تعرض قناة "الجزيرة الوثائقية"، في تمام الساعة التاسعة مساء اليوم الخميس بتوقيت مكةالمكرمة، الثامنة بتوقيت القاهرة، فيلمًا وثائقيًّا، بعنوان "عمارة المنايفة"، يرصد صمود المعتصمين من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميدان "رابعة" داخل إحدى الأبنية التي كانت تحت الإنشاء خلال أحداث الفض في 14أغسطس 2013. و"عمارة المنايفة" تقع في شارع الطيران على الجهة المقابلة لمحطة البنزين، ويقول شهود عيان إنها شهدت واحدة من أكبر المجازر خلال يوم الفض, إذ أنها كانت وبحسب شهادات متطابقة حجر عثرة في وجه تقدم قوات الأمن نحو قلب الميدان، قبل أن تقتحمها "القوات الخاصة" مدعومة بمروحيات هليكوبتر. ويوثق الفيلم الذي يعرض بالتزامن مع الذكرى الثانية ل "فض رابعة" لعمليات القتل والاعتقال التي تعرض لها عشرات المعتصمين الذين احتموا داخل "عمارة المنايفة"، من خلال شهادات لمعتصمين تمكنوا من الإفلات من القتل أو الاعتقال من داخل البناية. كما يتضمن إعادة تمثيل بعض المشاهد التي وقعت خلال اقتحام قوات الأمن للعمارة. وقالت "الجزيرة الوثائقية" في نبذة مختصرة عن الفيلم، إنه "أثناء اعتصام رابعة وخصوصًا خلال شهر رمضان كان لتلك العمارة "عمارة المنايفة" دورٌ كبير في دعم الاعتصام، فعبر ستة طوابق هي طوابق هذا المبنى الذي لم يكتمل بناؤه حمل كل طابق مهمة خاصة له.. وصولاً إلى دورها الكبير في الصمود أمام محاولات العسكر اقتحام الميدان يوم الفضّ من مدخل شارع الطيران". ووصفت ما حدث من جانب المعتصمين داخل هذا البناية بأنه "صمودٌ وثباتٌ وصل إلى حد أنه وفي أثناء سقوط المنصة الرئيسية للميدان وتدميرها، كانت "العمارة" لاتزال عصية على سيطرة الأمن، فجنّ جنون القوات واستخدموا ضد العمارة ومرتاديها أقصي درجات العنف، من إطلاق قذائف الجرينوف وإحاطتها بالطائرات المحُملّة بالقناصّة، وتم تجهيز كتائب من القوات الخاصة لاقتحام العمارة، حتى سقطت أخيرًا في أيديهم بعد عناء شديد ومحاولات مضنية وعنف مفرط". وفي 14 أغسطس 2013 فضت قوات من الجيش والشرطة بالقوة اعتصامي لأنصار محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في "رابعة" بالقاهرة و"النهضة" بالجيزة؛ ما أسفر عن سقوط 632 قتيلاً منهم 8 شرطيين بحسب "المجلس القومي لحقوق الإنسان" ، في الوقت الذي قالت منظمات حقوقية محلية ودولية إن أعداد القتلى تصل إلى حوالي الألف. وفي العام الماضي، نشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، تقريرًا عما وصفته ب"القتل الجماعي في مصر خلال شهري يوليو، وأغسطس عام 2013"، قالت فيه إن "قوات الأمن المصرية نفذت واحدة من أكبر عمليات قتل المتظاهرين في العالم خلال يوم واحد في التاريخ الحديث"، وذلك خلال فضها اعتصام رابعة العدوية. ودعت المنظمة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق لكشف المسؤولين عن "مذبحة رابعة"، واتهمت السلطات المصرية بأنها لم تجر أي تحقيق في هذا الإطار، فيما اعتبرت الحكومة المصرية أن التقرير "مسيس ويهدف لإسقاط الدولة". شاهد الفيديو: