قررت أجهزة الأمن المصرية فتح تحقيقات لتتبع مصدر الأنباء التي انطلقت أمس الأول في معظم أنحاء البلاد، والتي تحدثت عن وجود تطعيمات مجهولة المصدر تسببت في وفاة بعض الأطفال في عدد من المحافظات. وعلمت "المصريون" أن تقارير الأجهزة الأمنية التي رفعت للقيادة السياسية تشتبه في وجود جهة ما لم يتم تسميتها بعد تقف خلف إطلاق هذه الشائعات بهدف إحداث حالة من الارتباك والخوف في الشارع المصري. وبحسب هذه التقارير، فقد وضعت أجهزة الأمن عناصر من جماعة الإخوان وشركة ألبان الأطفال ومسئولين في وزارة الصحة في دائرة الاشتباه لحين انتهاء التحريات والتحقيقات التي تجريها. وذكرت التقارير أن تلك الشائعات انطلقت في محافظات تتمتع فيما جماعات الإخوان المسلمين بتواجد ملحوظ وهي نفس المحافظات التي شهدت أعمال عنف واعتداءات وتزوير أثناء الانتخابات البرلمانية الأخيرة. كما أشارت إلى وجود خلافات شديدة بين مسئولين في وزارة الصحة من أنصار الوزير السابق ومسئولين حاليين. وأبدت أجهزة الأمن في تقاريرها عدة ملاحظات أهمها أن تلك الشائعات انتشرت خلال فترة قصيرة في أقل من ساعتين في محافظات الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ والشرقية والمنصورة الأمر الذي يؤكد بحسب التقارير وجود عناصر في تلك المحافظات روجت لتلك الشائعات وربما تكون قد قامت بأعمال تطعيم وهمية. وأشارت التقارير أيضا إلى أن تلك الأنباء جاءت في أعقاب ما تردد عن وجود ألبان أطفال فاسدة في الأسواق من ماركة بي بي زد التشغيليتين رقم 185 و186 مما دفع وزير الصحة لاتخاذ قرار بسحبها من الأسواق والتحقق من صلاحيتها بما انعكس على سمعة الشركة المنتجة وشويع حالات إضراب عن شراء منتجاتها. من جانبه قال عصام العريان القيادي البارز في جماعة الإخوان إن الحكومة لم تتوقف يوميا عن التصعيد ضد الجماعة ضاربا المثل بوجود 350 معتقلا من أنصار الجماعة داخل السجون المصرية. واعتبر العريان اتهام الحكومة للإخوان بالتورط في تسريب شائعة الأمصال الفاسدة ليس له ما يؤيده قائلا إن لم يسمع نائبا من الجماعة أثار الأمر علي كل الأحوال وشدد على ضرورة أن تتعامل الحكومة مع أي شائعة بشكل موضوعي ولا تكتفي بالنفي المعد سلفا. وفي السياق نفسه لم يستبعد الدكتور ضياء رشوان المحلل السياسي في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام أن تكون التصريحات التي أدلي بها جمال مبارك حول عدم شرعية الإخوان مقدمة من النظام للعصف بالجماعة وتوجيه ضربات أمنية لها مشيرا إلى ضرورة الفصل بين موضوع الأمصال والتصريحات إلا أنه أكد أن جميع الاحتمالات ورادة في ظل المواجهة بين الطرفين. وانتقد رشوان بشدة تأكيدات جمال مبارك بعدم شرعية الجماعة واتهامه إياها بأنها تيار موغل في البعد عن الواقعية ولا يدرك المتغيرات السياسية التي أحدثتها انتخابات البرلمان وتساءل رشوان: كيف يتحدث نجل الرئيس بهذه الطريقة عن جماعة حازت علي 88 مقعدا تشكل خمس البرلمان وأكدت بما لا يدع مجالا للشك أن الحديث عن شرعية الإخوان أصبح حوارا محجوبا ومرفوضا سواء من العامة الخاصة. وطالب د. رشوان جماعة الإخوان المسلمين بضرورة التقدم بطلب للجنة الأحزاب موقعا عليه من النواب ال 88 في المجلس لسحب الذرائع من الحزب الوطني وتيار السياسات وتشكل الاتهامات للجماعة مشددا علي أن هذه التصريحات كشفت أن العيب ليس في الإخوان المسلمين بقدر ما هو في الحزب الوطني ومجموعة السياسات.