أصبحت جرائم سرقة السيارات فى القاهرة مسلسلا لا تنتهى حلقاته فى ظل حالة الاسترخاء التى يتعامل بها ضباط وأفراد البحث فى الشارع القاهرى، بالإضافة لغياب الخدمات الأمنية عن تمركزاتها السابقة فيما قبل الثورة. فقد تحولت سرقة السيارات إلى شىء عادى والفاعل غالبا مجهول، واقتصار دور الضباط على تحرير المحاضر، وعلى المجنى عليه التفاوض مع الجناة لدفع مبلغ مالى لاسترداد سياراتهم. وحسبما ورد فى المحضر رقم 4535 جنح 15 مايو والذى حرره المواطن سيد رضا سيد 28 سنة وأفاد فيه أنه أثناء تواجده بمنطقة المعادى871 س.ق.ه مستقلا سيارة أجرة استوقفه مجهولان وطلبا منه توصيلهما إلى مدينة 15 مايو بالفعل قام بتوصيلهما إلا أنه عقب دخوله خلف جهاز المدينة فوجئ بهما يشهران فى وجهه مطواتين قرن غزال ثم قاما بإنزاله من السيارة وسرقا جميع متعلقاته وقالا له إذا تحركت سنفصل رقبتك عن جسدك. أدار المتهمان السيارة ولاذا بالفرار وتوجه لتحرير محضر بالواقعة، لكن الضابط مصطفى أسامة معاون مباحث مايو، حرر محضر بالواقعة فقط دون أن يتحرك لتتبع الجناة وعرض صور على المجنى عليه فلم يتعرف على أحد منها. وانصرف سيد إلا أنه تلقى اتصالاً هاتفىاً على تليفون والده من المتهمين وطلبا منه مبلغ 25 ألف جنيه لإرجاع السيارة وإلا تقطيعها وبيعها فى الجبل. اتصل سيد بالضابط وقص له ما جرى فكانت المفاجأة بأن رد عليه بالقول "ادفع وخلص معاهم". أما الواقعة الثانية، فكان المجنى عليه فيها هو عادل حمودة 24 سنة طالب والذى أفاد فى بلاغه الذى تقدم به إلى مباحث قسم النزهة أنه أثناء استقلاله التاكسى رقم 4981 ص.د ملك والده استوقفه شخصان بمنطقة إمبابة طالبين توصيلهما إلى منطقة السندباد ولدى وصولهما إلى هناك طلبا منه توصيلهما إلى شارع جسر السويس. وأضاف المجنى عليه أنه أخبر الاثنين أنه لا يعرف الطريق فأجاباه أنهما سيعرفانه، فتوجه معهما فدخلا به إلى شارع البترول ووضعا مطواتين على رقبته وأصاباه بجراح واستوليا على السيارة ولاذا بالفرار. كالعادة تحررت المحاضر اللازمة، وأمر اللواء محسن مراد مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة بسرعة ضبط الجناة الذين لم يعثر لهما على طريق حتى الآن.