ذكرت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية أن المجزرة التي تعرض لها مسلمو سربرنيتشا على يد الصرب، إبان حرب البوسنة في تسعينيات القرن الماضي، تعتبر دليلا على الفشل الأخلاقي والسياسي على مستوى "فظيع", والذي يتكرر أيضا في سورياوالعراق. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 11 يوليو أن مجزرة سربرنيتشا ارتكبها أناس على نطاق واسع، وذلك لأنهم اعتقدوا أن بإمكانهم ممارسة القتل، وأن هذا "الانحراف الأخلاقي" هو نفسه الذي يجري في المدن والبلدات في كل من سورياوالعراق. وأشارت الصحيفة إلى أن المذابح التي يشهدها الشرق الأوسط, خاصة في العراقوسوريا, هي تكرار لما حدث في سربرنيتشا قبل عشرين عاما, وهي تذكر العالم بضرورة ضمان وصول القانون والعدالة إلى مرتكبي هذه المذابح، مهما طال الزمن. وكان عشرات آلاف الأشخاص احتشدوا السبت 11 يوليو في سربرنيتشا بالبوسنة للمشاركة في مراسم إحياء الذكرى العشرين للمجزرة, التي اعتبرتها محكمة العدل الدولية "إبادة جماعية". وشارك في المراسم بسربرنيتشا عدد من المسئولين الدوليين، منهم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون الذي توصلت إدارته إلى اتفاقات دايتون للسلام التي أنهت النزاع البوسني. وقبل عشرين عاما في يوليو 1995 , وفيما أعلنت الأممالمتحدة سربرنيتشا "منطقة محمية", قتلت القوات الصربية البوسنية فيها نحو ثمانية آلاف رجل وفتى مسلم، فارتكبت بذلك أسوأ مجزرة في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وتحاكم محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة القائدين السياسي والعسكري لصرب البوسنة رادوفان كراديتش وراتكو ملاديتش المتهمين بالتخطيط لمجزرة سربرنيتشا . وفي 2001 , كان أحد قادة صرب البوسنة راديسلاف كريسيتس أول من أدين بتهمة الإبادة في أوروبا، تلتها أربع إدانات أخرى بالإبادة. وتظهر استطلاعات رأي حديثة في صربيا أن 54% من المستجوبين يدينون المجزرة، لكن 70% منهم ينكرون أنها كانت جريمة إبادة مع أن محكمة العدل الدولية قضت في عام 2007 بأن المجزرة كانت إبادة جماعية.