«يديعوت»: واشنطن ناقشت احتمال ضرب إسرائيل للسد العالي.. وطالبتها بعدم التسلح نوويًا في السبعينيات وتطوير صواريخ "أريحا" ذات الرؤوس الذرية كشفت وثائق نشرتها الإدارة الأمريكية مساء الثلاثاء عن أسرار فترة "حرب الاستنزاف" التي أعقبت حرب 1967، والسيناريوهات التي كانت متداولة آنذاك على طاولة النقاش. وتعود الوثائق إلى الفترة ما بين عامي 1969 و1972، وتتعلق بجلسات سرية خاصة بتطوير إسرائيل صواريخ أرض أرض ذات رؤوس نووية باسم (أريحا)، وقرار واشنطن بإجبار تل أبيب إيقاف الأمر، ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية. وأشارت إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك ريتشارد نيكسون شكلت لجنة لفحص المسألة وناقشت كيف ستتعامل الولاياتالمتحدة مع الأمر، وإقناع إسرائيل بالانضمام لمعاهدة انتشار السلاح النووي. ووفقًا للوثائق، فإن "الولاياتالمتحدة طالبت إسرائيل بإعطائها وعدًا مكتوبًا بأنها ستتوقف عه صناعة صواريخ "أريحا"، أو أي صواريخ أخرى ذات قدرات نووية ولن تنشرها". وكشفت عن محادثات أجريت بين سفير إسرائيل وقتها إسحاق رابين ورجال مجلس الأمن القومي، عرض فيها على إسرائيل طائرات "فانتوم" للتراجع عن مشاريعها النووية". وفي 19 يوليو 1969، حذر هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الأمريكي آنذاك من أن انتشار السلاح النووي في الشرق الأوسط سيزيد الأمر خطورة، ولن يكون في مصلحة واشنطن. وذكر أن "إسرائيل لديها 12 صاروخًا أرض أرض قدمتها لها فرنسا، وتم إقامة خط تصنيع بحيث أنه في نهاية 1970 سيكون بحوزة إسرائيل العشرات من الصواريخ ذات الرؤوس النووية"، وأضاف كيسنجر -وفقا للوثائق - محذرًا نيكسون من "أن هذا الوضع سيدفع السوفييت إلى تقديم سلاح نووي للعرب". وفي جلسة خاصة للمسؤولين الأمريكيين، ناقشوا فيها احتمال وقوع هجوم سوفييتي على إسرائيل، كذلك احتمال وقوع هجوم إسرائيلي على السد العالي في مصر، بحسب الصحيفة. وأضافت أنه من ضمن الردود التي اقترحت للرد على هجوم سوفييتي هو "هجوم أمريكي على قاعدة سوفيتية، وإغراق سفينة سوفييتية في الشرق الأوسط أو احتجاز سفينة من سفن التجسس المتواجدة في البحر المتوسط". وخلال الجلسة تساءل نيكسون "إذا ما قام السوفييت بإرسال جنود للقاهرة أو دمشق عبر الجو، ماذا سنفعل؟"، كما أكد أنه "لابد من إبلاغ تل أبيب أنه في حال ما شنت هجومًا ضد مصر، فسيكون من الصعب على واشنطن إنقاذها".