لا أحد يستطيع أن يجزم حتى الآن بحقيقة وفاة اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية الأسبق ومدير المخابرات العامة والملقب "بالعقرب"، فقد ترددت روايات عديدة عن موته طبيعيًا أم أنه تعرض لعملية اغتيال فى عدة أماكن أو خلال إجرائه فحوصًا طبية في مستشفى كليفلاند بالولاياتالمتحدة أو تم قتله فى سوريا، كما ظهرت رواية تفيد بتعرضه للأشعة التي تعرض لها ياسر عرفات (البولينيوم المشع) التى تسبب نقص البروتينات فى الجسم وأن من فعل هذا هم الأمريكان؟! وبعضها يرجح الموت الطبيعي. "سوريا" الرواية الأولى: بث موقع "الجزيرة أون لاين" أن اللواء عمر سليمان قد قتل داخل مبنى الأمن القومي السوري الذي جرى تفجيره، وقتل كل من فيه من القيادات الرئيسية للجيش والأجهزة الأمنية بالبلاد.. وقد ردد هذه الرواية عن موقع الجزيرة بعض الشخصيات الإعلامية والدينية، بل وصل الأمر إلى صدور بيان من الجيش السوري الحر يتبنى هذه الرواية. "الولاياتالمتحدة" والرواية الثانية تقول إن عمر سليمان كان مريضًا وبدأ رحلة العلاج عندما ازدادت الآلام لديه، وأصيب بحالة رشح على الرئة، ثم الغشاء البروتيني، كما أن عضلة القلب ضعفت كثيرًا، ثم إنه أصيب باحتباس في الأحبال الصوتية أضعف من قدرته على الحديث, وسافر إلى أبوظبي، ومنها إلى لندن، ثم إلى الولاياتالمتحدة يوم 16/7/2012، حيث دخل إلى مستشفى كليفلاند لإجراء بعض الفحوص الطبية وأخرج مستشفى كليفلاند بيانًا تحدث فيه عن حالة عمر سليمان والمرض الذي أصيب به، ووقع على هذا البيان أساتذة وأطباء يعملون بالمستشفى. وتابعت السفارة المصرية في الولاياتالمتحدة عملية نقل الجثمان واطلعت على التقارير الطبية حول أسباب الوفاة وأرفقوا شهادة بذلك ونقل الجثمان إلى القاهرة وأدخل مستشفى وادي النيل، وتم الاطلاع على الجثمان للتأكد منه وتأكده من سبب الوفاء وصحة تقرير المستشفى. الأصدقاء المقربون الرواية الثالثة: قال محمد فريد زكريا، أحد الأصدقاء المقربين من عمر سليمان، يروى ذكرياته مع اللواء عمر سليمان، أنه تفاجأ فى مايو2012 بمكالمة من اللواء عمر سليمان، دعاه خلالها لمقابلته بمستشفى وادى النيل، وطالبه بعدم إبلاغ الأمر لأحد وعدم دخول المستشفى إلا مع دليل يرسله هو من باب جانبي فى الدور الثانى، مضيفًا: «عندما دخلت سويت كبيرًا، بعد أن أغلق الدليل الباب، وجدت سليمان فى حالة مزرية جدًا حيث فقد 15 كيلو من وزنه، ومجهد جدا، وقال لى نصًا: معلش أنا وقتى ضيق لأنهم بيراقبونى، وذكر لى أنه تعرض لأشعة خطيرة جدا منعته من كتابة مذكراته، وهى تشبه الأشعة التي تعرض لها ياسر عرفات (البولينيوم المشع) التى تسبب نقص البروتينات فى الجسم ولا أحد يستطيع علاجه، وأنه من المحتمل أن يسافر لألمانيا، وأنه تعرض لذلك المخطط بعد أن كشف خطة أمريكا والقاعدة». وكيل جهاز المخابرات في عهد سليمان قال الفريق حسام خير الله، وكيل جهاز المخابرات السابق، والمرشح الأسبق لرئاسة الجمهورية، إن وفاة عدد من رؤساء مخابرات الدول العربية القريبة من مصر، لا يستبعد أن يكون وراءه عمليات مدبرة لتحقيق هدف ما، ولكن التخطيط للتخلص واغتيال رؤساء المخابرات ليس بالشيء الجديد، باعتبارهم المتصدين لكل ثغرة تدخل بلادهم. واستبعد «خير الله» مقتل رئيس المخابرات السورى فى عملية اغتيال، قائلا: «قتل فى ظروف حرب بين السوريين وبعضهم وله ظروف خاصة»، مضيفًا أن اللواء سليمان كان «كتومًا جدًّا، ويحوى داخله صندوقًا لم يفتحه أحد من قبل، ومن الجائز أن تكون المخابرات المصرية الآن لديها كل تلك المعلومات، وأن البحث والتجميع لما يحدث سيعطى صورة متكاملة». رانيا ابنة اللواء عمر سليمان الرواية الخامسة: جاءت على لسان الكاتب الصحفى مصطفى بكري ،حيث أشار إلى أن ابنته رانيا تحكي وتقول: "إنه في يوم 18 يوليو، ذهبت إلى غرفة والدها هي ورانيا وراجي، ابن أخو عمر سليمان، وأنها بقيت معه حتى الثانية عشرة مساءً، وكانت صحته جيدة". وتابع: "وفي الثانية صباحًا كان أيمن القفاص يدق غرف الفندق، الذي يقيمون به؛ ليبلغهم بتدهور حاد في صحة والدهم، وفي هذا الوقت كان سليمان قد لفظ أنفاسه الأخيرة، بعد فشل محاولات علاجه". اغتيال القاهرة ذكرت قناة فوكس نيوز الأمريكية في فبراير من عام 2011 انه بعد تعيينه نائبًا للرئيس تعرض إلى محاولة اغتيال فاشلة أدت إلى وفاة اثنين من حراسه الشخصيين وسائقه الخاص بمنطقة كوبري القبة بمحيط وزارة الدفاع, وخرج مصدر أمني ينفي تلك المحاولة، إلا أنه صدرت لاحقًا تصريحات عن وزير الخارجية أحمد أبوالغيط تؤكد ذلك.