كشفت رسالة من قيادي متشدد، أُذيعت، اليوم الأربعاء، عن وجود تنظيم يدعي "المرابطين" تابعا لتنظيم القاعدة، بخلاف "تنظيم ولاية سيناء" الذي يتبع تنظيم داعش. ولم تتحدث جهات أمنية أو حكومية، عن وجود لتنظيم "المرابطين" بمصر بعد، ولم يتسن الحصول علي تعليق فوري من الجهات الرسمية حول الرسالة المنسوبة للقيادي المتشدد. هذا في وقت تحدثت فيه تقارير محلية ومصادر أمنية عن وجود تنظيم "ولاية سيناء" الذي كان يسمي في وقت سابق "أنصار بيت المقدس"، وعادة ما يعتبرهم الجيش المصري في أغلب بياناته "تكفيريين". بعبارات " كلمة صوتية للأخ المجاهد أبو عمر المهاجر المصري هشام محمد عشماوي أمير جماعة المرابطين"، وصورة أيمن الظواهري زعيم القاعدة ، بدأ التسجيل الصوتي في التحريض ضد الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" والجيش في كلمة بلغ مدتها نحو 6 دقائق. وبحسب التسجيل الصوتي المتداول علي موقع التواصل الاجتماعي "اليوتيوب" والذي لم يتأكد من صحته من مصدر مستقل، دعا القيادي المتشدد الذي كان ضابطا سابقا في الجيش المصري إلي ما أسماه "هبّة " ضد السلطات المصرية. "المرابطون" تنظيم متشدد بدأ منذ أشهر في مصر عقب عملية إرهابية كبيرة العام الماضي، والكلمة الصوتية اليوم التي نسبت إلي قائده المتشدد "هشام عشماوي" تعتبر "بداية دعائية للتنظيم " بحسب "ماهر فرغلي" الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية. وفي تصريحات عبر الهاتف لوكالة الأناضول ، قال "فرغلي" :"التنظيم المتشدد ظهر منذ حادث كمين الفرافرة، وعلي انقسام فكري واختلاف مع ولاية سيناء ولكنهم متفقون علي إنهاك الدولة المصرية ". وأشار إلي أن هذا التسجيل المنسوب إلي قيادي التنظيم المتشدد بأنها "بداية لظهور لاعب رئيسي لتنظيم القاعدة في مصر، غير تنظيم داعش". ويري أن هذا الظهور الصوتي محاولة ل" تشتيت الأمن وإيجاد حالة من التضخيم عن وجود تلك التنظيمات المتشددة في مصر "، معربا عن تخوفه من عودة العمليات الإرهابية لمصر مجددا عقب تلك التسجيلات التي وصفها ب"المحرضة". "أحمد بان" المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية يري أن "ظهور تنظيم المرابطين لن يكون نتاج انقسام فكري مع تنظيم ولاية سيناء التابع لداعش". وفي تصريحات لوكالة الأناضول قال "بان" : "لا أعتقد انه انقسام، هو تباين طبيعي ولا يكشف عن انقسامات او انشقاقات بأي صورة ". بحسب تقارير محلية ، فقائد التنظيم المتشدد "هشام عشماوي"، من العناصر التى تعتنق الفكر الجهادى، وأحد المشاركين فى تنفيذ محاولة اغتيال اللواء "محمد إبراهيم" وزير الداخلية المصري السابق، ويرجح أنه العقل المدبر لحادث اغتيال المستشار "هشام بركات"، النائب العام، وشارك فى مذبحة كمين الفرافرة، فى 19 يوليو 2014، وهى العملية التى قتل فيها 22 شرطيا وشارك في مذبحة العريش الثالثة، في فبراير 2015، التي استهدفت الكتيبة 101. ولا تُعرف أماكن ارتكاز لتنظيم "المرابطين" الذي كشفته الكلمة الصوتية التي بثت علي لسان القيادي المتشدد ولا بيانات إعلامية تخص نشاطه بعد. مصدر أمني تحفظ علي ذكر اسمه، قال للأناضول إن "هناك معلومات بوجود تنظيم إرهابي يدعي المرابطين ويتم ملاحقة أنصاره وجمع المعلومات حولهم"، متحفظا على كشف مزيد من التفاصيل حول هذا التنظيم . "هشام عشماوي" القيادي المتشدد الذي يترأس هذا التنظيم بحسب التسجيل المنسوب له، تحت الملاحقة بحسب المصدر الأمني، مضيفا :" الجهات الأمنية ستظل تلاحقه حتي يتم القبض عليه ومن غير هذا الفيديو الذي لم يتم التأكد من صحته ستلاحقه الاجهزة الامنية خاصة وهو متورط في عمليات إرهابية آخرها اغتيال النائب العام هشام بركات". وكشف المصدر الأمني أن "الفيديو المتداول سيتم فحصه أولا لمعرفة هل هو حقيقي أم مزيف ، وستتخذ جميع الاجراءات اللازمة حيال ذلك الأمر"، مشيرا إلي أن "الأجهزة الامنية يقظة في مواجهة أي تهديد للبلاد". وتنشط جماعة "أنصار بيت المقدس" التي غيرت اسمها إلى "ولاية سيناء" منذ إعلان ولاءها لتنظيم "داعش"، في شبه جزيرة سيناء وعدة محافظات، حيث تشن هجمات ضد قوات الجيش والشرطة والمنشآت الهامة والسياحية، وتعتبر الجماعة المسلحة الرئيسية المنتشرة بالبلاد.