لم تجد إسراء الطويل ملاذًا للخروج من عتمة الأربع حوائط داخل سجن القناطر سوى الكتابة فأرسلت إسراء رسالة من داخل محبسها ترصد فيها معاناتها وترصد وقائع حقيقية حدثت لها مع زملائها داخل السجن، حيث قالت: "سجن القناطر.. مقبرة الأحياء، إنه اليوم الثامن والخمسين على اختطافي والثاني وأربعين ليا في سجن القناطر.. لغاية دلوقتي ومع إنه عدى شهرين على اختطافي إلا إني مبقدرش استوعب اللي بيحصل.. لغاية دلوقتي لما بصحى من النوم أو حد بيصحيني بتفزع وأحكي أنا فين.. وأعيط وأقول عايزة أروح البيت". حكت الطويل عن الفترة التي قضتها في مقر أمن الدولة، والتي تقول إنها قضت 15 يوما منها "متغمية"، واصفة حالها في ذلك الوقت بالقبر الذي كانت تدعو فيه "يارب أحييني من تاني زي ما هتبعث الموتى من القبور". وتابعت: "قبل كدا كنت بفكر إني مفيش أي حاجة بتخوفني غير السجن.. بس خلاص أنا مبقتش أخاف من السجن»، ونظرًا لتعبي الدكتور قاللي إنت عندك عاهة مستديمة.. قولتله قصة إصابتي كلها وإني بتحسن مع استمرار العلاج الطبيعي لكنه صمم على رأيه وقالي مبحبش الجدال يلا على عنبرك»، على حد قولها. عنبرها أو الزنزانة التي عادت إليها إسراء بعد انتهاء الكشف الطبي، وصفتها بأن مساحتها "3× 5 تقريبًا، كلها صراصير وحشرات والأكل اللي معانا كله في الزنزانة وحبل الغسيل كأن الواحد عايش جوه مطبخ في حمام في سرير". وأضافت إسراء أما السجينة «مس رشا منير الجميلة» "فهي التي توفى زوجها في طابور الزيارة وهو شايل بناته الاثنين، ومنعوا مس رشا تحضر عزاه ولا حتى تشوفه بعد وفاته وهو على باب السجن.. وحماتها مانعة عنها الأطفال!" ورغم كل ما تمر به "ميس رشا"، إلا أن إسراء وصفتها بأن "روحها طفولية أوي، وهي اللي بتلاعبنا وتهتم بينا ومبتسيبش حد من الصغيرين مننا يبقى زعلان". وعلى سريرها داخل الزنزانة، تجمع رشا منير البنات ليغنين (يا بنات يا بنات يا بنات اللي مخلفش بنات مشبعش من الحرية ومراحش المعتقلات.. حلوة الأيام في عينية علشان خلفت بنيّة.. اتفصلت من الكلية ولا دخلت امتحانات.. صوّتوا والطموا يا بنات.. السجن ملوهشي معاد.. حبستها لما اتنشرت اتكتبت في مجلات). تحدثت الطويل عن تفرقة في المعاملة بين سجينات القضايا السياسية، مشيرة إلى أنها في زيارات أسرتها لها "ممنوع ليا إني آخد جوابات أو أبعت، وبيقعّدوا معانا مخابرات في وسطنا يسمعوا إللي بنحكيه مع أهالينا كأنهم مراقبينا 24 ساعة!"، على حد قولها. ووصلت التفرقة في المعاملة التي تحكي عنها إسراء إلى الكهرباء، قائلة "الكهربا بتقطع بالتلات وأربع ساعات متواصلة عن زنزانتنا في الحر ده، والسجن كله فيه مولدات كهرباء بتشتغل إلا زنزانتنا وبنموت من الحر ومفيش هوا خالص منغير مراوح"، واشتكت إسراء أيضا قائلة "نتعرض للتحرش من الجنائيات ولا يوجد أي رد فعل من إدارة السجن". أمنيات بسيطة طلبتها إسراء في رسالتها، ولكن وجودها في السجن يمنعها من تحقيقها، قائلة: "كنت طلبت من المحامي يقول لأختي إني عايزة آكل من ماكدونالدز، لكن ضابط المأمورية (أحمد. ش)، يوم عرض النيابة، رفض إني أسلم عليهم – في إشارة إلى أسرتها وأصدقائها الذين حضروا يومها أمام مقر نيابة أمن الدولة العليا – ومنع أني أخد الأكل بردو"، على حد قولها. وتابعت "المياه والطعام أزمة أخرى تعاني منها إسراء والسجينات، فاشتكت الناشطة في رسالتها من أن مياه السجن "سيئة جدًا وتسبب التهابات في الجسم وريحتها مجاري"، وهو ما يضطرهن إلى شراء زجاجات مياه معدنية من داخل السجن، "لأنهم لا يسمحون بدخولها مع الأهالي"، موضحة أن كل وحدة منهن تحتاج على الأقل إلى 6 زجاجات كبيرة للشرب والاستخدام الشخصي، ولكن "الواحد مبياخدش أكتر من إزازة في اليوم!!!"، بحسب ما ورد في رسالتها. أما أزمة الطعام لخصتها إسراء قائلة إن "الحشرات كالصراصير والنمل والدود بينتشروا وبيملوا المكان وبيزيدوا جداً بسبب إن الأكل بيبقى معانا جوه في الزنزانة ومفيش تلاجة لينا، مع أن الأهالي اشتروا 3 تلاجات للزنزانة لكن إدارة السجن بقالها شهور مش عايزين يدخلوا التلاجات مع إن إجراءات دخولها خلصت!!".