"الاعتداءات الإرهابية في سيناء مقلقة"، هكذا أعلن عاموس جلعاد، رئيس الطاقم السياسي والأمني بوزارة الدفاع الإسرائيلية في تصريحات لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية. وقال جلعاد إن "سلسلة الاعتداءات الإرهابية في شمال سيناء تشكل مدعاة للقلق على المستوى الإقليمي"؛ موضحًا أن "إسرائي تعي المخاطر المترتبة على تهديد تنظيم داعش وهي لم تتفاجئ بممارساته"، مؤكدًا في الوقت ذاته "استمرار التنسيق الأمني بين إسرائيل ومصر". وقال أرييه درعي وزير الاقتصاد الإسرائيلي إن " التنظيمات الإرهابية أعلنت حربًا على مصر، وهذا يمثل فرصة لإسرائيل لتكون شريكة في الحرب على المتطرفين، لابد من تشكيل حلف للدفاع المشترك بين مصر وإسرائيل ودول الخليج والأردن"، وفقا لما نقلته عنه صحيفة "معاريف" العبرية. ونقلت الإذاعة العبرية عن اللواء (احتياط) جيورا ايلاند -رئيس مجلس الأمن القومي السابق بإسرائيل – قوله إن "هناك مخاوف من سيطرة تنظيم (داعش) على قطاع غزة، وعلى تل أبيب تعزيز استقرار نظام حماس هناك لمنع حدوث هذا الاحتمال"، مضيفا أن "تنظيم داعش لا يشكل تهديد حقيقي على مصر سواء بسبب قوة نظامها الحاكم المركزي أو بسبب الكثافة السكانية المتجانسة". وقال عن تسيبي مازائيل -السفير الإسرائيلي الأسبق بمصر –إن "إسرائيل تشعر بحالة من الإحباط بسبب درجة نجاح الجيش المصري في مواجهة الإرهاب بسيناء"، لافتا إلى أن "الولاياتالمتحدة ودول أوروبا لا تفعل ما فيه الكفاية لمساعدة النظام المركزي في القاهرة وحربه على التنظيمات الجهادية". وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن إسرائيل "وافقت على طلب مصر بتعزيز قواتها في شبه جزيرة سيناء"، لافتة إلى أن الموافقة " جاءت بعد ساعات من قيام مسلحي داعش بشن هجمات على القوات المصرية"، مضيفة أنه وفقا لمعاهدة السلام بين الجانبين، يتعين على كل دولة أن توافق على قوات عسكرية إضافية في المنطقة على كلا جانبي الحدود. وقالت صحيفة "معاريف" إن إصرار السيسي على محاربة الإرهاب لم يضعف؛ مضيفة أن الهجمات التي شهدتها سيناء مؤخرا تثير تساؤلات عن القدرة الاستخباراتية والعملياتية للجيش المصري، لكن وبالرغم من العمليات الإرهابية، فإن رجال الرئيس سيستمرون في حربهم الضارية. ولفتت إلى أن هذه الهجمات هي الأكبر منذ بدأ تنظيم ولاية سيناء المنتمي لداعش نشاطه ضد حكومة القاهرة قبل حوالي 4 سنوات، كما أن الأمر يعد الصدمة الأكبر في الحرب المصرية على الإسلاميين المتطرفين، مضيفة أنه خوفا من أن يقوم داعش بتوسيع عملياته في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، قررت تل أبيب رفع حالة الاستعداد على طول الحدود مع مصر. وذكرت أن ما جرى مؤخرا في سيناء أثبت أنه برغم إصرار نظام السيسي على العمل بقوة ضد الإرهابيين، إلا أن المهمة صعبة وتكلف ثمنا باهظا، مضيفة أنه وفقا للتقديرات الاستخباراتية والأمنية الإسرائيلية فإن "ولاية سيناء" يضم مئات النشطاء المدربين والمسلحين وعددا مساويا من المتعاونين غالبيتهم من البدو المحليين، جزء منهم من أبناء قبائل الترابين الموجودين في شمال سيناء، والذين كانوا يهربون المخدرات والسلاح ويتاجرون بالبشر في السنوات الأخيرة. وقالت إن المشكلة ما زالت مستمرة في شمال سيناء، وعلى الرغم من موافقة تل أبيب بزيادة الجيش المصري لقواته تجاوزا لاتفاقية كامب ديفيد للسلام بين الدولتين، وبالرغم من التنسيق الأمني بين القاهرة وتل أبيب، إلا أن الرئيس السيسي يجد صعوبات في استخدام قواته ضد الإرهاب، لافتة إلى أنه بالرغم من ذلك؛ هناك تقديرات بأن العمليات الإرهابية الأخيرة لن تضعف إصرار السيسي ورجاله في الاستمرار بالحرب الضارية ضد المخربين وبعنوان "تصاعد الإرهاب في مصر" قال موقع "نيوز وان" الإخباري العبري إن نظام السيسي يخوض حرب بقاء ومصر على دحر الإرهاب وهزيمته، مضيفا أن "الأحداث الأخيرة خلقت وضعا جديدا في البلاد، والسيسي قرر تصعيد الحرب على الإرهاب في مدن البلاد وشبه جزيرة سيناء".
وأوضح أن "السيسي عزز في الشهور الأخيرة منطقة سيناء بوحدات عسكرية إضافية وقيادات بارزة لها خبرتها في الحرب على الإرهاب والذين نجحوا في حشد عدد من القبائل البدوية بالمنطقة لنفس المهمة، إلا أن الجيش المصري يصعب عليها مواجهة الإرهاب بنجاح، والمواجهات المسلحة مع نشطاء داعش تحولت إلى شاغل يومي"، مؤكدا أن "العمليات الأخيرة شهدت على تحسن نوعي في قدرات داعش العملياتية بسيناء". وختم تقريره بالقول إن "موجة الإرهاب الأخير لا توفر خيارا للرئيس المصري، ومصر دخلت في مرحلة جديدة، والحديث يدور عن حرب بقاء يخوضها السيسي في وقت هو غير مستعد أن يخضع فيه للإرهاب". وبعنوان "لنحارب الإسلاميين"، قالت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية إنه "من الصعب القول إن القاهرة لم تكن تعرف أن التهديد الإرهابي ضدها قائم، وقبل يومين مما جرى في سيناء اغتيل النائب العام المصري هشام بركات في حادث إرهابي، والآن مصر تنزف ويصعب عليها العودة إلى حياتها الاعتيادية". وأضافت "الغرب يهاجم القاهرة بسبب اتخاذها موقف صارم ضد كل من يهددها، ويمكننا الافتراض أنه لا يوجد شخص في تل أبيب يرفض هذا الموقف الصارم، مصر أصبحت شريكنا الأكبر في الحرب على الإرهابي في كل من قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء". وفي تقرير آخر لها بعنوان "فشل مصر ..داعش يتوجه لإسرائيل"، قالت "يسرائيل هايوم" إن القاهرة شهدت أحد أصعب الحوادث الإرهابية في تاريخها، حيث قتل العشرات في أكثر التوقيتات إيلاما؛ ألا وهو شهر رمضان" وأوضحت أن "الهجمات التي وقعت بسيناء ضد 10 مواقع عسكرية على الأقل بين منطقتي العريش ورفح المصريتين، كانت منسقة وقام بها عشرات الإرهابيين، من بينهم انتحاريون، واستخدم فيها وسائل قتالية متقدمة، تضم من بينها صواريخ مضادة للدبابة من نوع (كورينت) والتي وصلت لسيناء قبل عدة سنوات كجزء من وسائل التسلح للتنظيمات الإرهابية في غزة". وقالت إن "القوات المصرية فوجئت، واضطرت على مدار اليوم إلى إخلاء قوات كبيرة من قطاعات أخرى في سيناء لمواجهة الإرهابيين وتحرير عدد من المواقع العسكرية التي تم السيطرة عليها"، مضيفة أن "التنظيمات السلفية في سيناء تعززت قوتها في السنوات الأخيرة اعتمادا على أبناء القبائل البدوية وعلى نشطاء إرهاب جاءوا من دول أخرى، غالبية الإرهابيين يعملون تحت إمرة تنظيم (أنصار بيت المقدس) الذي بايع داعش وبدأ في تلقي أموال وتعليمات منه". ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها إن "ما جرى في سيناء هو أمر مزعج، لكن لا يوجد تهديد ملموس إزاء تل أبيب، وبرغم ذلك، فإن هناك مخاوف من أن تؤثر الأحداث في سيناء على حدود إسرائيل، كما تؤثر الحرب السورية على هضبة الجولان". من جانبه قال "واللاه" الإخباري العبري إن "ما يقلق القاهرة هو عدم الفعالية الاستخباراتية في شبه جزيرة سيناء، حيث تم تنظيم حوالي 100 مسلح لتنفيذ هجمات متزامنة دون أن ينجح ذراع استخباراتي مصري واحد في إرسال إنذار مناسب بالأمر، هذا معناه (ثقب أسود في المستوي الاستخباراتي)"؛ موضحا أنه "مؤخرا لوحظ تحسن معين في تجميع الجيش المصري للمعلومات الاستخباراتية التي تعتمد على الملاحظة البصرية، لكن هناك صعوبات فعليه فيما يتعلق بالعملاء والتنصت". ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن "الذراع العسكري لحركة حماس، كتائب عز الدين القسام تساعد الجهاديين في شمال سيناء"، لافتين إلى أن "المساعدة تشمل معالجة للمصابين الجهاديين، ودعم محاولات نقل الوسائل القتالية والأموال لسيناء".