شهد رمضان هذا العام العديد من التقلبات والتغيرات في حياة المصريين على الصعيدين السياسي والاجتماعي، حيث شهد الشهر الكريم أحداثًا عده تنوعت ما بين قرارات رئاسية هامة وإصدار قوانين وعفو عن عشرات المعتقلين، واعتداءات إرهابية استهدفت لأول مرة مقار سفارات أجنبية، واقتحمت منطقة وسط العاصمة. "المصريون" رصدت أبرز مشاهد الشهر الكريم على النحو التالي: رمضان كريم على المواطنين.. حزين على المعتقلين مع بدايات شهر رمضان المبارك كان هناك آلاف من الأسر المصرية التي لم تشعر بفرحة الشهر الكريم، وذلك بسبب وجود ما يقرب من 40 ألف معتقل من مختلف الانتماءات السياسية من إخوان وثوريين داخل السجون في انتظار قرارات الرحمة سواء بالأحكام أو بالإفراج والعفو الرئاسي عنهم. فقبل أيام من بداية رمضان، قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي بإصدار عفو رئاسي عن 156 معتقلاً سياسيًا داخل السجون بمناسبة الشهر الفضيل، ولكن لم يشمل ذلك العفو النشطاء من جانب القوى الثورية، مما أشعل فتيل غضب بسيط بينهم في مطالبات واضحة بضرورة الإفراج عنهم، خاصة أن العديد منهم محبوسون احتياطيًا على ذمة قضايا، ولم يصدر ضدهم أي أحكام. وكان النشطاء ممن هم خارج السجون من مختلف شباب القوى الثورية "6 أبريل، الاشتراكيون" ومن يدعموهم بعمل "شنط رمضان" وموائد الرحمن على روح شهداء ثورة 25 يناير وما تلتها من أحداث. ويحتفل النشطاء أيضًا بعيد الفطر على طريقتهم الخاصة، وذلك من خلال توزيع الحلويات والورد على المصلين عقب أداء صلاة العيد، وتوزيع صور للمعتقلين للتعريف بهم وبقضاياهم والتهم الموجهة إليهم، وذلك في إطار رغبة النشطاء السياسيين في الإفراج عنهم. وعلى الرغم من توارد الأنباء الفترة الماضية عن قرار جديد للرئيس السيسي بشأن العفو مرة أخرى عن دفعة من المعتقلين بمناسبة احتفالات عيد الفطر، وكان من بينهم عدد من معتقلي «أحداث الاتحادية» على رأسهم «سناء سيف» شقيقة الناشط السياسي علاء عبدالفتاح، ولكن حتى الآن لم يتم الإعلان عن ميعاد ذلك العفو أو إصداره بشكل رسمي. السفارات.. المستهدفة في نهار رمضان شهد شهر رمضان عددًا كبيرًا من العمليات الإرهابية التي استهدفت شخصيات عامة وكيانات بعينها من سفارات وكمائن في سيناء وغيرها. وكانت آخر تلك العمليات انفجار "القنصلية الإيطالية" بوسط القاهرة، عن طريق سيارة مفخخة بجوار مقر القنصلية بشارع الجلاء، لتتسبب في إصابة العشرات وحالة وفاة وحيده لأحد الباعة الجائلين، الذي كان يحضر لحفل خطوبته خلال عيد الفطر المبارك، ولكنه كان على موعد آخر مع الموت. لتكشف وزارة الداخلية منذ أيام عن هوية منفذي تفجير القنصلية وهم "طارق عبد الستار، مقيم ببني سويف، وحسين سمير بسيوني، مقيم بمركز الفيوم، وحسين بركات حسين مبروك، مقيم ببني سويف"، وجميعهم ينتمون إلى جماعة أنصار بيت المقدس، التي بايعت داعش. وأكدت المصادر، أن قوات الأمن تكثف حاليًا جهودها لضبطهم وتقديمهم للعدالة، مضيفة أن مديرية أمن القاهرة أجرت تحقيقات مكثفة مع عناصر إرهابية سبق ضبطها، لتورطها في عمليات تخريبية سابقة، لكشف هوية العناصر المتورطة في حادث تفجير القنصلية. ولكن لم يقف الأمن على ذلك الحد وإنما قامت بعض العناصر الإرهابية بإرسال تهديدات صريحة إلى السفارة الألمانية بالقاهرة باستهدافها بسيارة مفخخة هي الأخرى، في إطار خطتهم لإرسال رسالة للخارج توضح أن مصر غير قادرة على تأمين مقار السفارات. وهو ما أدى بدوره إلى إغلاق السفارة لمدة تجاوزت ال 24 ساعة لتأمينها من جانب قوات وزارة الداخلية، وسط تخوفات من تكرار الأمر كما حدث بالقنصلية الإيطالية. "المقالب" تتفوق على الدعاة تحولت مقولة "إحنا شعب متدين" إلى "إحنا شعب بيحب المقالب والنكتة"، كان هذا شعار رمضان 2015 بعد زيادة نسب المشاهدة بالبرامج الخاصة ب "المقالب" وتفوقت بشكل قوي على "البرامج الدينية" التي لم تلق رواجًا أو استحسانًا كبيرًا على قطاع المشاهدين العريض في رمضان. وشهد شهر رمضان المبارك العشرات من برامج المقالب بمختلف أشكالها، فكان أبرزها برامج «مقالب الطائرة» والتمثيل بأنها تسقط وسط ضحكات من مقدمي تلك البرامج منها "رامز واكل الجو، هبوط اضطراري، التجربة الخفية" وغيرها من البرامج التي تكون في إطار كوميدي مثل "أجمل ضحكة في مصر، الزفة، تقدر ولا متقدرش، المهيسون، 100 ريختر"». وكشفت نسب المشاهدة الخاصة بكل برنامج عن حقيقة تفوقه في الحصول على أعلى نسب ومتابعة خلال شهر رمضان، وكانت المقدمة لبرامج "رامز جلال" وتلاها "100 ريختر" للمذيع خالد عليش، و"هبوط اضطراري" للفنان هاني رمزي. ومن بين كل ذلك كان هناك عدد ليس بكثير من البرامج "الدعوية" الخاصة بالدعاة الإسلاميين، لتتراجع تلك البرامج بشكل ملحوظ خلال رمضان 2015 وتقل فيها نسب المشاهدة، ولم يكن انخفاضها لهذا العام فقط إنما ظلت في الانخفاض على مدار ما يقرب من خمسة أعوام ماضية دون أن يقوم أي مسئول بالتفكير في كيفية رجوع تلك البرامج الخاصة بالمحتوي الديني وتوضيح الرسائل الدينية بشكل بسيط دون تعقيد. الدراما الرمضانية.. للكبار فقط شهد رمضان هذا العام تغييبًا كبيرًا للقيم والمبادئ وأسس الدراما الإيجابية الهادفة، فتضمنت الدراما الرمضانية والتي ضمت أكثر من 30 عملاً دراميًا، منها المخدرات ومشاهد جريئة تقع أحداثها بين الملاهي الليلية والألفاظ الخادشة للحياء، هكذا انتهى موسم الدراما الرمضانية هذا العام، حيث اتسمت حلقاته بالجرأة المفرطة والشتائم والبلطجة والنصب، التي أصابت الجمهور المصري بدهشة كبيرة منذ بداية عرض أولى حلقات الأعمال الدرامية هذا العام، وذلك بسبب كثرة المشاهد الخارجة والجريئة والألفاظ الخادشة للحياء. والحقيقية في الأمر أن مسلسلات رمضان أصبحت مناسبة للكبار فقط، لما تحمله من ألفاظ خادشة للحياء ومناظر خارجة بها الكثير من الإيحاءات الجنسية، والمفاهيم الدينية والاجتماعية الخاطئة، فهذا هو حال مسلسلات رمضان هذا العام، فكان أبرز تلك الأعمال الرمضانية، هو "تحت لسيطرة" و"حواري بوخاريست" وغيرها من المسلسلات. رمضان صوم عن الأكل وإفطار للقرارات السيادية ورغم أن رمضان يغلب عليه الهدوء وعدم اتخاذ القرارات المصيرية والحاسمة فيه، إلا أن للرئاسة رأيًا آخر، فلقد اتخذ الرئيس عبدالفتاح السيسي، قرارات مهمة خلال الشهر الكريم، كان آخرها قانون منح وزارتي الداخلية والدفاع والأجهزة التابعة لهما والمخابرات العامة الحق في تأسيس شركات حراسة المنشآت ونقل الأموال. وقبله بساعات اتخذ قرارًا جمهوريًا بقانون رقم 89 لسنة 2015، بشأن حالات إعفاء رؤساء وأعضاء الهيئات المستقلة والأجهزة الرقابية من مناصبهم، وينص القرار، على أنه يجوز لرئيس الجمهورية إعفاء رؤساء وأعضاء الهيئات المستقلة والأجهزة الرقابية من مناصبهم في عدة حالات منها إذا قامت بشأنه دلائل جدية على ما يمس أمن الدولة وسلامتها، إذا فقد الثقة والاعتبار، فضلاً عن أنه إذا أخل بواجبات وظيفته بما من شأنه الإضرار بالمصالح العليا للبلاد أو أحد الأشخاص الاعتبارية العامة، وإذا فقد أحد شروط الصلاحية للمنصب الذي يشغله لغير الأسباب الصحية. وفي بداية الشهر، أصدر الرئيس قرارًا جمهوريًا بالعفو عن 165 من الشباب المحبوسين بمناسبة شهر رمضان، ولم يذكر التليفزيون أي تفاصيل تخص الأشخاص الصادر لهم قرار بالعفو. وأصدر أيضًا قرارًا جمهوريًا بقانون رقم 32 لسنة 2015 بشأن الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2015/2016، ونص القرار بقانون على أن استخدامات الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2015/2016 قدرت بمبلغ تريليون ومائة وسبعة وأربعين مليارًا وثمانمائة واثنين وعشرين مليونًا وستمائة وثمانية عشر ألف جنيه، كما قدرت إيرادات الموازنة العامة للدولة ومتحصلاتها من الإقراض ومبيعاتها الأصول المالية وغيرها من الأصول بمبلغ ستمائة وثمانية وثلاثين مليارًا وخمسمائة وستة وخمسين مليونًا وخمسمائة وثمانية وعشرين ألف جنيه. اغتيال النائب العام كان لحادث اغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام الراحل، صدى كبير بعدما استهدف موكبه تفجير إرهابي عن طريق سيارة مفخخة، وهو الحادث الذي اخذ حيزًا كبيرًا من اهتمامات الرأي العام في رمضان.