رغم محاولات التشبيه بينهما.. لاتوجد قواسم مشتركة بين الرجلين سوى الماضي العسكري والخلاف مع الإخوان "63 عامًا على ثورة الضباط في مصر.. السيسي يطمح في السير على خطى عبدالناصر"، بهذا العنوان بدأت صحيفة "هاآرتس" العبرية، تقريرًا لها، مضيفة: "رغم محاولات المقارنة والتشبيه، لايوجد للقائدين قواسم مشتركة باستثناء الماضي العسكري والخلافات مع جماعة الإخوان المسلمين". وأشارت إلى أن "الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الحالي سيضطر إلى الوفاء بعهوده كي يصل إلى مركز عبد الناصر المأمول"، مضيفة "في مصر يحتفلون بمرور 63عامًا على ثورة يوليو التي قادها ضباط بالجيش المصري وأنهت فترة الملكية وبدأت فصلاً جديدًا في التاريخ المعاصر للدولة". وقالت "في ال23 من يوليو 1952 أعلن تنظيم الضباط الأحرار عدة أهداف أساسية لثورته؛ وهي تصفية الإقطاع والقضاء على الاستعمار وسيطرة رأس المال على الحكم ومقدرات الدولة وإقامة جيش مصري وطني قوي وتحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية، لكن في نهاية الأمر لم تنجح الثورة في تحقيق كل أهدافها، إلا أن عبد الناصر أصبح رغم ذلك بطلا قوميا للدولة، وبعد 63 عاما يقف الرئيس السيسي أمام نظام عالمي جديد وتحديات مختلفة، لكنه يحمل نفس المهمة التي كانت لعبد الناصر، ألا وهي الوفاء بوعوده للشعب". وأضافت "بعد الثورة، نجح عبد الناصر ذو الكاريزما في الوصول إلى رأس الهرم وأصبح رئيس الجمهورية المصرية، وبقدراته البلاغية والخطابية استطاع إلهاب الجماهير، وشكل مجددا الخط الوطني العربي وقاد مصر لمرحلة جديدة، ورغم ذلك، لم ينجح عبد الناصر في الوصول بالبلاد للديمقراطية الحقيقة أو تحقيق العدالة الاجتماعية التي وعد بها، وبدلا من ذلك، نمت في مصر نخبة جديدة صغيرة الحجم سيطرت على مراكز القوى". وأشارت إلى أن "جماعة الإخوان المسلمين أيدت الإطاحة بالملك فاروق كما أيدت ثورة الضباط في بدايتها، إلا أن الخلافات الأيديولوجية بين الجانبين أدت بسرعة إلى مواجهة مباشرة وعنيفة بينهما، كان ذروتها في محاولة اغتيال عبد الناصر؛ الأمر الذي أدى إلى إعلان الجماعة تنظيما غير قانوني، واعتقال أعضائها وإعدام عدد من قياديها، من بينهم سيد قطب". وقالت "على الرغم من أن كل وعود الثورة لم تتحقق، ورغم الهزيمة في حرب 1967، إلا أن قطاعات كبيرة في مصر والعالم العربي ظلت تنظر لعبد الناصر على أنه القائد الذي لا يهزم أو يتزعزع، والذي أصاب موته المفاجئ في سبتمبر 1970، الشرق الأوسط، بالصدمة". وتابعت: "هناك من يحاول تشبيه السيسي بعبد الناصر ؛ إلا أنه باستثناء الخلفية العسكرية والمواجهة المباشرة مع الإخوان المسلمين، لا يوجد بين الاثنين نقاط تشابه جوهرية، النظام العالمي تغير ومصر لا تواجه إسرائيل أو الاستعمار، وإنما تحارب تنظيمات إرهابية في سيناء ومناطق فقيرة في الدولة نتيجة إهمال استمر لأجيال". وقالت: "المواطن المصري الذي خرج للشوارع مرتين، في يناير 2011 ويونيو 2013، كان يطمح في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، اليوم نفس المواطن يواجه وضعا اقتصاديا صعبا، وتقييدا لحرية التعبير وشرخا اجتماعيا عميقا تجلى في تنحية جيل الشباب الذي قام بالثورة جانبًا".