مع بدء الجولة الثانية من الانتخابات يظهر نضج سياسي أفضل للتيار السلفي بالمقارنة بما استغله ضدهم الإعلام المفتري. نتذكر صورة "الوردة" التي وضعت على حملة مرشحة منتقبة، فتناقلها المفترون بسخرية وهمجية وأضافوا إليها جملة "انتخبوا حرم الأستاذ"! وشخصيا كتبت منتقدا اختيار مرشحة منتقبة لا تظهر صورتها، حتى لو وضعوها في آخر القائمة على اعتبار أنها لن تفوز، وبالتالي لا خشية من جلوسها في البرلمان وتقديمها استجوابا لأحد الوزراء، وينوب عنها زوجها "الأستاذ"! وقد تقبل السلفيون ما كتبته بصدر رحب، لكنهم ردوا بأن الحكاية مزحة ثقيلة من واحد "مفتري" أراد الاساءة إليهم، فاستخدم "الفوتوشوب" للتدليس، والتقط ذلك كثير من القنوات الفضائية والصحف. كلامهم صحيح.. فقد اتصلت بي زميلة ليبرالية تعمل في قناة شهيرة لتؤكد لي أنها تعرف شخصيا هذا "الفوتوشوبي" وقد اعترف لها وهو يضحك بملء فاه بتلك الخديعة التي انطلت على البعض بحسن نية، واستغلها بعض آخر بسوء نية. الايجابي في التيار السلفي حاليا، التقاط كل كبيرة وصغيرة تثار حولهم، والعلاج الفوري لأي قصور يستغله المفترون لدعم حفلات الترويع والايحاء بأنهم كائنات مخيفة هبطت من الفضاء! التصريحات المنفتحة جدا للرمز السلفي الكبير الشيخ محمد عبدالمقصود والتي أحرق بها وقود المفترين، لم تعرها صحافتهم وقنواتهم اهتماما، ولو قال عكسها لقامت الدنيا. قبل أسبوع التقطوا فتوى ضالة لا اثبات لها، تدعو لعدم انتخاب الليبراليين لأنهم "كفار" فإذا بها قضية الموسم، واعتبروها صادرة عن التيار السلفي وعن حزب النور تحديدا، بينما تجاهلوا كلام الشيخ عبدالمقصود الذي يؤكد أن الليبراليين فصيل إسلامي مثله مثل الإخوان والسلفيين. كلام يصلح لأن يكون مانشيت صحيفة محترمة أو قناة تلفزيونية مؤثرة.. لكنهم لا يسمعون ولا يقرأون أويشاهدون إلا ما تريده نفوسهم. ما زالوا يتحدثون في "التوك شو" عن ما ينتظر البنوك والشواطئ وبالضرورة السياحة الشاطئية من إغلاق على يد السلفيين. لكنهم أشاحوا بوجوههم عن قول الشيخ عبدالمقصود بأنها مبالغة لن تحدث، ولن يفرض الحجاب على النساء، بل حتى "المايوه" تحركه رغبة الناس وليس قرارات، سواء كان شرعيا أو غير شرعي. قنبلة تنسف الافتراءات نسفا، لكنها طبعا لا تأتي على هواهم، ولولا أن جريدة "المصريون" أبرزتها نقلا عن قناة "25 يناير" ما سمع بها أحد! قنبلة أخرى أصابتهم بفقدان السمع من قوة صوتها الذي وصل إلى لندن ولم يسمعه إعلام القاهرة المفتري. من لندن كتب الصحفي اللبناني كمال قبيسي عن ترشيح حزب النور للسيدة أنصاف خليل أحمد محسب، وظهور صورتها في حملتها الانتخابية كاشفة الوجه. اتصل بها القبيسي يوم الاثنين الماضي فقالت له إن فكرة نشر صورتها جاءت من حزب النور الذي طلب منها ذلك قبل 3 أسابيع حين واجه انتقادات متنوعة حول "الوردة". صورة "أنصاف" موجودة في مئات المواقع بمدينة السويس، وساعد ذلك على اكسابها المزيد من الشعبية، والتي تضاعفت بعد نشرها على ملصقات مئات السيارات واليافطات. لا أعرف كيف يمكن للمفترين اخفاء وجه أنصاف بالفوتوشوب.. وما الصورة البديلة التي سيضعونها ليواصلوا جنونهم؟! [email protected]