النظام يمرر قانون مكافحة الارهاب.. الإخوان تتحرك لإثبات فشل القبضة الأمنية في مصر.. والأحزاب تتملق السلطة للحصول علي المكاسب السياسية محللون: الأحداث الإرهابية في مصر تلقي بظلالها علي جميع الشركاء السياسيين في مصر
نهش الإرهاب بالفترة الأخيرة في جسد المجتمع المصري، وحاول فرض سيطرته من خلال قتل الجنود في سيناء او التفجيرات في الأماكن العامة، بالإضافة إلى اغتيال الشخصيات العامة كما يسعى الإرهاب إلى محاولة تشتيت الدولة وعدم استقرارها وبالرغم من خطورة الإرهاب على المجتمع إلا أن هناك مستفيدين منه وأبرز المستفيدين من الإرهاب النظام نفسه، الذي يسعى في الفترة الأخيرة لتوصيل رسالة إلى العالم الخارجي أنه مضطر إلى فرض إجراءات استثنائية بحجة العمليات الإرهابية المتلاحقة كما يسعى إلى انتزاع الشرعية الدولية ومواجهة الانتقادات الدولية بحق الانتهاكات التى تمارس ضد حقوق الإنسان في مصر وقد جاء اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات ومقتل نحو 20 جنديًا وضابطًا مصريًا في شمال سيناء بحسب بيان القوات المسلحة ذريعة إلى تحول النظام إلى هجوم شرس على المعارضين والإقدام على اتخاذ إجراءات مشددة قد تدعم سعيه لمواصلة تثبيت أقدامه على أرض الواقع. من ناحية أخرى، استفادت جماعة الإخوان المسلمين من العمليات الإرهابية الأخيرة، حيث وجدت فيها فرصة قوية لإثبات فشل النظام وعدم قدرته على مواجهة الإرهاب وإثبات ذلك أمام العالم والمنظمات الحقوقية ويدعم تحركاتهم لتشويه صورة النظام في الغرب خاصة بعد الانتهاكات التي يمارسها في مجال حقوق الإنسان والتى اعترفت بها منظمات دولية, وذلك بالتزامن مع الرفض الغربي لتنفيذ أحكام الإعدام بحق الرئيس الأسبق محمد مرسي وقيادات جماعة الإخوان المسلمين. وللأحزاب السياسية استفادة كبيرة من الإرهاب الحالي, من خلال القيادات الحزبية التي تستغل عدم الاستقرار من أجل التواجد والظهور الإعلامي المتكرر وإبداء استنكار أو شجب ومحاولة الوصول الى كرسي البرلمان القادم . وفي إطار ذلك ترصد "المصريون" مكاسب النظام والإخوان والأحزاب من الإرهاب الحالي. التوتر الأمني يدعم موقف النظام في مكافحة الإرهاب يتخذ النظام الحالي من التوتر الأمني الموجود في سيناء، بالإضافة إلى العمليات الإرهابية وحركة الاغتيالات والتي كان آخرها المستشار هشام بركات النائب العام ذريعة للانفراد بسلطة التشريع والقضاء على الإخوان بشكل نهائي عبر تنفيذ أحكام الاعدامات وهذا ظهر واضحا عندما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي من القضاة بإصدار قوانين جديدة تنجز المحاكمات، بالإضافة إلى إصدار قانون الإرهاب الجديد الذي لاقى اعتراضا كبيرًا من كثير من فئات المجتمع المصري كما يسعى النظام من خلال هذه الأحداث الى تأجيل البرلمان القادم ويري الخبراء ان تنفيذ أحكام الإعدامات على جماعة الإخوان المسلمين ستكون قريبا مدعومة باستغلال النظام لاغتيال النائب العام وقتل الجنود في سيناء واستهداف اقسام الشرطه وزرع العبوات الناسفة في الشارع , مشيرين الى ان هذه الأحداث ستمكن الحكومة من فرض مزيد من القبضة الأمنية وفرض إجراءات استثنائية قد تتزايد خلالها الإحالة للمحاكمات العاجلة دون الانتظار للمحاكمات التي قد تستغرق وقتا طويلاً . ويري الدكتور سعيد صادق المحلل السياسي، أن اغتيال النائب العام هشام بركات يؤكد صحة مسار النظام الحالي في مواجهة الإرهاب بكافة إشكاله وسط توقعات بتزايد وتيرة أحكام الإعدام ضد جماعة الإخوان المسلمين خاصة بعد إعلان الرئيس السيسي هذا صراحة في عزاء النائب العام . وأضاف صادق، أن النظام سيحول خسائر فقدانه للجنود في سيناء ومقتل النائب العام إلى مكاسب سياسية يحظي خلالها بتأييد دولي كبير في حربه ضد الإرهاب ويوقف الانتقادات الدولية الموجهة ضد النظام حول انتهاك حقوق الإنسان في مصر. وأشار صادق، إلى أنه قد ظهر هذا التأييد عقب إصدار مجلس الأمن الدولي بيانا يدين فيه العمليات الإرهابية في مصر, كما بادرت الولاياتالمتحدة بإدانة الحادثة وأعلنت وقوفها إلى جانب مصر في هذا الوقت العصيب، لمواصلة العمل سويًا على محاربة كارثة الإرهاب. وأوضح المحلل السياسي، أنه من ضمن المكاسب التي سيجنيها النظام من الأحداث الأخيرة وعدم الاستقرار الأمني هي السعي لتمرير قانون الإرهاب والعديد من القوانين المكبلة دون أدني معارضة لتمكينه من فرض نفوذه علي الحكم, وهذا سيحول المعارضين إلى مؤيدين بشكل إجباري مستخدما الآلة الإعلامية الخاصة به في تشويه وتخوين من يعترض على هذه الإجراءات, وأيضا يسعى النظام إلى بث مزيد من الكراهية للإخوان المسلمين لدي الشعب عبر اتهامهم بجميع أحداث القتل والاعتداء على مؤسسات الدولة وجنودها سواء في سيناء أو داخل القاهرة . وأشار صادق، إلى أن الوضع الحالي المتوتر يعزز من سعي الحكومة إلى فرض الطوارئ والإحالة للمحاكمات العاجلة لسرعة القصاص. الأحزاب تستغل الأوضاع للتقرب من السلطة وحصد مناصب سياسية
يلقي عدم الاستقرار الأمني التي تشهده مصر خلال الفترة الأخيرة بجانبه السيئ على الأحزاب السياسية الطامحة نحو دخول مجلس النواب لأول مرة في تاريخها لاسيما وأن هناك الكثير من المؤيدون بشكل مطلق للنظام ينادون بتأجيل الانتخابات لعدم توافر المناخ المناسب وسط استمرار العمليات الإرهابية مما يعد تهميش لدور الأحزاب علي الساحة السياسية, وفي حين يري مراقبون ان ضعف تواجد الأحزاب في الشارع السياسي وعدم تأثرهم وتأثيرهم بالأحداث يجعلهم يلهثون وراء تحقيق مطامع شخصية من عدم الاستقرار السياسي عبر تملقهم نحو السلطة باستخدام اسلوب " التطبيل" وإفراط تأييدهم المطلق للرئيس والمسئولين والذي يضمن لهم تمثيل مستقبلي في السلطة وأيضا يعطيهم متسع من الوقت لإبرام التحالفات السياسية وجذب كوادر سياسية تكون قادرة علي حصد الأصوات في البرلمان المقبل لضمان تواجدهم فيه حال تشكيلة . ويقول الدكتور فتحي الشرقاوي أستاذ علم النفس السياسي بجامعة عين شمس: إن الأحزاب الحالية هي عبارة عن أشكال كرتونية لا تؤثر في النظام ولا الحياة السياسية وكل هدفها هي المصالح الخاصة فقط. وأضاف الشرقاوي أن الأحزاب تستغل التحول السياسي وعدم استقرار الوضع الأمني للتقرب من السلطة كل حسب أسلوبه وذلك من أجل تحقيق مكاسب ذاتية تتمثل في التسلق نحو المناصب السياسية في الدولة. وأوضح استاذ علم الاجتماع السياسي، أن الأحزاب "كرتونية هشه" ولا تتأثر بالأحداث الجارية وهذا قد يدعم تحركاتهم لتكوين تحالفات سياسية وانشغالها بكيفية وصول أعضاها لمجلس النواب وجذب أعضاء جدد ،فالقيادات الحزبية تستغل عدم الاستقرار من أجل التواجد والظهور الإعلامي المتكرر . الإخوان تسعى لإثبات الفشل الأمني للنظام
يتهم الكثير من الشعب المصري جماعة الإخوان بأنهم وراء أي عمل إرهابي سواء كان هذا العمل داخل سيناء او خارجها حتى لو تبنت أحد المنظمات الارهابية هذه العملية، فأصبحت أي عملية إرهابية تحدث في الفترة الاخيرة ترتبط بجماعة الإخوان المسلمين ويري مراقبون، أن أحداث العنف التى وقعت خلال الفترة الأخيرة والتي أبرزها اغتيال النائب العام هشام بركات وقتل الجنود المصريين في سيناء مؤخرا واستغلال النظام لها كسبيل لفرض المزيد من القوانين المكبلة, سوف يصب في صالح جماعة الإخوان المسلمين ويدعم تحركاتهم لتشويه صورة النظام في الغرب, وذلك بالتزامن مع الرفض الغربي لتنفيذ احكام الإعدام بحق الرئيس الأسبق محمد مرسي وقيادات جماعة الإخوان المسلمين , بجانب انه يساعد في تراجع شعبية السيسي ويثبت أن استخدام النظام الامني في الحكم لم يجن نجاحا وأنه لا بديل عن المشاركة السياسية لجميع الأطراف وفي مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين وأحزاب تيار الإسلام السياسي . ويقول حاتم أبو زيد عضو الهيئة العليا لحزب الأصالة: إن استمرار أعمال العنف داخل الشارع المصري وإلصاقها بجماعة الإخوان المسلمين رغم عدم وجود أدلة على اتهام النظام الحالي بجميع أدواته من الإعلاميين او مؤسسات الدولة يكشف حقيقة النظام وخداعه للشعب المصري. وأضاف أبو زيد، أن النظام الحالي يري أن له عدوا واحدا وهو الإخوان المسلمين على الرغم من وجود تيارات مختلفة سواء في تحالف مع الإخوان أو خارج هذه التحالفات، بالإضافة إلى بعض القوي الثورية لذلك يسعى دائمًا لاتهام الإخوان بأي أحداث عنف تقع, ومن ثم بعدها يظهر الفاعل الحقيقي مما يجعل المواطنون يراجعون مواقفهم العدائية تجاه جماعة الإخوان المسلمين, فهذا الأمر تكرر في حقبة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وثبت أن توجيه الاتهامات بشكل دائم يفضح ويشكك في مصداقية الأنظمة الحاكمة . وأضاف أبو زيد، أن استمرار القمع الذي يطال جميع فئات الشعب جراء هذه الأحداث سيؤدي إلى تراجع العديد من المواطنين عن تأييد السيسي لاسيما وأن الجميع شاهد تغير موقف الكثيرين سواء من القيادات السياسية وشباب الثورة والمواطنين بعد أن طالت يد الاعتقال الجميع. شاهدالصور