نجح الأطباء البريطانيون في إجراء أول عملية زرع عين جديدة, لامرأة تدعي "إيرين دي سيلفا", بعد إصابتها بمرض "الضمور البقعي المرتبط بتقدم العمر", وذلك من خلال الثورة المستوحاة من التقنية المستخدمة في اصلاح خلل في التلسكوب الفضائي هابل، والتي يقول الخبراء إنها قادرة على مساعدة أكثر من نصف مليون شخص يعانون من هذه الحالة. وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أن بصر إيرين قد تحسن في دقائق معدودة، وقالت إيرين : "عندما نزع زوجي الضمادة عن عيني بعد العملية، لم أكن أصدق أنني قادرة على رؤية كل التفاصيل الموجودة في الأشجار و وجوه الناس"، شعرت إيرين بأن حياتها عادت إليها. وأضافت إيرين، أن حفيدتها هولي، البالغة من العمر 19 عاماً، تزورها كل سنة في شهر يوليو وأنها تنتظر هذا الشهر بفارغ الصبر للاجتماع بحفيدتها، وذكرت إيرين أنها اعتقدت أنها لن ترى حفيدتها بعد اليوم، ولكنها اليوم تشعر بأنها محظوظة لأنها قادرة على رؤيتها طوال الوقت. يذكر أن هذه الحالة تتضمن جزءا من الشبكية يسمى البقعة، والبقعة تمثل جزءا طوله 5 ملم في الجزء الخلفي من العين وتضم خلايا مستقبلة للضوء، ويعاني حوالي 600,000 بريطاني من هذا المرض. أما بالنسبة إلى سبب حدوث الضمور البقعي المرتبط بالتقدم في العمر، فهو غير معروف بعد، على الرغم من أن العوامل الوراثية و العمر يلعبان دورا محوريا، وأن المرضى الذين يعانون من هذه الحالة، يتأثر مجال الرؤية لديهم بحيث يصبح غير واضح و مشوش، ويذكر المختصون أن نصف المرضى تكون حالتهم سيئة لدرجة أنه يجرى تسجيلهم كأعمياء. وعولجت إيرين باستخدام جهاز يتألف من عدستين، واحدة مقعرة والأخرى محدبة وهما مصنوعتان من مادة مرنة تشبه البلاستيك. الجهاز يعمل على تكبير الصورة المتكونة على الشبكية بمقدار 1.3 مرة، ويتم توجيه المعلومات البصرية الواردة بعيدا عن البقعة الى أقسام سليمة مما يتيح للمريض الرؤية مجددا. يذكر أن التقنية المستخدمة في هذا الجهاز هي نفسها التي استخدمت لتصحيح التشوه المركزي الذي أعاق التلسكوب هابل عندما تم إرساله إلى المدار عام 1990، حيث كان العلماء غير قادرين على إزالة أو استبدال أجزاء من التلسكوب، وقد تم ابتكار جهاز جديد حينها يشتمل على المرايا المتداخلة لمعالجة المشكلة.