى 1.5 مليار دولار، ومن المتوقع زيادة إنتاج الشركة من الغاز الطبيعى تدريجياً ليصل إلى 500 مليون قدم غاز يومياً بالبحر المتوسط. وبالأمس 30 أغسطس 2015، أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية، أن شركة إينى الإيطالية حققت "أكبر" كشف للغاز الطبيعي (شروق) في المياه العميقة بالبحر المتوسط في منطقة امتياز شروق بالمياه الاقتصادية المصرية. في هذا الإطار يقول الدكتور رمضان أبو العلا، أستاذ التعدين بجامعة الإسكندرية والخبير البترولي، إن ما تم اكتشافه في المنطقة الاقتصادية بالبحر الأبيض المتوسط، ليس بئرًا وإنما هو حقل غاز، مشيرًا أن به 3 آبار غاز، ولا صحة من أحقية الاحتلال الإسرائيلي به. وردًا على احتمالية أن يكون هذا الاكتشاف "فنكوش"- بحسب المصطلح المتداول قال إن هذه الشركة كبيرة يقصد الشركة المكتشفة "إيني" الإيطالية، ولا يمكن أن تضحي بتاريخها في إعلان شىء غير حقيقي. وأكد الخبير البترولى ل"المصريون"، أن المبالغة قد تتمثل في حجم الاكتشاف والمبالغ المنتظر تحقيقها من هذا المشروع، لاسيما بعدما أعلن رئيس الشركة القابضة أن تكلفة التنمية للبدء للوصول للشبكة 7 مليار دولار، موضحًا أن الكثير من الاكتشافات التي تمت سابقًا ولم نر إنتاجها ملموس لأنها اكتشافات بسيطة- حسب قوله.