هل فرح قطاع كبير من المصريين بافتتاح قناة السويس الجديدة؟ نعم فعل ذلك.. هل يترقب آخرون مدى نجاح هذا الشريان الجديد في المساهمة في الاقتصاد والتنمية؟ نعم هناك كثيرون وأنا منهم. هل غضب آخرون واغتاظوا وشككوا؟ نعم فعل ذلك البعض لخلفيات سياسية أو لأنهم لم يكونوا ضمن الكعكة أو لأنهم بالفعل يتشككون بالمنطق والعلم في جدوى القناة الجديدة. هل فرحنا؟ نعم فرحنا وهلل الإعلام المرئي والمكتوب وروج وعاد وزاد. ولكن ماذا بعد الفرح؟ هل رأيتم كم الفوضى في الشوارع والطرق؟ هل رأيتم كم القمامة الملقى على جانبي شوارع القاهرة التي قيل إنها كانت مضربا للمثل لأوروبا في النظافة والرقي في القرنين الماضيين؟! هل لاحظتم كم الكسل الذي اعترى شبابنا حتى في مجرد البحث عن سبيل للرزق والكدح؟ لا تقل لي إن السبب هو البطالة وقلة فرص العمل. أرجوك راقب الأمر جيدا ثم أجبني. الشباب على المقاهي والشوارعوحتى في الورش لا يريدون العمل. هل لاحظت متى تفتح المحلات أبوابها جلبا للرزق؟ لم يعد هناك صباح فالكل ينام بعد شروق الشمس حتى من له عمل مفترض أن يستيقظ من أجله مبكرا. لماذا أصبحنا هكذا ولماذا أصبحت لغة الحوار بيننا هي الاحتداد والصوت العالي؟ ربما العلة في الزحام والتكدس في مناطق سكنية مختنقة، وربما لأننا أصبحنا لا نرى الشمس في نوافذنا وصرنا نرى أنفسنا من وراء الجدر والفتحات حتى ضاقت صدورنا التي لم تعد تدخلها أشعة شمس أو هواء نقي. نعم نحن بلد يعاني اقتصاديا قبل وبعد ثورة 25 يناير، لكن المصيبة أننا أصبحنا بلدا يعاني من يأس شبابه وعدم قدرته على الحلم بغد يكون له.. يقرره هو .. يصنعه بنفسه لا تصنعه الأجيال التي لا تريد له أن يتنفس أو يشرأب برأسه إلى العنان طامحا في موقع عمل سياسي كان أو اقتصادي بعد ثورة ضحى من أجلها بالدم والروح. أين الشباب من المناصب القيادية في الحكومة؟ بل متى يمكن أن ترى الدولة أن الأربعيني– المفترض العشرينيوالثلاثيني - هو الشاب وليس الخمسيني والستينيوالسبيعني؟! حينما يغير صانعو القرار قناعاتهم إزاء ضرورة وجود الشباب في سدة قيادة مصر، من المؤكد أن هذا الشباب سيرى مستقبلا مشرقا سيسعى إليه ويطمح أن يساهم فيه. أما غير هذا فاحذروا من ثورة تأتي بعد فرحة لم تكتمل.